بيونغ يانغ تتحدّى واشنطن وتختبر "مقذوفَيْن موجّهَيْن"

02 : 00

فيما عادت السلطات الشيوعية في بيونغ يانغ لتتحدّى واشنطن ومعها المجتمع الدولي، لفتت كوريا الشمالية أمس إلى أنّ ما أطلقته في بحر اليابان الخميس وحمل الولايات المتحدة على توجيه تحذير إليها، كان "مقذوفاً تكتيكياً موجّهاً" جديداً.

وفي هذا الصدد، كشفت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أنّه تمّ بنجاح إطلاق صاروخَيْن مجهّزَيْن بمحرّك يعمل بالوقود الصلب، مشيرةً إلى أن التجربة جرت بإشراف المسؤول الرفيع ري بيونغ تشول.

وذكر ري أن التجربة كانت ناجحة و"ذات أهمّية كبرى على صعيد تعزيز القدرات العسكرية للبلاد"، ومن أجل "ردع أي نوع من التهديدات العسكرية القائمة في شبه الجزيرة الكورية".

وأوضحت الوكالة التي امتنعت عن الكلام عن "صاروخَيْن بالستيَّيْن"، أن المقذوفَيْن أصابا بدقة هدفيهما في بحر اليابان بعد عبورهما 600 كلم، لافتةً إلى أن بإمكان كلّ مقذوف حمل شحنة تصل إلى 2.5 طن. ونشرت صحيفة "رودونغ سينمون" الرسمية صوراً بدا فيها مسؤولون لا يضعون كمامات يتبادلون التهاني ويُصفّقون بعد عملية الإطلاق.

وبعدما أعلنت هيئة أركان الجيش الكوري الجنوبي الخميس عن التجربة من دون توضيح طبيعة المقذوفَيْن، أكد رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا إطلاق "صاروخَيْن بالستيَّيْن"، محذّراً من أن ذلك "يُهدّد السلام والأمن في بلادنا والمنطقة".

وكانت كوريا الشمالية قد أطلقت الأحد صاروخَيْن غير بالستيَّيْن في اتجاه الغرب، فيما قلّلت الولايات المتحدة في ذلك الحين من شأن التجربة، مؤكدةً أن الصاروخَيْن غير محظورَيْن بموجب قرارات الأمم المتحدة. غير أن تجربة الخميس مختلفة.

فبعد تصريحات رئيس الوزراء الياباني، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أن "الصاروخَيْن اللذَيْن تمّ اختبارهما ينتهكان" قرار مجلس الأمن 1718. وحذّر بايدن من أن بلاده تتشاور مع شركائها وحلفائها، و"ستكون هناك ردود فعل إذا اختاروا التصعيد"، مبدياً استعداده لاتباع "شكل من أشكال الديبلوماسية" مع بيونغ يانغ، لكن "يجب أن تكون مشروطة بنزع السلاح النووي".

كذلك، ردّ الأوروبّيون على التجربة الكورية الشمالية، فندّد الوزير البريطاني المكلّف شؤون آسيا نايجل أدامس بـ"انتهاك فاضح" لقرارات مجلس الأمن، داعياً بيونغ يانغ إلى "الدخول في مفاوضات جدّية مع الولايات المتحدة"، في حين حضّت ألمانيا كوريا الشمالية على "الإمتناع عن القيام بتجارب جديدة"، فيما طالبتها فرنسا بـ"الإنخراط سريعاً وبحسن نيّة في عملية تفكيك كامل وقابل للتثبّت منه ولا رجعة فيه لبرامج أسلحة الدمار الشامل".

وعقدت لجنة العقوبات في الأمم المتحدة جلسة مغلقة أمس بطلب من واشنطن، بحسب ما أفادت مصادر ديبلوماسية وكالة "فرانس برس". وقامت كوريا الشمالية بأوّل تجربتَيْن منذ تولّي بايدن الرئاسة، في وقت كان وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيّان أنتوني بلينكن ولويد أوستن يزوران المنطقة لتنسيق الإستراتيجية في وجه الصين وكوريا الشمالية مع حلفاء واشنطن.


MISS 3