تصعيد متبادل بين بكين والغرب

02 : 00

ردّت الصين على العقوبات الغربية التي فرضت عليها بسبب معاملتها أقلية الأويغور بسلسلة مواقف من استدعاء سفير الاتحاد الأوروبي وصولاً إلى التنديد بـ"أكاذيب" و"معلومات خاطئة" تتعرّض لها.

وأعلنت بكين أنّها استدعت ليلاً سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين نيكولا تشابويس من أجل "التنديد بأشدّ العبارات" بالعقوبات الأوروبّية التي "تستند إلى أكاذيب ومعلومات خاطئة".

وفي المقابل، فإنّ سفير الصين في باريس لم يتوجّه الإثنين إلى الخارجية الفرنسية حين استدعته، مندّدةً بهجماته على برلمانيين وباحث فرنسي. وتوجّه أخيراً إليها صباح الثلثاء بعد احتجاجات من باريس التي أبلغته بسلسلة "مآخذ" عليه.

واستدعت بلجيكا أيضاً السفير الصيني لديها. وقامت الدنمارك بالمثل وكذلك ألمانيا التي استدعته "لإجراء محادثات طارئة"، بعد قرار بكين فرض عقوبات على 10 شخصيات أوروبّية.

وفي الأثناء، صعّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي موقفه خلال لقاء في الصين عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال وانغ: "في الأيام الماضية، تحدّثت أقلية من القوى الغربية للتشهير بالصين وانتقادها". وأضاف: "لكنّها يجب أن تعرف هذا الأمر: لقد ولّت الحقبة التي كان بإمكانهم فيها اختلاق قصص أو فبركة كذبة من أجل التدخّل في الشؤون الداخلية للصين".

وعلى جبهة أخرى، سعى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لطمأنة شركاء بلاده في شأن مستقبل "حلف شمال الأطلسي" في أوّل اجتماع يحضره في مقرّه في بروكسل، لكنّه ترك الغموض مسيطراً على الحلفاء في شأن الإنسحاب من أفغانستان. وقال بلينكن خلال أوّل مؤتمر صحافي له فور وصوله إلى مقرّ الحلف: "مصمّمون على تعزيز تحالفاتنا لتعزيز شراكاتنا بدءاً بحلف شمال الأطلسي".

وحول مسألة الإنسحاب من أفغانستان، قال: "لدينا مراجعة جارية في الولايات المتحدة. أنا هنا اليوم لمشاركة بعض أفكارنا الأولية مع شركائنا في الحلف". ولم يُخفِ الأوروبّيون خيبة أملهم، إذ حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من أنّه "لا نُريد مغادرة هذا البلد كما وجدناه قبل 20 عاماً، ونأمل في أن نتمكّن من التحدّث بشكل ملموس اليوم مع الولايات المتحدة حول تطوّرات الأسابيع المقبلة".

وقال وزير أوروبي لوكالة "فرانس برس" شرط عدم كشف هويته: "هل سنبقى بعد الأوّل من أيّار أو سنُغادر؟ لا نعرف ما الذي سنفعله وهذه مشكلة". وحدّد وزير الخارجية الأميركي محادثات ثنائية عدّة مع نظرائه. وقد يكون التعامل مع نظيره الألماني صعباً بسبب معارضة الولايات المتحدة العلنية لمشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" بين ألمانيا وروسيا. وقال بلينكن في هذا الخصوص: "سأقول ذلك مجدّداً لنظيري".

وفي الغضون، كشف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيُشارك في قمّة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 المقرّر عقدها الخميس عبر الفيديو.


MISS 3