مسؤولون إسرائيليّون يبحثون الملف الإيراني في أوروبا وروسيا

قلق أممي من تصعيد الهجمات الحوثيّة ضدّ السعوديّة

02 : 00

ريفلين متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شتاينماير في برلين أمس (أ ف ب)

في الوقت الذي باتت فيه المسيّرات والصواريخ تُطلق بشكل شبه يومي في اتجاه أراضي المملكة العربية السعودية إنطلاقاً من اليمن، حيث تستخدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية المتمرّدين الحوثيين لزعزعة الإستقرار الداخلي والإقليمي لتحسين أوراقها التفاوضية في ملفها النووي مع الولايات المتحدة، أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث عن قلقه من تصعيد الهجمات الصاروخية والمسيّرات نحو السعودية، فيما دانت مسوّدة بيان لمجلس الأمن الدولي "محاولة الحوثيين استهداف السعودية".

كما لفت المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن إلى استمرار منع دخول الوقود والمساعدات إلى الحديدة، معتبراً أن استمرار الهجوم من قبل الحوثيين على مأرب يُهدّد آلاف اليمنيين، بينما دعا إلى إجراء "تحقيق مستقلّ" في حريق أودى بحياة عشرات المهاجرين، معظمهم من الإثيوبيين، الأسبوع الماضي في صنعاء.

وفي إشارة إلى "حريق مروّع وغير عادي" في أحد مراكز الاحتجاز، قال غريفيث: "يجب أن يكون هناك تحقيق مستقلّ في أسباب الحريق"، مؤكداً أنّه تسبّب "بعشرات القتلى وبإصابة أكثر من 170 شخصاً بجروح خطرة"، في حين كانت منظمة "هيومن رايتس واتش" قد اتهمت الحوثيين بإطلاق "مقذوفات مجهولة" تسبّبت باندلاع الحريق في 7 آذار.

وأوضحت المنظّمة الدولية أنّ حرّاس مركز لإحتجاز المهاجرين ومسلّحين آخرين نقلوا مجموعات من المهاجرين غالبيتهم من إثيوبيا إلى أحد المواقع بعد رفضهم تناول الفطور وحدوث مناوشات مع عناصر الأمن، وطلبوا منهم تلاوة "صلواتهم الأخيرة". ثمّ صعد أحد أفراد القوّة الأمنية إلى سطح الموقع المُغلق وأطلق "مقذوفتَيْن" على الغرفة فأحدثتا حريقاً، بحسب ما نقلت "هيومن رايتس ووتش" عن 5 من المحتجزين الذين نجوا.

تزامناً، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن تدمير زورق حوثي مفخّخ قبل تنفيذ عملية هجوم وشيك مقابل الصليف في اليمن، محذّراً من أن "الميليشيا الإرهابية تتّخذ اتفاق استوكهولم مظلّة لإطلاق الهجمات العدائية والإرهابية من محافظة الحديدة". كما شدّد على استمرار الحوثيين في تهديد الملاحة البحرية والتجارة العالمية، في وقت أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السعودية قدّمت طلباً لأنقرة لشراء طائرات مسيّرة مسلّحة تركية الصنع.

وفي الغضون، تظاهر مئات اليمنيين الغاضبين في مدينة عدن جنوب البلاد، حيث دخلوا المقرّ الرئيسي للحكومة المعترف بها دولياً، وذلك احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وتردّي الأوضاع والخدمات. وتمكّن المتظاهرون من الوصول إلى قصر المعاشيق، الذي يُعدّ مقرّ الحكومة في العاصمة الساحلية الموَقتة، وبقوا فيه لوقت قصير قبل أن يُغادروا من دون مواجهات مع عناصر الأمن.

لكن حرّاس القصر أطلقوا النار في الهواء في البداية في محاولة لثني المتظاهرين عن اقتحامه، فيما أكد مسؤول حكومي لوكالة "فرانس برس" أن القوّات اليمنية والسعودية الموجودة في محيط القصر قامت بإدخال أعضاء الحكومة، ومن بينهم رئيس الوزراء معين عبد الملك، إلى مبنى قريب منعت الإقتراب منه.

