مناورات عسكرية مصرية - سودانية... وإثيوبيا تؤكد الانفتاح على الحوار

بعد تحذيرات السيسي... إستئناف مفاوضات "سدّ النهضة" قريباً

02 : 00

ملء السدّ يحتاج 3 سنوات

أكد السفير الإثيوبي في القاهرة، ماركوس تيكلي ريكى، استئناف المفاوضات في شأن ملف سد النهضة مع مصر والسودان قريباً، للتوصل إلى اتفاق مُرضٍ لجميع الأطراف برعاية الاتحاد الإفريقي.

وبعدما أعلنت إثيوبيا في العام الماضي الانتهاء من المرحلة الأولى من خزان سد النهضة، الذي تبنيه فوق نهر النيل الأزرق، أحد أهم روافد نهر النيل، أكدت اعتزامها البدء في المرحلة الثانية من ملء الخزان، الأمر الذي تنظر إليه القاهرة والخرطوم كتهديد كبير. ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية من الملء بعد بدء الأمطار الموسمية هذا الصيف.

وتسعى مصر والسودان للتوصل إلى اتفاق ملزم قانوناً في ما يتعلق بعمليات السد، الذي تقول أديس أبابا إنه ضروري لنموها الاقتصادي. واعتبر ريكي، خلال مؤتمر صحافي عقد بالأمس في مقر السفارة الإثيوبية، أنه لم يتم التواصل مع إثيوبيا رسمياً بشأن لجنة "الوساطة الرباعية" التي اقترحها السودان. وقال: "أديس أبابا دائماً تركز على المفاوضات وتعمل على حل الخلافات بطريقة سلمية"، وذلك في أعقاب تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التحذيرية بشأن سد النهضة.

وذكر السفير الإثيوبي أن بلاده تقوم ببناء السد منذ عام 2011 وكانت شفافة في التعاطي مع مصر، وأنها منفتحة على الحوار وترغب في اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف، مؤكدة أن سد النهضة لن يسبب ضرراً لدولتي المصب.

وأوضح أنه من مصلحة إثيوبيا الوصول لاتفاق وهم مستعدون لذلك، مضيفاً أنه كان هدفنا ملء السد خلال 3 سنوات، ولكن وافقنا على الملء خلال مدة تتراوح بين 5 لـ7 سنوات نزولاً عند رغبة دول المصب، مشدداً على أن أديس أبابا ملتزمة بالمفاوضات والحلول السلمية، وتركز على المفاوضات في الوقت الراهن.

حديث ريكي أتى بعد يوم واحد فقط على تصريحات الرئيس المصري،عبد الفتاح السيسي الثلثاء التي قال فيها: "لن يستطيع أحد أن يأخذ نقطة ماء واحدة من مصر"، محذراً من أن "ذراع مصر طويلة وقادرة على مواجهة أي تهديد".

واعتبر أن المساس بمياه مصر خط أحمر وسيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل، مشيراً إلى أنه "سيحدث عدم استقرار إقليمي لو انتهك أحد حقوق مصر المائية".

وقال السيسي، خلال تصريحات له، على هامش زيارته التفقدية لمرافق قناة السويس، إنه لن يستطيع أحد أن يأخذ نقطة مياه من مصر، وهذا ليس تهديداً لأحد، مضيفاً بالقول إن حوارنا رشيد جداً وصبور جداً ولا أحد يتصور أنه سيكون بعيداً عن قدراتنا ورد فعلنا على المساس بمياه مصر. وأضاف السيسي: "إن معركتنا معركة تفاوض والعمل العدائي مرفوض، ولكن إذا تأثرت إمداداتنا المائية فإن رد مصر سيتردد صداه في المنطقة"، منبهاً إلى أنّ "العمل العدائي قبيح وله تأثيرات تمتد لسنوات طويلة، والشعوب لا تنسى ذلك، وما نطلبه أمر لا يخرج عن القوانين في ما يتعلق بالمياه العابرة للحدود".

وقال، في إشارة لمفاوضات سد النهضة، إن هناك تحركاً إضافياً للموضوع خلال الأسابيع المقبلة، ونتمنى أن نصل الى اتفاق، مؤكداً ثوابت مصر التي تسعى للتوصل إلى اتفاق قانوني عادل وملزم لملء وتشغيل السد. وفي وقت سابق، أبلغت إثيوبيا المبعوث الأميركي للسودان أنها ستمضي في عملية الملء الثاني لسد النهضة. وخلال المؤتمر الصحافي للناطق الرسمي في الخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، الثلاثاء، قال إن الخارجية الإثيوبية أبلغت المبعوث الأميركي للسودان، دونالد بوث، بأننا سنمضي في عملية الملء الثاني لبحيرة سد النهضة، وأنها جزء من عملية بناء السد التي تخطط لها البلاد.

وفي سياق آخر، أعلنت القوات المسلحة المصرية، الأربعاء، انطلاق فعاليات التدريب الجوي المشترك مع السودان "نسور النيل2".

وتجرى المناورات في قاعدة "مروي" الجوية شمالي السودان، بمشاركة عناصر من القوات الجوية المصرية والسودانية وعناصر من قوات الصاعقة لكلا البلدين.

وأشارت القوات المسلحة المصرية في بيان أن المناورات تضمنت عدداً من الأنشطة التدريبة المكثفة بدأت مراحلها الأولى بإجراءات التلقين وأسلوب تنظيم التعاون لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات لإدارة العمليات الجوية المشتركة بكفاءة عالية. ولفتت إلى أنه تم تنفيذ العديد من الطلعات المشتركة لمهاجمة الأهداف المعادية وحماية الأهداف الحيوية بمشاركة مجموعة من المقاتلات المتعددة المهام.


MISS 3