منح البرلمان الليبي أمس الثقة لحكومة وحدة وطنية ستقود البلاد نحو انتخابات في كانون الأوّل، في محطّة رئيسية نحو طي صفحة عقد من الحرب.
وقال رئيس الحكومة المكلّف عبد الحميد دبيبة خلال كلمة مقتضبة بعد تصويت البرلمان، وقد بدا عليه التأثر: "ستكون هذه الحكومة حكومة جميع الليبيين. ليبيا واحدة موحدة". وتابع دبيبة أمام النوّاب: "أشكركم على ثقتكم. أشكركم على تغليب المصلحة الوطنية فوق كلّ شيء".
وبعد يومَيْن من المشاورات المكثفة في مدينة سرت الساحلية، منح البرلمان الثقة لحكومة دبيبة بأصوات 121 نائباً من بين 132 كانوا حاضرين، بحسب المتحدّث باسم رئيس مجلس النوّاب، فيما اعتبر رئيس مجلس النوّاب عقيلة صالح أنّه "يوم تاريخي".
وفي ردود الفعل، أثنت بعثة الأمم المتحدة على القادة "جهودهم الوطنية التي أفضت إلى هذه اللحظة المهمة في تاريخ ليبيا". وتابعت: "أمام ليبيا الآن فرصة حقيقية للمضي نحو الوحدة والإستقرار والإزدهار والمصالحة، ولاستعادة سيادتها بالكامل".
كما رحّبت القاهرة بنيل الحكومة الليبية ثقة مجلس النوّاب، وأعرب المتحدّث باسم خارجيّتها أحمد الحافظ في بيان صحافي عن "تطلّع مصر للعمل مع حكومة الوحدة الوطنية خلال المرحلة الإنتقالية، ودعم جهودها للوفاء بالتزاماتها... بما يصون مقدّرات الشعب الليبي الشقيق، ويُخرج ليبيا من أزمتها، ويُحقّق أمن وإستقرار المنطقة".
كذلك، رحّب كلّ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالحكومة الجديدة، ووصفا منحها الثقة بأنّه "تاريخي". لكن التحدّيات هائلة، فأمام الحكومة الآن مهمّة التصدّي لمصاعب عدّة من أزمة اقتصادية خانقة إلى ارتفاع حاد في نسبة البطالة وتضخّم وخدمات عامة متردية بعد 10 سنوات من النزاع الدموي.
