لم يحقّق الاقفال العام الذي شهده لبنان أخيراً، الى جانب انطلاق عملية التلقيح الوطني ضدّ فيروس "كورونا" النتائج المرجوّة منهما حتى الآن في تقليل خطر التفشّي، فالمتابعون للوضع الوبائي في مدينة صيدا وجوارها لاحظوا ارتفاعاً مستجدّاً في أعداد الاصابات، وسط خشية من المزيد مع بدء عودة مزاولة بعض القطاعات عملها بدءاً من اليوم، ضمن المرحلة الثانية من التخفيف التدريجي لقيود التعبئة العامة.
وأوضحت طبيبة قضاء صيدا الدكتورة ريما عبود انّ الأسبوع الأخير سجّل تزايداً بأعداد الاصابات ضمن قضاء صيدا لا سيّما في "صيدا المدينة، الصرفند، الغازية، البيسارية، حارة صيدا بالاضافة الى مخيم عين الحلوة"، وقالت: "صحيح بدأنا مرحلة التلقيح التي ستصل بنا الى برّ الأمان... لكن حالياً خطر تفشّي الوباء لا يزال داهماً، ونحن مقبلون على المزيد من التخفيف من قيود التعبئة على فتح المؤسسات، ونعتبر ان الأساس يجب ان يكون التزاماً بالإجراءات الوقائية".
الى جانب الاجراءات الوقائية، أكدت مصادر صيداوية لـ"نداء الوطن" ان العمل يجري على ثلاثة مسارات، الاول: افتتاح المستشفى التركي التخصّصي للحروق يوم الجمعة المقبل لإعتماده مركزاً ثانياً للتلقيح تزامناً مع بدء اعطاء الجرعة الثانية من اللقاحات للذين تلقّوا الاولى، وتُبيّن حصيلة الأسبوعين الأولين من بدء التلقيح في المركز الوحيد في مستشفى صيدا الحكومي أنّ نسبة الاقبال لا تزال قليلة، مقارنة بالكتلة البشرية ضمن نطاق الاتحاد، والثاني: حثّ المواطنين والمقيمين على التسجيل في منصّة التلقيح الرسمية وعدم التردّد، والثالث: استكمال تجهيز المستشفيات الحكومية في صيدا وجزين، اضافة الى "الهمشري" لمواكبة التفشّي لجهة زيادة غرف العناية والغرف العادية لمرضى "كورونا". وفي تقريرها الاسبوعي، أعلنت غرفة عمليات إدارة مخاطر الكوارث والأزمات في إتحاد بلديات صيدا- الزهراني عن متابعة 1362 حالة نشطة، توزّعت على 542 إصابة جديدة و6 حالات وفاة و195 حالة دخول مستشفى، واكّد مديرها مصطفى حجازي أنّ حالات الإستشفاء ما زالت مرتفعة مع نسبة إشغال 100% لأسرّة العناية الفائقة والأسرّة العادية للمصابين في مستشفيات القضاء، بينما لا تزال مدينة صيدا تتصدّر اللائحة بـ 154 إصابة، يليها مخيم عين الحلوة بـ 129 إصابة والغازية بـ 61. وبلغ عدد اجمالي الملقّحين في المستشفى الحكومي 1920 شخصاً ضمن المرحلة الأولى ونسبة التلقيح من اجمالي سكّان نطاق اتحاد صيدا الزهراني 0.64% وعدد الفحوصات الـ 5512 تبين ان نتائج 25% منها ايجابية، ونسبة الوفيات منها 3%. وتوزيع حقن "الرامديسيفير" لمرضى "كورونا" ضمن الهبة التي قدّمتها وزيرة الصحة المصرية للنائبة بهية الحريري 6470 إبرة، أعطيت لـ 1506 من الذين استفادوا من جميع المحافظات.
وقالت الحريري في الاجتماع التنسيقي الدوري حول مستجدّات "كورونا" في صيدا وجوارها: "من حقّ الناس الحصول على الخدمة الطبّية الكافية من الدولة عبر دعم المؤسسات الاستشفائية الحكومية، وبالرغم من الظروف البالغة الصعوبة، الا انه بالتعاون في ما بيننا، وبالتنسيق مع كافة الجهات الرسمية والبلدية والصحية والأهلية يمكن ان نخفّف من هذا العبء عن المستشفيات الحكومية ونجتاز هذه الأزمة الصحّية وصولاً الى احتواء الوباء"، آملة مع بدء عمل مركز التلقيح في المستشفى التركي ان ترتفع وتيرة الاقبال على تلقّي اللقاح".
