الجبهة المدنية الوطنية: بشارة خلصِ اللبنانيّين آتية ولبنان الرسالة سينتصر

10 : 37


عَقَدت هيئة مكتب الجبهة المدنيَّة الوطنيَّة إجتِماعِها الدَّوريّ وتداولَ فيه أعضاؤها إمعان حِلفِ المنظومة الحاكمة في اغتيالِ الدُّستور، والانقِلاب على الشَّرعيَّة، وتفقير الشَّعب اللُّبناني حتَّى تجويعه فتيئسيه وتهجيره، في مقابِل ديناميَّةٍ عربيَّة ودوليَّة تستعيدُ حيويَّتِها في بلورة مسار إنقاذ لبنان الرَّسالة والعيش الواحد، والذي يُشكَّلُ فيه يوم الخامس والعشرين من آذار بعيد البشارة، رمزيَّةً وجدانيَّة وطنيَّة على تلاقي اللُّبنانيّين، مسيحيّين ومسلمين وعلمانيّين، على كلمة المحبَّة والالِتزامِ بقيمة إعلاء الخيرِ العامّ من باب صَوّن كرامة الإنسان وبناءِ السَّلام المجتمعيّ، وقد أكَّد المجتمعون على ما يلي:

1 ـ إنَّ إصرار تحالُف المافيا والسَّلاح غير الشَّرعيّ على اغتيال الدُّستور، والانقِلاب على الشَّرعيّة، وتدمير مؤسَّسات الدَّولة، وسرِقَة مقدَّرات الشَّعب اللُّبناني، يُثبِتُ أنَّ لا مناصّ من مَأسَسَة معركة تحرير الدَّولة، واسترداد الشرعيَّة، وإعادَة تكوين السُّلّطَة باحترام مواعيد الاستحقاقات الدستوريّة، وهذه المعركةُ قائِمة في تقدُّم تبلوُرِ الائتِلاف المدنيّ اللُّبناني بديلاً إنقاذيّاً في وحدة الرّؤية والقِيادة والبرنامج، حيثُ يتكامَلُ وضوح الموقِف السَّياسيّ مع مرتكزاته العميقَة في السَّيادة والعدالة وبوصلتُهما تطبيق الدُّستور من ناحِيَة، وحيثُ تتجلَّى السَّياسات العامَّة وثيقَة الصَّلة بأمن لبنان القومي وأمان الشَّعب اللُّبناني الإنسانيّ، بعيداً عن الأيديولوجيَّات الظَّلاميَّة، والطُّموحاتِ الإنتهازيَّة، والارتهانات غير الوطنيَّة، والانفِعالات الشوفينيَّة، والأحقاد الكيديَّة، والاستقواءَات المرَضيَّة وكُلُّها بُنى مؤسّسة في الجريمة المنَّظمة التي أمسى الشَّعبُ اللُّبناني ضحيَّتها.

2 ـ إنَّ الالتِفاف حول مبادرتَي البطريرك مار بشارة بطرس الرَّاعي المؤسَّستين لخلاص لبنان بإعلانِ حياده عن المحاور والصّراعات أوَّلاً، وبتحمَّل الأشقّاء العرب والأصدقاء الدَّوليّين مسؤوليَّاتِهم التَّاريخيّة في حماية لبنان الكيان والرَّسالة من خلال الدَّعوة إلى مؤتمر دولي برعاية أمميَّة ثانياً، خصوصاً وأنَّ لبنان هو عُضّو مؤسّس في جامعة الدُّول العربيَّة والأمم المتَّحدة، وإنَّ هذا الالتِفاف حول هاتين المبادرتين ضروريٌّ وبنيويٌّ، على أنَّه يَقعُ على عاتِق القِوى المجتمعيَّة الحيَّة تحصينهما ومساندة مسارات بلورة فاعليَّتهما العملانيَّة، إذ إنَّ قِوى الظُّلم والظَّلام تستشرس في محاولة إجهاضهما، وليَعلَم القاصي والدَّاني أنَّ هذه المحاولة ستفشل، فقُوَّة الحقّ أمضى من خياراتِ النَّحر والانتِحار.

3 ـ إنَّ الدّيناميَّة العربيَّة والدَّوليَّة لإنقاذ لبنان الكيان والهويَّة الحضاريَّة، والتي بدأت تَظهَرُ تشكُّلاتُها في الأيَّام الأخيرة معنيَّةٌ بالتَّواصُل مع القِوى المجتمعيَّة الحيَّة التي باتت تمتلك الرُّؤية والبرنامج لبناء لبنان الجديد، ومن المُلِحّ تمثيلُها في أيّ طاولة حوار وطنيَّة أو دَوليَّة، كما أنَّ للدياسبورا اللُّبنانيَّة في هذا السَّياق دورٌ مؤثَّرٌ يُعوَّل عليه لبنان المُقِيم المُرهَق والمستنزف على كُلّ الأصعِدَة.

إنَّ الجبهة المدنيَّة الوطنيَّة إذ تؤكَّدُ للُّبنانيّين أنَّ بشارة خلاصٍ اللُّبنانيّين آتيّة ولبنان الرَّسالة، والعيش الواحِد، والحريَّات، وحقوق الإنسان، والإبداع، والمواطنة الحاضنة للتنوُّع، والدُّستور المدنيّ الرَّاقي في إدارة التعدُّديّة سينتصر، تقفُ منحنيَةً أمام كُلّ التَّضحيات التي تُبذَل، ثابِتةً في مبادئها النَّضاليَّة مع كلَّ ثائِرة وثائر.