طالب بفتح المعابر للمساعدات الإنسانية

بلينكن: نظام الأسد لن يُلبّي احتياجات السوريين

02 : 00

بلينكن خلال اجتماع افتراضي مع الأمين العام للأمم المتحدة من واشنطن أمس (أ ف ب)

في خضمّ أزمة اقتصادية واجتماعية ومعيشية خطرة تعيشها مختلف المناطق السورية، تلك الخاضعة لسيطرة دمشق والخارجة عن سيطرتها أيضاً، طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس بإعادة فتح نقاط عبور أمام المساعدات الإنسانية عند الحدود السورية التي أُغلقت العام 2020 بضغط من روسيا، معتبراً أن القوى العالمية يجب أن تخجل من عدم تحرّكها، بينما رأى أن "نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد لن يُلبّي الاحتياجات الإنسانية للسوريين"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"أن يقوم بذلك وأن يجد مزيداً من السُبل لمساعدة السوريين".

وتساءل بلينكن الذي ترأس جلسة شهرية لمجلس الأمن الدولي حول الشق الإنساني في الملف السوري: "كيف يُعقل ألّا نجد في قلوبنا حسّاً إنسانياً مشتركاً لاتخاذ إجراءات مهمّة؟"، فيما يُثير هذا الملف انقساماً منذ 10 سنوات بين الغرب وروسيا. وأشار بلينكن كذلك إلى استهداف نظام الأسد "مستشفى وقتل 7 أشخاص بينهم طفلان"، في الآونة الأخيرة، مطالباً بعدم "الضغط على السوريين للعودة إلى بلادهم إلّا بإرادتهم".

وتوجّه وزير الخارجية الأميركي إلى أعضاء مجلس الأمن بالقول: "أنظروا في قلوبكم"، داعياً إلى العمل للتوصّل إلى تحسين الوضع الإنساني في سوريا، وهو موضوع اجتماع للمانحين يُعقد في بروكسل حالياً. وأضاف: "علينا أن نجد طريقة لفعل شيء ما، أن نتحرّك لمساعدة الناس. إنّها مسؤوليّتنا. وعار علينا إذا لم نقم بذلك".

وفي هذا الصدد، طالب بلينكن بإعادة فتح نقاط عبور أُغلقت العام الماضي في باب السلامة عند الحدود التركية، واليعربية عند الحدود العراقية، لافتاً إلى أن هذه المعابر تُتيح توالياً مساعدة 4 ملايين و1.3 مليون سوري.

وخلال المؤتمر عبر الفيديو في مجلس الأمن، انتقد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين بشدّة عدم دعوة سوريا إلى مؤتمر المانحين في بروكسل، ورأى فيه تعدّياً إضافياً على سيادتها، وقال: "هناك تسييس متزايد للمساعدة الإنسانية"، معتبراً أن المساعدة العابرة للحدود "تنتهك مبادئ القانون الدولي، وهذا لأن الحكومة القائمة لا تُناسب الغربيين".

وكان بلينكن قد أوضح في وقت سابق أن "السيادة لم تُصمّم أبداً لضمان حق حكومة في تجويع الناس وحرمانهم من الأدوية الحيوية أو لارتكاب أي انتهاك آخر لحقوق الإنسان ضدّ المواطنين".

واستخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن في تموز لتقليص عدد نقاط إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا التي لا تتطلّب موافقة دمشق، إلى نقطة واحدة. وتقع هذه النقطة عند الحدود التركية في باب الهوى، وتُتيح إمداد شمال غرب سوريا ومحافظة إدلب، التي لا تزال خارجة عن سيطرة النظام السوري. وينتهي تصريح الأمم المتحدة لاستخدامه في تموز.

من جهته، كشف منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة مارك لوكوك أن "هناك أكثر من 13 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية"، محذّراً من أن "9 منظمات إنسانية ستوقف أنشطتها في شمال شرق سوريا بسبب نقص التمويل"، وأوضح أن "قرابة ثلاثة أرباع السكان في شمال شرق سوريا يحتاجون إلى مساعدات عاجلة"، معتبراً أن "انعدام الأمن في سوريا وصل إلى مستوى غير مقبول".