"مدمّرة صواريخ" أميركيّة تعبر مضيق تايوان

بكين تُعزّز سيطرتها على هونغ كونغ "إنتخابياً"

02 : 00

الرئيس الصيني خلال تصويته لصالح إدخال تعديلات على نظام هونغ كونغ الإنتخابي أمس (أ ف ب)

في إطار مسعى بكين لتشكيل "سلطة وطنية" موالية للحزب الشيوعي الصيني في المدينة التي شهدت تظاهرات ضخمة مطالبة بالديموقراطية، صوّتت غالبية أعضاء مجلس الشعب الصيني أمس لصالح إدخال تعديلات على نظام هونغ كونغ الإنتخابي، تشمل منح بكين سلطة رفض المرشّحين.

وامتنع عضو واحد فقط عن التصويت في مجلس الشعب على الخطوة التي يُشير معارضوها إلى أنها تدقّ آخر إسفين في نعش الحراك الديموقراطي في هونغ كونغ. وتهدف التعديلات إلى وضع مسؤولية إدارة المدينة في أيدي "وطنيين يحكمون هونغ كونغ"، بحسب ما أفاد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الصحافيين بعد التصويت.

ورغم أن الشكل الدقيق للتعديلات الأخيرة لا يزال غير واضح في ظلّ نظام الصين السياسي الغامض، فإنّ التصويت يُفسح المجال في اتّجاه "نظام فرز للمؤهّلات" في إطار العملية الإنتخابية في هونغ كونغ، فيما كشف مسؤول صيني كبير الثلثاء أن الولاء للحزب الشيوعي الصيني سيكون معياراً أساسياً لتحديد ما إذا بالإمكان اعتبار أحد سكان هونغ كونغ "وطنياً". وذكرت وكالة "شينخوا" أنّ التعديلات تتضمّن تشكيل لجنة انتخابية تُصوّت لاختيار القائد الذي يعكس "واقع هونغ كونغ ويُمثل مصالح مجتمعها ككل". وستتمّ زيادة أعضائها من 1200 إلى 1500 عضو.

وبالإضافة إلى ذلك، سيستحدث القانون "لجنة لمراجعة مؤهّلات المرشّح"، ويزيد عدد أعضاء برلمان هونغ كونغ من 70 إلى 90 عضواً. ولم يُعرف كم مقعد سيتمّ انتخابها مباشرة من شعب هونغ كونغ.

وسارعت رئيسة السلطة التنفيذية الموالية لبكين في المدينة كاري لام إلى تأييد الخطّة لإعادة تشكيل النظام الإنتخابي لهونغ كونغ. لكن بعض مساعديها أقرّوا بأنّ الخطوة تعد "انتكاسة" لتقدّم هونغ كونغ في التطوّر الديموقراطي، وفق ما أفاد برنارد تشان، المستشار الكبير للحاكمة لام.

من جهته، رأى وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أنّ الخطّة "ستُقيّد مساحة النقاش الديموقراطي في هونغ كونغ على عكس الوعود التي قدّمتها الصين"، مضيفاً: "هذا سيُمعن في تقويض الثقة والصدقية في وفاء الصين بمسؤوليّاتها الدولية".

وحتّى وقت قريب، كان سكان هونغ كونغ يتمتّعون بنوع من الاختيار، ما كان يسمح بمعارضة صغيرة لكن صاخبة بالإزدهار في بعض الإنتخابات المحلّية. ودأب ناخبو هونغ كونغ، حينما كان يُسمح لهم بالتصويت، بالتصويت بأعداد كبيرة للمرشّحين المؤيّدين للديموقراطية. وتحرّكت بكين بحزم لتفكيك الأُسس الديموقراطية في هونغ كونغ بعد التظاهرات الضخمة التي هزّت المدينة العام 2019 وتخلّلتها أحياناً أعمال عنف. وخلال اجتماع مجلس الشعب العام الماضي، فرضت قيادة الحزب الشيوعي قانوناً واسعاً للأمن القومي على هونغ كونغ.

واستُخدم القانون مذّاك لسجن عشرات المدافعين عن الديموقراطية، ما أدّى إلى إضعاف الحركة الاحتجاجية في المدينة التي كانت تتمتّع بحرّيات سياسية أوسع من تلك التي يحظى بها البر الرئيسي بموجب قاعدة "بلد واحد بنظامَيْن".

وفي الغضون، علّقت "فيسبوك" مشروعاً لبناء كابل في المحيط الهادئ يربط كاليفورنيا بهونغ كونغ، على خلفية التوتر بين الولايات المتحدة والصين. وقال ناطق باسم "فيسبوك" لوكالة "فرانس برس": "نظراً للقلق القائم من قبل الحكومة الأميركية في شأن الاتصالات المباشرة بين الولايات المتحدة وهونغ كونغ، قرّرنا سحب الطلب الذي كنّا قد تقدّمنا به إلى هيئة الاتصالات الفدرالية" الأميركية.

وأضاف المصدر: "نتطلّع إلى العمل مع كافة الأطراف لإعادة صياغة نظام يتوافق مع قلق الحكومة الأميركية". ومنحت هيئة الاتصالات الفدرالية الأميركية إذناً لـ"غوغل" في نيسان 2020 لتشغيل الخط الرابط بين أميركا الشمالية وتايوان. توازياً، عبرت مدمّرة الصواريخ الأميركية الموجّهة "يو أس أس جون فين" من فئة "أرلي بيرك"، بعملية ترانزيت روتينية، المضيق الفاصل بين البرّ الصيني الرئيسي وتايوان، وفق ما أفاد الأسطول الأميركي السابع. وجاء في البيان أن الرحلة كانت الثالثة من نوعها منذ تسلّم الرئيس جو بايدن السلطة "وتُظهر التزام الولايات المتحدة حيال حرّية وانفتاح منطقة المحيط الهادئ - الهندي"، الأمر الذي استفزّ بكين.

وتأتي عملية الترانزيت الأخيرة في اليوم نفسه الذي اعتبرت فيه بكين أن قائد القيادة العسكرية لمنطقة المحيطَيْن الهادئ والأطلسي الأميرال الأميركي فيليب ديفيدسون "بالغ" عمداً في تحذيره من احتمال غزو الجيش الصيني تايوان. وكان ديفيدسون قد حذّر الثلثاء خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي من أن الولايات المتحدة تخسر تفوّقها العسكري لصالح الصين التي قد تغزو تايوان في غضون 6 سنوات.

ويجتمع مسؤولو السياسة الخارجية الأميركية الأسبوع المقبل في ألاسكا بنظرائهم الصينيين في أوّل لقاء بين أكبر قوّتَيْن حول العالم منذ انتخاب بايدن رئيساً، وتعهّدوا بأن يكون اللقاء "صريحاً جدّاً"، فيما تبدو واشنطن وبكين على حافة "حرب باردة" جديدة.