جاد حداد

ما تأثير أمراض القلب على العلاقة الجنسية؟

13 آذار 2021

02 : 00

مشاكل الرجال

قد تؤثر مشاكل الدورة الدموية على القلب والجسم كله، بما في ذلك الأعضاء التناسلية. تتّضح هذه المشكلة لدى الرجال عبر ضعف الانتصاب.

أحياناً، تُسبب الأدوية المستعملة لمعالجة ارتفاع ضغط الدم ضعفاً في الانتصاب، لا سيما حاصرات البيتا ومدرّات البول. يستطيع الرجال أن يطلبوا من أطبائهم تغيير أدويتهم في هذه الحالة.

يجب أن يتجنب الرجال الأدوية التي تحتوي على النترات بعد 24 أو 48 ساعة على أخذ مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 (PDE5). يقوم النترات المستعمل لمعالجة ألم الصدر المرتبط بأمراض القلب بتوسيع الأوعية الدموية أيضاً. قد يؤدي أخذ هذه الأدوية في الوقت نفسه إلى تراجع خطير في ضغط الدم.

يَصِف بعض الأطباء أقراص النتروغليسرين تحت اللسان للمصابين بنوبات قلبية سابقة لتجنب تعرّضهم للخناق الصدري. إذا وصف لهم طبيب آخر الفياغرا لاحقاً، قد يحصل تفاعل خطير بين الأدوية. لكن لا يحتاج عدد كبير من الناجين من النوبات القلبية إلى أخذ أدوية النترات في نهاية المطا ف. وحتى الفئة التي تأخذ هذه الأدوية تستطيع أن تتلقى مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بكل أمان طالما تلتزم بالتدابير الوقائية.

مشاكل النساء

نظراً إلى بيع أدوية ضعف الانتصاب منذ عقود، لم يعد التكلم عن المشاكل الجنسية من المحرمات بقدر ما كان عليه في الماضي. فيما يسأل أطباء القلب الرجال عن ضعف الانتصاب، قد يسألون النساء عن مشاكل أخرى ذات صلة. قد تؤثر أمراض القلب والأوعية الدموية على تدفق الدم اللازم لتنشيط المهبل وترطيبه.

خضع دواء الفياغرا للاختبار كعلاج للضعف الجنسي لدى النساء، لكن لم تصادق عليه "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية لأنه لم يثبت منافعه. لكن في السنوات الأخيرة، تمت المصادقة على نوعَين من الأدوية لمعالجة تراجع الرغبة الجنسية لدى النساء: الفليبانسيرين الذي يُخفّض ضغط الدم أحياناً، والبريميلانوتيد الذي يرفع الضغط ولا يوصى به للنساء المعرّضات لأمراض القلب. لكن خضع النوعان للاختبار وجرت المصادقة عليهما للنساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث حصراً، شرط ألا تكون المرأة مصابة بمرض في القلب. قد تكون تلك الآثار الجانبية مقلقة إذاً بالنسبة إلى مجموعة صغيرة من النساء، لكن يجب أن يطّلع عليها الجميع.

قد يؤدي تراجع مستويات الأستروجين بعد انقطاع الطمث إلى جفاف المهبل، ما يُسبب الألم خلال العلاقة الجنسية. يقضي حل فاعل بأخذ جرعة منخفضة من علاج الأستروجين المهبلي الذي يكون على شكل كريم أو تحميلة أو حلقة. توضح شيفرين: "تكون هذه المنتجات فاعلة جداً، لذا نُشجّع المرأة التي تواجه هذه الأعراض على تجربتها". في المقابل، قد تؤدي الجرعات المرتفعة من الأستروجين الذي يُؤخَذ على شكل أقراص أو رُقَع جلدية لمعالجة نوبات الحر إلى زيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. لكن لا تظهر هذه المخاطر عند تلقي جرعات منخفضة في المهبل.

مشاكل عاطفية واضطراب العلاقات

قد تؤدي النوبات القلبية أو تشخيص أمراض القلب إلى احتدام العواطف لدى المريض وشريكه في آن. أحياناً، يتغير دور الشريك فيتحول من رفيق حميم إلى مقدّم للرعاية الصحية، ثم يجد الثنائي صعوبة في العودة إلى أدوارهما الأصلية في المرحلة اللاحقة. تُعتبر أعراض القلق والاكتئاب شائعة في هذه الظروف وقد تعيق محاولات الثنائي استئناف علاقتهما الحميمة. حتى أن بعض مضادات الاكتئاب، لا سيما مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، مثل الفلوكسيتين (بروزاك) والسيتالوبرام (سيليكسا)، قد يُسبب آثاراً جانبية جنسية، بما في ذلك ضعف الانتصاب لدى الرجال وتراجع الرغبة الجنسية لدى الجنسين. أخيراً، يشعر الكثيرون بالقلق من احتمال أن يُسبّب الجنس أعراضاً مرتبطة بالقلب، لكنّ هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة.

يكون التواصل الجسدي مع الشريك جزءاً مهماً من أي علاقة ناجحة. لكن قد تؤثر صحة قلبك على هذا الجانب من حياتك. تقول الدكتورة جان شيفرين، مديرة مركز صحة النساء في مستشفى "ماساتشوستس" العام: "تتوقف الحياة الجنسية المُرضِية على الصحة الجسدية والراحة النفسية ونوعية العلاقة القائمة". لكن قد تؤثر أمراض القلب والحالات المرتبطة بها على هذه العوامل الثلاثة كلها لدى الرجال والنساء معاً.

ما تأثير الجنس على القلب؟

من الطبيعي أن تشعر بالقلق حول قدرتك على ممارسة الحب بعد التعرض لنوبة قلبية. تساوي الجهود الجسدية المطلوبة خلال العلاقة الجنسية بين أشخاص أصحاء في عمر الشباب صعود طابقَين من السلالم. في المقابل، يحتاج المصابون بأمراض قلبية أو الأشخاص الأكبر سناً إلى بذل جهد مضاعف. لكن تقتصر أكبر زيادة في إيقاع ضربات القلب وضغط الدم على 10 أو 15 ثانية خلال لحظات النشوة، بغض النظر عن العمر، ثم تعود هذه المعدلات إلى نطاقها الطبيعي.

تقول شيفرين: "إذا كنت تتمتع بصحة جيدة ويسمح لك وضعك بممارسة النشاطات خارج غرفة النوم، يُفترض أن تثق بأن صحتك تسمح لك بأن تكون ناشطاً داخل الغرفة أيضاً". يستطيع طبيبك أن يقدم لك المساعدة عبر تعديل أدويتك أو إحالتك إلى مستشار متخصص بعلاج الأفراد أو الأزواج، أو معالج جنسي مؤهّل. لكن تتعلق الخطوة الأساسية الأولى دوماً بإقامة نقاش صادق وصريح مع الشريك للتعبير عن مشاعرك ومخاوفك.


MISS 3