تركيا تستكمل استعداداتها لـ"المنطقة الآمنة" في سوريا

أردوغان يُهدّد أوروبا باللاجئين

12 : 30

أردوغان مخاطباً محازبيه في أنقرة أمس

حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس من أن بلاده ستضطرّ لفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين الساعين للوصول إلى أوروبا، في حال عدم حصول أنقرة على مزيد من الدعم الدولي، وذلك في كلمة له خلال الاجتماع الموسّع لرؤساء فروع حزب "العدالة والتنمية" في الولايات، داخل مقرّ الحزب في العاصمة أنقرة.

وأكّد أردوغان أنّه في حال عدم تحقق "المنطقة الآمنة" في شمال سوريا، "سنضطرّ إلى فتح الأبواب"، متسائلاً: "هل نحن فقط من سيتحمّل عبء اللاجئين؟". وأوضح أن تركيا أنفقت 40 مليار دولار على اللاجئين. وانتقد الغرب، وخصوصاً الاتحاد الأوروبي، "لعدم تنفيذ وعوده". وبموجب اتفاق موقع العام 2016، وعد الاتحاد الأوروبي أنقرة بستة مليارات يورو مقابل تشديد الإجراءات لمنع اللاجئين من مغادرة أراضي تركيا إلى أوروبا، لكنّ أردوغان أشار إلى أن ثلاثة مليارات يورو فقط وصلت حتّى الآن. وقال: "قد نضطرّ للقيام بذلك (فتح الأبواب) للحصول على الدعم الأوروبي".

وفي هذا الصدد، نفت المتحدّثة باسم المفوضيّة الأوروبّية ناتاشا بيرتو ما جاء في تصريح أردوغان، وأكّدت للصحافيين في بروكسل أن الاتحاد الأوروبي قدّم 5.6 مليار يورو لتركيا بموجب الاتفاق، لافتةً إلى أن "الرصيد المتبقي المقرّر سيُرسل قريباً".

وفي مسعى للضغط على الولايات المتّحدة، التي من المقرّر أن تُسيّر معها دوريات مشتركة في "المنطقة الآمنة"، قال أردوغان إنّ "تركيا عازمة على البدء فعلياً في إنشائها بحلول الأسبوع الأخير من أيلول". وأشار إلى أن 350 ألف سوري عادوا فعلاً إلى مناطق من بلادهم سيطرت عليها القوّات التركيّة خلال عمليّتَيْن في 2016 و2018. وتابع الرئيس التركي: "نهدف إلى "توطين" ما لا يقلّ عن مليون شخص من السوريين في المنطقة الآمنة، التي سيتمّ تشكيلها على طول الحدود البالغة 450 كلم"

وشدّد أردوغان على أن أنقرة ترغب في إنشاء "المنطقة الآمنة" بالتنسيق مع واشنطن، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بلاده ستقوم بما يلزم بإمكاناتها في حال تعثر التنسيق بين تركيا والولايات المتّحدة.

وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع التركيّة في بيان تنفيذ مروحيّات تركيّة وأميركيّة الطلعة الجوّية المشتركة الثالثة، في أجواء شمال سوريا، وذلك في إطار المرحلة الأولى من إنشاء "المنطقة الآمنة". وأوضح البيان أن "مروحيّتَيْن تركيّتَيْن وأخريَيْن أميركيّتَيْن نفّذت جولة التحليق المروحي المشترك الثالث، في إطار الخطوة الأولى لإنشاء المنطقة الآمنة".

كذلك، أبلغ المتحدّث الرئاسي التركي إبراهيم كالين ليل أمس الأوّل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، بأنّ أنقرة باتت مستعدّة لتطبيق الاتفاق مع واشنطن في شأن إقامة "المنطقة الآمنة" في سوريا "من دون تأخير"، وفق ما ذكرت وكالة "الأناضول" الرسميّة للأنباء. وناقش الجانبان اجتماعاً محتملاً بين أردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة في نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر.

واتفقت الدولتان العضوان في "حلف شمال الأطلسي" على إقامة "منطقة عازلة" بين الحدود التركيّة والمناطق السوريّة التي تُسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" الكرديّة المدعومة من الولايات المتّحدة.


MISS 3