واشنطن تطلب وقف "الهجوم السافر" على السعودية

الرياض: الحوثيّون أسرى القرار الإيراني

02 : 00

المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي خلال إيجاز صحافي في واشنطن أمس (أ ف ب)

تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلف كلّ تصعيد أمني وعسكري في المنطقة سعياً منها للضغط في اتجاه تسريع موعد جلوسها حول "طاولة النووي" مع الولايات المتحدة، بالحدّ الأدنى من حفظ ماء وجهها، خصوصاً لناحية التخفيف من عقوبات حملة "الضغوط القصوى" التي لا تزال كالسيف المصلت فوق رؤوس المسؤولين الإيرانيين. وبينما لا تزال طهران تُرسل المسيّرات والصواريخ في اتجاه الأراضي السعودية عبر المتمرّدين الحوثيين الذين يدورون في فلك نفوذ "فيلق القدس"، اتهمت الدفاع السعودية أمس إيران بتزويد الحوثيين بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية.

وأوضح المتحدث باسم الدفاع السعودية والتحالف العربي بقيادة المملكة العميد تركي المالكي أن "هذه الصواريخ الباليستية والطائرات بلا طيّار غير موجودة في نظام المعركة للجيش اليمني"، لافتاً إلى أن "هذه الأسلحة النوعية تمّ تهريبها من قبل النظام الإيراني للميليشيا الحوثية". وأشار إلى أن ذلك مكّن الفنيين والخبراء في "الحرس الثوري" الإيراني من تهديد أمن اليمن ودول جواره.

كما رأى المالكي أن "الميليشيات الحوثية أصبحت أسيرة للقرار السياسي والعسكري للحرس الثوري الإيراني، وتقوم بمحاولة تبنّي مثل هذه الهجمات الإرهابية. لكن لا توجد أي دولة عدائية إقليمية أو غير إقليمية لديها جرأة لأن تُعلن إعتداء على المملكة العربية السعودية، لأنّ لديها القدرة وقوّة الردع في التعامل مع مثل هذه التهديدات"، في وقت دمّر فيه التحالف صاروخاً باليستياً أُطلق نحو خميس مشيط، هذا فضلاً عن تدميره مسيّرة مفخّخة كانت متوجّهة نحو المنطقة الجنوبية للمملكة.

وفي واشنطن، اعتبر البيت الأبيض أن السعودية تواجه تهديدات أمنية حقيقية في المنطقة، خصوصاً من قبل الحوثيين، مؤكداً أن الولايات المتحدة تُواصل العمل الوثيق مع المملكة. كما قال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: "نُدين الهجوم السافر للحوثيين بطائرة مسيّرة وبصاروخ ضدّ منشآت "أرامكو" السعودية"، معتبراً أن "وتيرة هجمات الحوثيين على السعودية، وهجمات كهذه، ليست أفعال مجموعة جادة في شأن السلام". وتابع: "برأينا وبرأي حلفائنا وشركائنا، يتعيّن على الحوثيين أن يُبرهنوا أنّهم يُريدون الإنخراط في العملية السياسية. يتعيّن عليهم، بكلّ بساطة، أن يوقفوا هجماتهم وأن يُباشروا التفاوض".

نووياً، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير لها أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في مجموعة ثالثة من أجهزة الطرد المركزي المتطوّرة من طراز "آي آر 2 أم" في منشآتها تحت الأرض في نطنز، ما يُشكّل انتهاكاً جديداً للإتفاق النووي، في حين كرّر المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الكلام الإيراني المعهود بأنّ طهران ستتراجع عن خفض التزاماتها إذا نفّذت كلّ الأطراف تعهّداتها في الإتفاق النووي، معتبراً أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواصل سياسة الضغط التي انتهجها سلفه دونالد ترامب.

وفي الغضون، أفاد موقع "والا" العبري بأنّ الهجوم على السفينة المملوكة لإسرائيلي في خليج عُمان قبل أسبوعين كان هجوماً إيرانياً ردّاً على "عملية سرّية" إسرائيلية، نافياً التقديرات السابقة لسبب الهجوم بأنّه ردّ على اغتيال قائد "فيلق القدس" السابق الجنرال قاسم سليماني والعالِم النووي الإيراني محسن فخري زاده.

كذلك، يعتقد محقّقو مكافحة الإرهاب في نيودلهي أن إيران كانت وراء الإنفجار الذي حصل خارج السفارة الإسرائيلية في كانون الثاني. وبحسب ما ورد في تقرير لهم، فقد كلّفت طهران خلية محلّية لزرع عبوة ناسفة قرب السفارة، وفق ما أفادت صحيفة "هندوستان تايمز" الهندية. وكشفت الصحيفة أن المحقّقين استنتجوا أن الهجوم نفّذه "فيلق القدس"، وأن القنبلة تمّ تفجيرها عن بُعد.

وأوضح التقرير أن الإيرانيين لم يرغبوا في مواجهة دولة صديقة مثل الهند، لذا كان الإنفجار ضعيفاً، ولم يكن هناك أي أهداف بشرية. وقال خبير لم يذكر اسمه: "الرسالة كانت واضحة والتهديد حقيقي". وتمّ العثور على رسالة بالقرب من مكان الإنفجار تتضمّن تهديداً بالقتل للسفير الإسرائيلي رون مالكا. وبحسب التقرير، فقد كانت رسالة التهديد مكتوبة بخط اليد باللغة الإنكليزية، ولكنّها مليئة بالأخطاء النحوية والإملائية، وأشارت إلى أن السفير "إرهابي يعمل للأمة الإرهابية". وزعمت أنّها من "حزب الله الهندي"، وهي جماعة لم تكن معروفة من قبل.