جاد حداد

الوجبات السريعة تزيد مخاطر أمراض القلب

20 آذار 2021

02 : 00

قد يؤدي استهلاك بعض المأكولات، مثل اللحوم الحمراء والتحليات الغنية بالسكر، إلى نشوء الالتهابات، ما يعني زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن تذكر دراسة كبيرة أجرتها جامعة «هارفارد» أن الحمية الغذائية الغنية بالفاكهة والخضار وأغذية أخرى مضادة للالتهاب تسهم في تخفيض نسبة الخطر.

تقول الدكتورة كاثرين ريكسرود، أستاذة مساعِدة في الطب في جامعة "هارفارد" وواحدة من المشرفين على الدراسة التي نشرتها "مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب" في السنة الماضية: "قد تساعدنا النتائج الجديدة على تفسير ما يجعل الأغذية التي نعتبرها غير صحية سبباً لتراكم الصفائح داخل الشرايين. يترافق الالتهاب مع إطلاق جزيئات اسمها السيتوكينات في مجرى الدم. تجذب هذه الجزيئات الخلايا المناعية إلى جدران الشرايين، ما يؤثر على نشوء الصفائح.

مؤشرات الالتهاب

شملت الدراسة أكثر من 210 آلاف امرأة ورجل، وقد ملأ المشاركون استبيانات غذائية كل أربع سنوات. بعد انتهاء فترة المتابعة التي امتدت على 32 سنة، ارتفع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 46% والجلطات الدماغية بنسبة 28% في المجموعة التي اختارت أكثر الحميات المُسببة للالتهابات مقارنةً بمن اختاروا الحميات المضادة للالتهاب. وفي مجموعة فرعية شملت حوالى 33700 مشارِك، برز رابط بين الحميات المُسببة للالتهابات وارتفاع مستوى المؤشرات الالتهابية في الدم.

لا يفهم العلماء بالكامل بعد السبب الذي يجعل بعض الأغذية يطلق استجابة التهابية داخل الجسم. لكن زاد الاهتمام بطريقة تأثير الطعام على البيئة الميكروبية في الأمعاء مع مرور الوقت. تؤثر المأكولات التي نستهلكها على أنواع الجراثيم في أمعائنا والنواتج الثانوية الكيماوية المشتقة منها. قد تعزز الأغذية نمو الجراثيم التي تُسبب الالتهاب أو تلك التي تقمع الالتهاب.

ربما تتعلق مشكلة أخرى باحتمال أن يتزامن الإفراط في تناول المأكولات الدهنية والسكرية مع تراجع استهلاك الأغذية الصحية التي تحارب الالتهابات. تكون معظم أنواع الفاكهة والخضار غنية بمضادات الأكسدة ومواد البوليفينول القادرة على تخفيف الالتهابات. كذلك، تعجّ القهوة والشاي (لا سيما الشاي الأخضر) بهذه العناصر الواقية. وتكشف الدراسات أن استبدال الحبوب المُكررة بالحبوب الكاملة يسهم في تخفيض مستوى المؤشرات الالتهابية في الدم.

لائحة بالأغذية المفيدة والمضرّة

أغذية مُسببة للالتهابات


• لحوم حمراء (لحم بقر أو خنزير أو غنم).

• لحوم مُصنّعة (لحم مقدد، نقانق، سلامي).

• لحوم الأعضاء (كبد، كلى).

• كربوهيدرات مُكررة (خبز، بسكويت، قوالب حلوى، منتجات أخرى مصنوعة من الطحين الأبيض والسكر الأبيض، رز أبيض).

• مشروبات سكرية (مشروبات غازية أو رياضية، ليموناضة، كوكتيل فاكهة).

أغذية مضادة للالتهابات

• خضروات ورقية خضراء (سبانخ، كرنب، بوك تشوي، خس).

• خضروات برتقالية (قـرع، جــزر، يقطيــن، بطاطا حلوة).

• حبوب كاملة (شعير، رز أسمر، برغـــــــل، دقيق الشوفان).

المحفزات الحيوية... أداة فاعلة للحفاظ على أمعاء صحية

لا يسهل دوماً الانتقال من حمية مُسببة للالتهابات إلى أخرى مضادة للالتهاب. تكون المأكولات المُصنّعة، لا سيما المنتجات المالحة أو الدهنية أو السكرية، مُصمّمة لدفع الناس إلى تناول المزيد منها. يقوم مصنّعو المواد الغذائية بذلك عمداً لحث المستهلكين على شراء المزيد من منتجاتهم.

تزداد صعوبة تغيير الحمية الغذائية إذا كنت لا تحب الطبخ أو تشتري معظم وجبات الطعام من الخارج. في هذه الحالة، تقضي الخطوة الأولى بتغيير عادات التسوق. ثم ابدأ بإحداث تعديلات بسيطة واتخذ خطوات متزايدة تدريجاً. في ما يلي بعض الخيارات المفيدة:

• الفطور: بدل تناول الخبز، جرّب دقيق الشوفان. لتوفير الوقت، حضّر كمية كبيرة منه وقسّمه على عدد من الأوعية كي تتمكن من تسخينه في المايكروويف كل صباح. أضف إليه القرفة، والتوت، والمكسرات المفرومة، لتحسين نكهة الوجبة وتلقي كمية إضافية من المغذيات المضادة للالتهاب.

• الغداء: استبدل اللحوم المبرّدة في السندويشات بشرائح من صدر الدجاج المشوي. أو من الأفضل أن تجرّب صلصة مصنوعة من الحبوب، مثل الحمص بطحينة أو الأفوكادو وخضروات مقطعة أخرى. يجب أن يكون الخبز من نوع القمح الكامل.

• العشاء: اختر الرز الأسمر أو الكينوا أو قمح الفارو بدل الرز الأبيض. وتناول البطاطا الحلوة بدل البطاطا البيضاء.

• التحلية: بدل أن تتناول الحلوى والفطائر والمثلجات وتحليات أخرى مشابهة كل ليلة، اكتفِ بها في المناسبات الخاصة. يمكنك أن تستهلك الفاكهة كتحلية بعد الأكل، لكن اختر أنواعاً غير مألوفة من وقت لآخر مثل الدراق أو الأناناس أو المانغا.


MISS 3