وحمل المشاركون أعلام الجنوب اليمني ولافتات تدعو إلى تحسين أوضاعهم المعيشية، بينما ردّد البعض هتافات مؤيّدة للإنفصال عن الشمال. ويشكو سكّان عدن من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء، مشيرين إلى أن الحكومة المعترف بها دولياً لم تتّخذ أي حلول.

وعلى خطّ آخر، شدّد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين على أنّه "على المجتمع الدولي أن يقف صفاً واحداً وبصوت حازم وبلا هوادة ضدّ تعاظم قوّة إيران النووية وضدّ دعمها للمنظّمات الإرهابية التي تُهدّد أمن إسرائيل وإستقرار منطقة الشرق الأوسط".

ويُرافق ريفلين رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية أفيف كوخافي في جولة أوروبّية تستمرّ أيّاماً عدّة، وتشمل ألمانيا وفرنسا والنمسا، لمناقشة مواضيع عديدة من بينها "تعاظم قوّة "حزب الله" والنووي الإيراني"، بحسب الإعلام العبري، في حين يزور وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي موسكو، حيث سيجتمع اليوم مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي كان قد استقبل وفداً من "حزب الله" الإثنين.

توازياً، كشفت إسرائيل عن النسخة الجديدة من درعها المضاد للصواريخ "القبة الحديدية" الذي تنشره على الحدود مع غزة ولبنان وسوريا، والذي بات قادراً على اعتراض صواريخ وطائرات بلا طيّار "بشكل متزامن". وفي هذا الإطار، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في بيان أنّه "جرى اختبار القبة الحديدية لمجموعة متنوّعة من السيناريوات المعقّدة"، لافتاً إلى أنّه "تمّ اعتراض طائرات بلا طيّار ودفعة صواريخ بشكل متزامن".

وأضاف غانتس: "سيتمّ تسليم هذه النسخة الجديدة من نظام القبة الحديدية إلى القوّات المسلّحة والبحرية لغايات عملانية، بهدف تعزيز القدرات المضادة للصواريخ". وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قدّمت إسرائيل "اللدغة الحديدية"، وهي قذيفة "هاون" جديدة موجّهة بالليزر مصمّمة خصيصاً لضرب أهداف في مناطق حضرية مع تقليل الأضرار الجانبية.

وعلى الجبهة مع سوريا، ذكرت وكالة "سانا" أن الدفاعات الجوّية التابعة للنظام تصدّت "لعدوان إسرائيلي في سماء المنطقة الجنوبية" مساء أمس، مشيرةً إلى أن تلك الدفاعات "أسقطت عدداً من صواريخ العدوان" في سماء دمشق، لكنّها لم تذكر معلومات عن المناطق المستهدفة أو حجم الخسائر. وتكرّرت في الآونة الأخيرة الضربات الإسرائيلية لمواقع إيرانية وسورية وأخرى تابعة لـ"حزب الله"، خصوصاً في دمشق وريفها.

نووياً، كشف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن الجهود الرامية لإحياء المحادثات النووية مع طهران تُواجه صعوبات بسبب مشكلات تكتيكية والوضع الداخلي في إيران قُبيل الإنتخابات الرئاسية هناك في حزيران. وخلال كلمة أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، أوضح لودريان أن إحياء الإتفاق النووي سيكون نقطة البداية لمناقشة الوضع الإقليمي وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.

من ناحيته، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي أن "خبراء الوكالة سيعودون إلى إيران للبحث في قضايا عالقة"، لافتاً إلى أن "البرنامج النووي الإيراني نشط ويتطوّر كلّ يوم ويتطلّب المراقبة من كثب".

إيرانياً، أشار رئيس هيئة الأركان العامة للقوّات المسلّحة الإيرانية اللواء محمد باقري إلى أنّه تمّ "توفير القدرات لتدمير الكيان الصهيوني وشطبه من الجغرافيا السياسية للمنطقة".


MISS 3