المقداد يبحث مع مسؤولين عُمانيين الأزمة السورية

تركيا تُهاجم الأكراد في عيد "النوروز" قرب "عين عيسى"

02 : 00

وزيرا خارجية سوريا وسلطنة عُمان يُجريان محادثات في مسقط أمس (أ ف ب)

بالتزامن مع احتفال الأكراد بعيد "النوروز"، دارت اشتباكات عنيفة بين "قوّات سوريا الديموقراطية" (قسد) من جهة والقوّات التركية والفصائل الموالية لها من جهة ثانية قرب بلدة عين عيسى الإستراتيجية في شمال سوريا، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وأشار المرصد إلى أن الإشتباكات اندلعت منذ الجمعة بعدما حاولت القوّات التركية والفصائل الموالية لها التقدّم في قريتَيْ المعلق وصيدا شمال غربي بلدة عين عيسى، التي كانت "قسد" تتّخذ منها مقرّاً رئيسياً لها. وشنّت القوّات التركية والفصائل هجومها بعدما انتهت "قسد" من تفكيك ألغام في القريتَيْن تمهيداً لعودة المدنيين.

وأوضح المرصد أن "القوات التركية الداعمة للفصائل تستهدف منذ ليل السبت - الأحد مواقع "قسد" بالأسلحة المدفعية"، مؤكداً أن "قسد" تمكّنت من منع أي تقدّم للفصائل الموالية لأنقرة.

وكان الطيران الحربي التركي قد تدخّل بشنّه غارة استهدفت قرية صيدا، بعدما "دمّرت قوّات سوريا الديموقراطية دبابة تركية"، بحسب المرصد. وتُعد هذه المرّة الأولى التي يستهدف فيها الطيران الحربي التركي تلك المنطقة منذ هجوم العام 2019.

لكن مصادر أمنية تركية نفت شنّ الطيران التركي غارة في عين عيسى، واعتبرت أن "الإرهابيين يُحاولون خلق تصوّر أن القوّات العسكرية التركية شنّت غارات، والترويج لكذبة أنه يتمّ استهداف المدنيين في عين عيسى".

وأعلنت الدفاع التركية أن قوّاتها ردّت على "وحدات حماية الشعب" الكردية، العمود الفقري لـ"قسد"، "التي فتحت النيران على قوّاتنا الخاصة" المتمركزة في منطقة "نبع السلام"، وهو الإسم الذي أطلقته أنقرة على عملية 2019.

وعلى جبهة أخرى، قُتِلَ 6 مدنيين في قصف شنّته قوّات النظام وطال مستشفى في مدينة الأتارب في شمال غربي سوريا، على الرغم من وقف إطلاق النار، وفق ما أفاد المرصد. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" أن "قوّات النظام استهدفت بـ6 قذائف مدينة الأتارب"، في ريف حلب الشمالي الغربي، المحاذي لمحافظة إدلب.

وطال القصف "باحة ومدخل مستشفى المدينة الذي يقع داخل مغارة، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين، بينهم طفل وأحد العاملين في المشفى". كما أُصيب 11 شخصاً آخرون بجروح، بينهم عاملون في المستشفى. وطالت أضرار مدخل المستشفى، وقد اخترقت قذيفة سقفه، كما تكسّر زجاج غرفة الإستعلامات، وانتشرت بقع دماء في المكان. ووصف المسؤول البارز في الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك كاتس الهجوم بأنّه "مقلق"، في حين ندّدت به لجنة الإنقاذ الدولية مشيرةً إلى أنه الهجوم الخامس الذي استهدف منشآت طبية في المنطقة منذ بداية العام.

كذلك، نفّذت مقاتلة روسية غارات على معمل غاز تابع لشركة "وتد" ومحيطه، ومبنى ومحطّة وقود في محيط مدينة سرمدا الحدودية مع لواء إسكندرون في ريف إدلب، بحسب المرصد الذي لفت إلى أن المباني والمنشآت المستهدفة مدنية يُديرها أشخاص مقرّبون من "حكومة الإنقاذ" و"هيئة تحرير الشام"، مشيراً إلى أن القصف أدّى إلى اندلاع حريق كبير في أحد المواقع المستهدفة.

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل مدنيّيْن وإصابة "عدد آخر بجروح بينهم أطفال جراء سقوط قذائف أطلقتها التنظيمات الإرهابية المدعومة من الاحتلال التركي على مدينة حلب"، تحديداً على حي الفردوس شرق مدينة حلب.

ديبلوماسياً، بحث وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في اليوم الثاني من زيارته إلى سلطنة عُمان أمس مع وزير المكتب السلطاني العُماني الفريق أوّل سلطان النعماني الجهود المبذولة لتوثيق الروابط بين البلدَيْن في كلّ المجالات، والتطوّرات المتعلّقة بالأوضاع في سوريا، بحسب "سانا". كما عقد المقداد مع نظيره العُماني بدر البوسعيدي جلسة محادثات لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدَيْن. والتقى المقداد أيضاً نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان أسعد بن طارق آل سعيد، وبحث معه أوجه التعاون بين سوريا والسلطنة، والأزمة السورية.


MISS 3