إثيوبيا مستمرّة في "الملء الثاني" لبحيرة سد النهضة

السيسي يُوجّه تحذيراً صارماً في شأن حصّة مصر المائيّة

02 : 00

السيسي يتطلّع للتوصّل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء السد وتشغيله (أرشيف)

في كلام عالي النبرة، حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس من المساس بمياه مصر في تعليقه على تطوّرات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي والذي تخشى القاهرة تأثيره على حصّتها من مياه نهر النيل.

وإذ قال السيسي: "نحن لا نُهدّد أحداً، ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر... وإلّا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيّلها أحد، ومن يُريد أن يُجرّب فليتفضّل"، وهدّد بلغة حاسمة بأنّه "لا يتصوّرنّ أحد أنه بعيد عن قدرتنا... مياه مصر لا مساس بها والمساس بها خط أحمر وسيكون ردّ فعلنا حال المساس بها أمراً سيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل".

وأضاف الرئيس المصري: "التفاوض هو خيارنا الذي بدأناه والعمل العدائي قبيح وله تأثيرات تمتدّ لسنوات طويلة لأنّ الشعوب لا تنسى ذلك"، وتابع: "نتطلّع للتوصّل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء السد وتشغيله"، موضحاً أن "هناك تحرّكاً إضافياً خلال الأسابيع المقبلة عبر المفاوضات". كما أكد أن مصر تسعى للحصول على "حقها في مياه النيل لا أكثر".

وأتت تصريحات السيسي خلال مؤتمر صحافي عقد في مركز تابع لهيئة قناة السويس في محافظة الإسماعيلية غداة تعويم سفينة الحاويات الضخمة التي أغلقت المجرى المائي لـ 6 أيّام، بينما أبلغت إثيوبيا المبعوث الأميركي إلى السودان دونالد بوث بأنّها ستمضي في عملية "الملء الثاني" لسد النهضة.

وخلال المؤتمر الصحافي للناطق الرسمي في الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي أمس، كشف أن الخارجية الإثيوبية أبلغت بوث أيضاً بأنّ عملية "الملء الثاني" لبحيرة سد النهضة جزء من عملية بناء السد التي تُخطّط لها البلاد.

ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم آثاره عليهما. وأخفقت الدول الثلاث في التوصّل إلى اتفاق.

وعلى الرغم من حضّ مصر والسودان، إثيوبيا، على تأجيل خططها لملء خزان السد حتّى التوصّل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 تموز 2020 أنّها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أوّل مضخّتَيْن في السد. كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في تموز المقبل.