موسكو وبكين تخوضان "حرب لقاحات" مع الغرب

02 : 00

"مصافحة كورونا" بين وزيري خارجية الصين وروسيا أمس (أ ف ب)

بينما تتهيّأ الدول الأوروبّية لمواجهة موجة وبائية ثالثة، انتقد وزيرا خارجية روسيا والصين أمس السياسة التي تنتهجها الدول الغربيّة في شأن اللقاحات، رافضَين الإتهامات الموجّهة إلى بلديهما، ومؤكدَين أنّهما لا يسعيان سوى إلى "إنقاذ الأرواح".

وإذ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارة رسمية إلى الصين، إنّ الغربيين "يُحاولون تقديم روسيا والصين على أنّهما انتهازيّتَيْن في المجال الذي يُسمّى ديبلوماسية اللقاحات. وهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق"، اعتبر أن سياسة اللقاحات يجب أن "تقودها الإعتبارات الإنسانية ومصلحة إنقاذ الأرواح وليس الإعتبارات الجيوسياسية أو مقاربات تجارية للتغلّب على المنافسة".

من جهته، أكد نظيره الصيني وانغ يي أن "بدلاً من القول إنّ الصين تنوي انتهاج نوع من ديبلوماسية اللقاحات، من الأفضل القول إن الصين تقوم حالياً بعمل إنساني". وتابع: "نيّتنا منذ البداية السماح لأكبر عدد من الأشخاص بتلقي اللقاح بأسرع وقت ممكن".

وتأتي هذه التصريحات في خضمّ فترة يسود فيها التوتر حول ترخيص اللقاح الروسي "سبوتنيك في" في الاتحاد الأوروبي، إذ إن روسيا تتّهم أوروبا بإبطاء هذه العملية إرادياً، بينما تتّهم بروكسل موسكو وبكين بـ"استغلال اللقاحات لأغراض دعائية".

وفي الأثناء، أحيت بريطانيا، الدولة الأكثر تضرّراً من "الفيروس الصيني" في أوروبا، ذكرى ضحايا الوباء بعد عام على فرض أوّل إغلاق في البلاد. وعند تمام الساعة 12:00 لزمت البلاد دقيقة صمت لإحياء هذه الذكرى الحزينة وتكريم "ملايين المنكوبين" حول العالم. وتوقفت الأعمال والحركة في البرلمان وأمام المستشفيات وفي أماكن أخرى تحية لذكرى 126 ألف شخص توفوا بسبب الوباء والطواقم الطبّية في المقام الأوّل.

وقالت الملكة اليزابيث الثانية في رسالة: "فيما نتطلّع إلى مستقبل أكثر إشراقاً معاً، نتوقف اليوم لنتأمّل الحزن والخسارة التي لا يزال يشعر بها الكثير من الأشخاص والعائلات، ولنُعرب عن تقديرنا للخدمات الهائلة التي أدّاها الأشخاص الذين قدّموا لنا الدعم طوال السنة الماضية".

وتعرّض جونسون لانتقادات بسبب تأخره في اتخاذ قرار بالإغلاق الأخير، فيما شدّد خلال مؤتمر صحافي على أنّه اتخذ كلّ القرارات وهو يُفكّر قبل كلّ شيء "بمصالح الشعب البريطاني"، مشيراً إلى أنّه كان ربّما تصرّف بشكل مختلف لو كان عدد الإصابات من دون عوارض معروفاً منذ البداية. وأعلن أن نصباً تذكارياً سيُقام تكريماً "لأحباء فقدناهم".

أمّا في فرنسا، فقد دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى التلقيح "إلى أقصى الحدود على مدار الساعة"، لأنّ حملات التطعيم في "قلب المعركة" ضدّ الوباء. وقال ماكرون بعد زيارة مركز تطعيم وصيدلية في شمال فرنسا: "نُحارب للحصول على جرعات... سنُغيّر الوتيرة اعتباراً من نيسان" و"لا عطل نهاية أسبوع أو أيام إجازات للتلقيح".

توازياً، ستمضي ألمانيا عيد الفصح في شبه إغلاق تام يشمل خصوصاً غالبية المتاجر وإلغاء الاحتفالات الدينية بالمناسبة أو إقامتها عبر الإنترنت في إطار جهود مكافحة "الجائحة الجديدة" المتمثّلة بتفشّي نسخ متحوّرة من الوباء التاجي. وعلى مدى 5 أيّام من الأوّل من نيسان إلى الخامس منه ستعيش البلاد "مرحلة هدوء" تترافق مع تدابير معزّزة قرّرتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمقاطعات الـ16 في البلاد إثر مفاوضات استمرّت أكثر من 11 ساعة.

وعلى خطّ المآخذ على لقاح "أسترازينيكا"، كشف المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية في بيان أن شركة "أسترازينيكا" ربّما استخدمت "بيانات قديمة" خلال تجاربها السريرية في الولايات المتحدة على اللقاح المضاد لفيروس "كورونا"، وهو "أمر أدّى إلى رؤية غير كاملة لفعالية اللقاح". وحضّ الشركة على "العمل مع مجلس مراقبة البيانات والسلامة لتقييم فعالية البيانات، والتأكد من أن البيانات الأكثر دقة وحداثة وفعالية ستُنشر بأسرع وقت ممكن".

وحول جديد اللقاحات، أعلنت شركتا "فايزر/بايونتيك" بدء التجارب البشرية لعلاج جديد على شكل أقراص يُمكن تناولها عند ظهور الأعراض الأولى للمرض. وإذا نجحت تجارب "فايزر" على البشر، فسيُصبح من الممكن وصف الحبوب في وقت مبكر من الإصابة لتجنّب التعرّض لمضاعفات ومنع انتشار الفيروس القاتل، في وقت أعلنت فيه إسرائيل ونيوزيلندا عن اتفاقهما بشكل مبدئي على بيع بخاخ للأنف يُمكنه أن يمنع انتقال "كورونا"، بحسب ما ورد في بيان شركة "سانوتايز" للبحث والتطوير.