"حملة مضادة" تُدافع عن "أسترازينيكا"

الوباء "يعصف" بمجلس الأمّة الكويتي

02 : 00

مركز للتطعيم في مدينة لاهور الباكستانية أمس (أ ف ب)

بات الوباء "لاعباً فاعلاً" في الحياة السياسية الداخلية للدول، كما على صعيد العلاقات الدولية. كان آخرها في الكويت، حيث أعلن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أنّه تمّ إبلاغه بتحويله إلى النيابة العامة على خلفية قيامه بمخالفة الإجراءات الوقائية ضدّ "كورونا" بعد إعلان فوز المرشّحين في انتخابات مجلس الأمّة التي حصلت في الخامس من كانون الأوّل 2020. وقال الغانم: "لم يصلني شيء رسمي في شأن الإحالة، لكنّي أُبلغت بأنّه ستتمّ إحالتي (إلى النيابة العامة)، وأعتقد أن هذا هو التصرّف الصحيح والسليم، وأؤكد ما ذكرته سلفاً، سأمتثل امتثالاً كاملاً، وأمام القانون لا توجد لا مناصب ولا مكانة سياسية".

وأضاف: "لو لم تتمّ إحالتي إلى النيابة سأقول لهم إنّ هناك تجمّعات في ديواني بعد الإنتخابات خالفت الإجراءات والاحترازات الصحية وتجب إحالتي"، معتبراً أنّ "هناك دستوراً وقانوناً أقسمنا على احترامهما ويجب أن يُطبّقا على الكبير والصغير وأوّلهم رئيس مجلس الأمّة، وإذا كنّا أخطأنا في الاحترازات الصحية أو مخالفة أي قانون، فيجب أن نتحمّل نتائج هذه المخالفات بكلّ رحابة صدر".

وجاء إعلان الغانم، وسط موجة من السخط في صفوف المعارضة بعد إحالة 38 نائباً يُشكّلون نحو 76 في المئة من عدد أعضاء المجلس البالغ عددهم 50 نائباً إلى النيابة العامة، لمخالفتهم الشروط الصحية وعدم التزامهم بالتباعد الاجتماعي.

أمّا في "القارة العجوز"، فقد أعلنت الوكالة الأوروبّية للأدوية أنّها "مقتنعة تماماً" بمنافع لقاح "أسترازينيكا"، الذي علّقت دول عدّة استخدامه في حملات التلقيح على خلفية آثار جانبية محتملة له. وأوصت منظمة الصحة العالمية والوكالة الأوروبّية للأدوية، اللتان بحث خبراؤهما في مستوى الحماية الآمنة التي يُوفّرها لقاح "أسترازينيكا"، بمواصلة استخدامه.

وفي هذا الصدد، اعتبرت منظمة الصحة أنه لا يوجد "رابط مثبت" في هذه المرحلة بين اللقاح ومشكلات الدم الخطرة التي سُجّلت لدى أشخاص تمّ تطعيمهم، فيما اعتبرت الوكالة الأوروبّية أن منافع اللقاح "تتخطّى مخاطره"، مؤكدةً أنّها "تنظر" في الآثار الجانبية "المرتبطة بكلّ اللقاحات"، حتّى وإن كان التركيز منصبّاً حالياً على "أسترازينيكا"، بينما وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي تصريحات الوكالة الأوروبّية بـ"المشجّعة".

كذلك، دافع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن سلامة لقاح "أسترازينيكا"، مؤكداً أنّ اللقاح ليس ضاراً. وكتب جونسون في صحيفة "ذا تايمز" أنّ "هذا اللقاح آمن ويعمل بشكل جيّد للغاية"، مشيراً إلى أنّه "يُصنع في أماكن عدّة من الهند إلى الولايات المتحدة، وكذلك بريطانيا، ويتمّ استخدامه حول العالم".

وفي الأثناء، طالب رؤساء حكومات النمسا، تشيكيا، بلغاريا، كرواتيا، سلوفينيا، لاتفيا وبروكسل، بإيجاد "آلية تصحيحية" من أجل وضع حدّ للتوزيع "غير العادل" للقاحات في الاتحاد الأوروبي.

توازياً، ندّد الكرملين بما وصفه "محاولات أنانية" تسعى إلى إجبار دول على رفض بعض اللقاحات، في أعقاب تقرير حكومي أميركي ذكر أن واشنطن حاولت إقناع البرازيل برفض اللقاح الروسي "سبوتنيك في". وقال المتحدّث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحافيين ردّاً على سؤال حول التقرير، إنّه ينبغي إتاحة أكبر عدد ممكن من اللقاحات حول العالم من أجل دحر الفيروس.

تزامناً، سجّلت البرازيل عدداً قياسياً من الوفيات اليومية بلغ 1972 وفاة الثلثاء، من دون أن تظهر أي بوادر لتباطؤ انتشار الجائحة في بلد وصلت فيه المستشفيات إلى قدرتها الاستيعابية القصوى، وحيث التطعيم بطيء، في وقت أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أن الخبراء الذين أوفدتهم إلى الصين لتقصّي منشأ الوباء سينشرون تقريرهم الذي أُعدّ مع الخبراء الصينيين "على الأرجح" الأسبوع المقبل وليس هذا الأسبوع، إذ إنّ "التقرير ليس جاهزاً بعد".

وفي الصين، تتّجه البلاد نحو تخفيف القيود للدخول إلى أراضيها على مواطني دول معيّنة، بما في ذلك الولايات المتحدة، شرط أن يكونوا قد تلقوا لقاحاً صينياً، في حين تعهّدت بكين بتقديم 300 ألف جرعة لقاح لصالح قوّات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وفق ما أعلنت البعثة الصينية لدى المنظمة الأممية.

أمّا في إيران، فقد أُقيمت مراسم إزاحة الستار عن لقاح "فخرا" المضاد للفيروس التاجي في وزارة الدفاع الإيرانية. وكشفت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن "المرحلة الأولى من التجربة السريرية" للقاح العالِم النووي محسن فخري زاده بدأت، مشيرةً إلى أن "نجل فخري زاده هو أوّل متطوّع".


MISS 3