انفجار يستهدف سفينة إسرائيلية في خليج عُمان

بايدن يرسم لإيران خطوطاً إقليمية حمراء

02 : 00

تظاهرة حوثية مسلّحة في صنعاء أمس (أ ف ب)

وجّه الرئيس الأميركي جو بايدن "رسالة عسكرية" صارمة إلى طهران، مفادها أن إدارته لن تسمح للجمهورية الإسلامية باللعب على "حافة الهاوية" مع واشنطن في سياق محاولتها تحسين شروطها التفاوضية في الملف النووي، راسماً لها "خطوطاً إقليمية حمراء"، فكانت الضربة التي نفّذتها الولايات المتحدة ليل الخميس - الجمعة مستهدفةً بنى تحتية تستخدمها فصائل عراقية مسلّحة تدور في فلك إيران بشرق سوريا، وتحديداً "كتائب حزب الله" و"سيد الشهداء"، ما أسفر عن مقتل 22 مسلّحاً، في أوّل عملية عسكرية لإدارة بايدن ردّاً على الهجمات الأخيرة على مصالح غربية في العراق.

وإذ رأت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي خلال إفادة صحافية أن "ضربات سوريا كانت ضرورية وجاءت بعد مشاورات قانونية دقيقة"، أكدت أنها "كانت دفاعاً عن النفس ومتناسبة مع هجمات الميليشيات السابقة". وأوضحت أن بايدن "يبعث برسالة لا لبس فيها بأنّه سيتحرّك لحماية الأميركيين، وعندما يتمّ توجيه التهديدات يكون له الحق في اتخاذ إجراء في الوقت والطريقة اللذَيْن يختارهما"، مشيرةً إلى أن "الولايات المتحدة لا تزال منفتحة على إجراء مناقشة ديبلوماسية مع إيران، ولن تتّخذ خطوات لتخفيف العقوبات".

وفي تصريحات أعقبت الضربة، تحدّث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن دور استخباراتي عراقي في نجاح العملية، بينما نفى الجيش العراقي تبادل المعلومات مع الولايات المتحدة، في حين كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن واشنطن حذّرت روسيا قبل دقائق عدّة فحسب من تنفيذها الضربة، وهو إطار زمني وصفه بأنّه "غير كاف". ودانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بشدّة "مثل هذه الأعمال"، ودعت إلى "احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها من دون شروط". كما دانت سوريا وإيران و"كتائب حزب الله" العملية الأميركية.

وفي الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أنّه "طالما أني رئيس للوزراء، لن تمتلك إيران أسلحة نووية"، مشدّداً على ذلك بالقول: "سأفعل كلّ شيء لمنع ذلك، وقلت ذلك للرئيس بايدن، باتفاق أو من دونه"، تعرّضت سفينة إسرائيلية لانفجار الخميس في خليج عُمان، في تطوّر أمني مفاجئ دخل على خطّ التوتّرات الإقليمية المتصاعدة أصلاً.

وأوضحت مجموعة "درياد غلوبال"، التي تتّخذ من لندن مقرّاً وتُعنى بالأمن البحري، على موقعها الإلكتروني، أن ناقلة المركبات "ام في هيليوس راي"، المملوكة من قبل شركة "هيليوس" المحدودة، وهي شركة إسرائيلية مسجّلة في جزيرة مان، "تعرّضت لانفجار داخل خليج عُمان".

من جهتها، ذكرت "هيئة التجارة البحرية البريطانية" في إشعار على موقعها الإلكتروني أن "السفينة والطاقم بخير"، داعيةً "السفن العابرة للمنطقة إلى توخي الحذر"، فيما أفادت تقديرات عسكريّة إسرائيليّة، بحسب وسائل إعلام عبرية، بأنّ الإنفجار ناجم عن "هجوم إيراني".

وعلى جبهة أخرى، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن تدمير صاروخ باليستي أطلقه المتمرّدون الحوثيّون المدعومون من طهران في اتجاه السعودية. كما دمّر التحالف مسيّرتَيْن مفخّختَيْن في وقت سابق. بالتوازي، تبنّى مجلس الأمن الدولي قراراً يُجدّد لمدّة عام العقوبات المفروضة على شخصيات يمنية ويُضيف اسم مدير البحث الجنائي في صنعاء سلطان زابن إلى اللائحة.

ويُشدّد القرار على "ضرورة خفض التصعيد في كلّ أنحاء اليمن ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد"، ويُدين القتال في شمال مأرب وهجمات المتمرّدين الحوثيين المستمرّة ضدّ السعودية، داعياً إلى "وقف فوري للهجمات دون شروط مسبقة"، فيما قُتِلَ أكثر من 60 مقاتلاً من القوّات الموالية للحكومة اليمنية والمتمرّدين الحوثيين خلال المعارك الطاحنة المندلعة في محافظة مأرب أمس، في ما وصفت بأنّها "أعنف معارك" منذ بدء هجوم المتمرّدين هذا الشهر.

وعلى صعيد آخر، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إيران إلى التحقيق في ما إذا كان قد تمّ استخدام "القوّة المفرطة" من جانب "الحرس الثوري" في إطلاق نار استهدف مهرّبين كانوا يُحاولون إدخال وقود إلى باكستان المجاورة، وسبّب قتلى. وحادثة إطلاق النار في المنطقة الحدودية قرب بلدة سراوان، أدّت إلى مقتل 10 أشخاص وجرح 5 آخرين على الأقلّ، بحسب ما أفادت المنظمة الحقوقية نقلاً عن نشطاء من البلوش، بينما أرسلت السلطات الإيرانية مدرّعات وعربات عسكرية إلى محافظة سيستان وبلوشستان لقمع التظاهرات المستمرّة هناك منذ أيّام عدّة.