إنحسار جمهور وسائل الإعلام الأميركية بعد رحيل ترامب

02 : 00

تشهد وسائل الإعلام الأميركية تراجعاً في جمهور متابعيها وقراء مواقعها الالكترونية منذ عدة أسابيع مع رحيل الحدث الدائم الذي كان يشكله وجود الرئيس السابق دونالد ترامب فيما خلفه رئيس يعتبر في معظم الأحيان "مملاً".

تجسّد شبكة "سي أن أن" هذا التراجع المفاجئ في نسبة المشاهدة مع انخفاض جمهورها بأكثر من النصف بين كانون الأول والنصف الأول من آذار في "أوقات الذروة" للمتابعة (20,30 حتى 22,00 ) بحسب بيانات شركة نيلسن. منافستاها "أم أس أن بي سي" و"فوكس نيوز" في وضع أفضل لكنهما سجّلتا أيضاً تراجعاً مع أن خطيهما التحريري متعارضان: الأولى ضد ترامب والثانية معه.

على صعيد الصحافة، فقدت "نيويورك تايمز" نحو 20 مليون زائر لموقعها الالكتروني بين كانون الثاني وشباط في الولايات المتحدة، وصحيفة "واشنطن بوست" 30 مليوناً تقريباً بحسب بيانات مكتب "كومسكور".

وظهر الرئيس السابق الذي يقيم حالياً في فلوريدا، مرات عدة منذ مغادرته السلطة وأجرى مقابلات. وبعدما حرم من منصبه الرسمي وحسابه على "تويتر"، لم يعد يملك المنصة التي كانت تجعل منه محور الانتباه الدائم لوسائل الإعلام.

من جهته يقول مارك لوكاسيفيتز عميد كلية الاتصالات في جامعة هوفسترا في هذا السياق: "لا أعتقد أن السبب هو رحيل دونالد ترامب فقط".

ويضيف سواء تعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية أو الوباء "أننا قد شهدنا فترة كانت الأخبار خلالها ضرورية لحياتنا". وتابع: "اليوم، هذه المسائل الصحية لم تختف لكن الأمور بدأت تهدأ". لكن رغم هذا التراجع الملحوظ في نسب المتابعة، فإن وسائل الإعلام الوطنية الرئيسية في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل دخول دونالد ترامب الحملة في العام 2015. ولا يزال جمهور محطة "سي أن أن" يرتفع مقارنة مع العام 2014 أما "أم أس أن بي سي" فقد ارتفعت نسبة مشاهدتها بثلاثة أضعاف.

أما الصحف المحلية، فقد استفادت من هذه الفترة لتسريع تحوّلها الرقمي وقامت الآن بالتحقق من صحة نموذجها الجديد المبني أساساً على الاشتراكات عبر الإنترنت.

خلال أربع سنوات فقط أي طول فترة ولاية دونالد ترامب في البيت الأبيض، ضاعفت صحيفة "نيويورك تايمز" بمقدار 2,6% عدد مشتركيها وتجنّبت أزمة الصحافة المكتوبة التي لا يزال يعاني منها قسم كبير من هذا القطاع. يبقى تهديد منصة جديدة خاصة لترامب مرتقبة قريباً أعلن عنها الرئيس السابق بنفسه لكن بدون أن يعطي أي تفاصيل رغم أنها ستكون على الأرجح في شبكة تواصل إجتماعي وليست وسيلة إعلام.