السعودية: "تسوية سياسية" للمساهمة في إعمار سوريا

"مؤتمر بروكسل" يفشل في جمع 10 مليارات دولار

02 : 00

مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل متحدّثاً في بروكسل أمس (أ ف ب)

بعدما سعى المانحون الدوليون أمس لتلبية نداء الأمم المتحدة لجمع أكثر من 10 مليارات دولار بهدف تقديم الدعم للسوريين والمجتمعات المضيفة للاجئين، مع تزايد الحاجة للمساعدات الإنسانية بعد عقد من اندلاع الأزمة في سوريا، تعهّد المانحون تقديم 6.4 مليارات دولار من المساعدات للشعب واللاجئين السوريين، بتراجع واضح عن النسخة السابقة لمؤتمرهم والهدف الذي حدّدته الأمم المتحدة.

وتشمل هذه التعهّدات 4.4 مليارات دولار للعام 2021 ومليارَيْن للعام 2022 والسنوات التالية، بحسب ما أوضح المفوّض الأوروبي يانيش ليناركيتش في ختام المؤتمر الذي نظمته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في بروكسل.

وكانت ألمانيا قد مهّدت الطريق في وقت سابق خلال المؤتمر الذي عُقِدَ عبر الفيديو، بالتعهّد بالمساهمة بـ1.74 مليار يورو (2 مليار دولار)، قبل أن تتبعها الولايات المتحدة التي تعهّدت بـ600 مليون دولار.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: "المأساة السورية يجب ألّا تستمرّ 10 أعوام أخرى. ووضع حدّ لها يبدأ بإعادة الأمل، وبالتزاماتنا هنا اليوم (أمس)"، فيما لفتت الأمم المتحدة إلى أن هناك حاجة لأكثر من 10 مليارات دولار في العام 2021، منها 4.2 مليارات للإغاثة الإنسانية داخل سوريا والباقي للاجئين المنتشرين في دول المنطقة، مشيرةً إلى أن 24 مليون شخص بحاجة إلى الدعم في سوريا وفي أنحاء المنطقة كافة، بزيادة 4 ملايين عن العام الماضي.

وإذ رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال كلمة عبر الفيديو أنّه "على مدى 10 سنوات، عانى السوريون الموت والدمار والتهجير والحرمان"، حذّر من أن "الأمور تتطوّر إلى الأسوأ وليس الأفضل". وقال: "أكثر من 13 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة هذا العام. وهذا يزيد بنسبة 20 في المئة عن العام الماضي، وغالبية السكان يُواجهون الآن خطر الجوع".

وفي موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن التسوية السياسية بإشراف أممي هي الحلّ الوحيد للأزمة السورية، وشرط للمساهمة في إعمار سوريا. وطالب بن فرحان خلال مشاركته في مؤتمر "دعم سوريا" عبر الفيديو، إيران، بوقف مشروعها للتغيير السكاني والطائفي في سوريا. كما اعتبر أنّ "غياب الإرادة الدولية في تفعيل القرارات الدولية، لا سيّما قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبيان جنيف (1) أسهم في إطالة أمد الأزمة وتعقيدها، ودفع ذلك إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المؤلمة".

من ناحيته، أشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين إلى أن رفض الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة دعوة دمشق إلى مؤتمر دولي لمانحي سوريا يُثير شكوكاً حول جدواه، معتبراً أن "هذا الموقف لا يُمكنه سوى أن يُثير الأسف والأسئلة حول مدى فعالية اللقاء".

وشارك في مؤتمر بروكسل الخامس حول دعم سوريا والمنطقة الذي يُنظّمه الاتحاد الأوروبي وشاركت الأمم المتحدة في رئاسته، أكثر من 50 دولة و30 منظمة دولية، في أكبر حملة سنوية لمساعدة المتضرّرين من الحرب. ويُكافح جيران سوريا، خصوصاً لبنان والأردن والعراق وتركيا، لمواجهة عبء إيواء ملايين اللاجئين الذين فرّوا من النزاع.

ميدانياً، كشفت قوات الأمن الكردية توقيف 53 فرداً من عناصر "داعش"، بينهم 5 مسؤولين عن الخلايا التي كانت تقوم بعمليات الإرهاب والعنف ضمن مخيّم الهول في شمال شرق سوريا، في إطار حملة أمنية غير مسبوقة بدأت الأحد ضدّ عناصر التنظيم الإرهابي والمتعاونين معهم داخل المخيّم الذي شهد في الآونة الأخيرة حوادث أمنية واغتيالات، فيما أشار البنتاغون إلى القبض على 9 عناصر من "داعش"، بينهم قيادي في المخيّم.

ويُشارك 5000 عنصر من "قوات سوريا الديموقراطية" و"وحدات حماية الشعب" وقوات الأمن الكردية (الأسايش) في الحملة داخل المخيّم المكتظ بنحو 62 ألف شخص، غالبيّتهم نساء وأطفال، وبينهم آلاف الأجانب مِمَّن يقبعون في قسم مخصّص لهم تحت حراسة مشدّدة.


MISS 3