إسرائيل تردّ في دمشق على استهداف إيران لسفينتها

طهران تُصعّد نووياً و"حوثياً"... وواشنطن تشعر بـ"خيبة أمل"!

02 : 00

السفينة "أم في هيليوس راي" الإسرائيلية رست في ميناء راشد في دبي أمس (أ ف ب)

توقيت "الساعة الإيرانية" لم يحن بعد للتهدئة والجلوس حول طاولة المفاوضات، إذ لا تزال الجمهورية الإسلامية تُصعّد من وتيرة التوتّر الجيوسياسي في الشرق الأوسط، من الخليج العربي مروراً باليمن عبر تصعيد وتيرة هجمات "الحوثيين" البالستية والمسيّرة على المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى ملفها النووي مع المجتمع الدولي، بحيث رفضت طهران اقتراحاً أوروبّياً لعقد اجتماع غير رسمي بمشاركة الولايات المتحدة للبحث في سُبل إحياء "النووي"، معتبرةً أن "الوقت غير مناسب" له في ظلّ عدم تخلّي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها سلفه دونالد ترامب، وعدم قيام واشنطن أيضاً بأي خطوة لرفع العقوبات القاسية المفروضة على طهران.

وفي المقابل، أعربت الولايات المتحدة عن خيبة أملها إزاء رفض إيران الإنخراط في مفاوضات حول برنامجها النووي. لكنّ البيت الأبيض أكد في الوقت ذاته أن "واشنطن مستعدّة للإنخراط في مفاوضات ديبلوماسية مع طهران من خلال مجموعة خمسة زائد واحد".

نووياً أيضاً، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي تركيب أجهزة جديدة للطرد المركزي في موقع "فوردو" النووي، وفق وكالة أنباء "فارس". وإذ شدّد صالحي على أن عملية تركيب الأجهزة الجديدة ومضخّاتها ستُنجز في الوقت المحدّد، كشف أن المنظمة الإيرانية كُلّفت بإنتاج 120 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة في غضون عام واحد، وتمّ إنتاج 25 كيلوغراماً منها حتّى الآن.

وعلى خطّ رفع طهران لمنسوب التوتّر الإقليمي، تبنّى المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران هجمات بصاروخ باليستي وطائرات مسيّرة ضدّ العاصمة السعودية الرياض ومناطق أخرى في المملكة، متوعّدين بـ"عمليات أوسع"، فيما أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية اعتراض صاروخ فوق الرياض و6 طائرات مسيّرة على مناطق أخرى في المملكة السبت.

وفي الوقت الذي أشار فيه الدفاع المدني السعودي إلى أنّ "الشظايا تناثرت على أحياء سكنية عدّة في مواقع متفرّقة" في الرياض، موضحاً أنه "نتجت عن سقوط إحدى الشظايا أضرار مادية في أحد المنازل من دون وقوع إصابات بشرية أو وفيات"، توالت الإدانات الخليجية والعربية والغربية للإعتداءات الحوثية على سيادة المملكة، خصوصاً من واشنطن التي رأت أن "هجمات الحوثيين لا تُهدّد المدنيين الأبرياء فحسب، بل تُهدّد أيضاً فرص السلام والإستقرار في اليمن"، مؤكدةً التزامها بشراكتها الطويلة مع السعودية و"مساعدتها في الدفاع عن أراضيها في مواجهة هجمات من الجماعات المتحالفة مع إيران".

وكان لافتاً بالأمس تلقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً من الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحيث اطمأن الأخير على صحة ولي العهد، متمنّياً له دوام الصحة والعافية، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس". كما شدّد أمير دولة قطر على دعم بلاده للمملكة، وعلى كلّ ما من شأنه تعزيز أمن واستقرار وسيادة المملكة، في حين عبّر الأمير محمد عن شكره وتقديره لأمير دولة قطر "على ما عبّر عنه من مشاعر أخوية نبيلة".

وعلى خط آخر، وصلت السفينة "أم في هيليوس راي" الإسرائيلية التي تعرّضت لإنفجار في خليج عُمان إلى ميناء راشد في دبي، فيما ذكرت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة أن السفينة يُرجّح أن تكون استُهدفت من قبل "محور المقاومة"، معتبرةً أنّها "سفينة عسكرية تعود إلى الجيش الإسرائيلي"، وكانت تقوم "بجمع معلومات عن الخليج الفارسي وبحر عُمان، عندما تمّ استهدافها في طريق العودة". وأضافت أن "هذه السفينة التجسّسية وعلى الرغم من أنّها كانت تُبحر بشكل سرّي، وقعت ربّما في فخّ أحد فروع محور المقاومة".

وبينما حمّل الإعلام الإسرائيلي إيران مسؤولية الهجوم، فيما رجّح أو ألمح مسؤولون إسرائيليّون بينهم وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي أن تكون إيران مسؤولة عن الإنفجار على متن السفينة، جاء الردّ الإسرائيلي من بوابة دمشق ليل أمس، كما رأى متابعون، إذ استهدفت مقاتلات إسرائيلية بالصواريخ المنطقة المحيطة بالسيدة زينب جنوب العاصمة السورية، التي تُعدّ معقلاً لـ"الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله"، بحسب ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بأن الدفاعات الجوّية التابعة للنظام تصدّت "لصواريخ العدوان الإسرائيلي في سماء دمشق وأسقطت معظمها"، متحدّثةً عن أن "العدو الإسرائيلي نفّذ عدواناً جوّياً من اتجاه الجولان السوري المحتلّ مستهدفاً بعض الأهداف في محيط دمشق". وفي وقت سابق، هزّت انفجارات عنيفة بادية البوكمال الخاضعة لسيطرة القوّات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في ريف دير الزور الشرقي. وتزامنت الإنفجارات مع تحليق لطيران مسيّر في الأجواء، وفق "المرصد السوري".


MISS 3