قَبِلَ الوساطة وأكد إخلاصه للعاهل الأردني

الأمير حمزة إلى "بيت الطاعة" الهاشمي

02 : 00

الأمير حمزة بن الحسين (أرشيف - أ ف ب)

بعد يومَيْن من الترقّب والتكهّنات والروايات الهوليوودية إثر حملة التوقيفات الأمنية ومواقف ولي العهد السابق الأمير حمزة، وبعدما أوكل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى عمّه ولي العهد الأسبق الأمير حسن بن طلال التعامل مع الموضوع لحلّ المسألة داخل العائلة المالكة، أعلن الديوان الملكي الأردني في بيان مساء الإثنين أن الأمير حمزة وقّع رسالة في حضور عدد من أفراد العائلة الهاشمية المالكة، أكد فيها أنه سيبقى مخلصاً للملك عبد الله الثاني، فيما رأى متابعون أن الوساطة نجحت في إعادة الأمير حمزة إلى "بيت الطاعة" وإلى تموضعه السياسي الطبيعي بعيداً من "صراع عروش" متوهّم، المملكة الهاشمية في غنى عنه وسط ظروف داخليّة وإقليميّة مضطربة.

وبحسب الديوان الملكي الأردني، قال الأمير حمزة في الرسالة: "أضع نفسي بين يدي جلالة الملك، مؤكداً أنّني سأبقى على عهد الآباء والأجداد، وفياً لإرثهم، سائراً على دربهم، مخلصاً لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك". كما أكد الأمير أنّه سيبقى "ملتزماً بدستور المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة، وسأكون دوماً لجلالة الملك وولي عهده عوناً وسنداً". ووفق البيان، فقد اجتمع الأمير حسن وعدد من الأمراء بالأمس، مع الأمير حمزة في منزل الأمير حسن، حيث وقّع الأمير حمزة رسالته.


وأضاف الأمير حمزة في رسالته: "لا بدّ أن تبقى مصالح الوطن فوق كلّ اعتبار، وأن نقف جميعاً خلف جلالة الملك في جهوده لحماية الأردن ومصالحه الوطنية، وتحقيق الأفضل للشعب الأردني"، معتبراً أن ذلك يأتي "إلتزاماً بإرث الهاشميين نذر أنفسهم لخدمة الأمة، والإلتفاف حول عميد الأسرة، وقائد الوطن حفظه الله".


كما رأى أن الملك "يحمل اليوم الأمانة، ماضياً على نهج الآباء والأجداد، معزّزاً بنيان وطن عزيز محكوم بدستوره وقوانينه، محصّن بوعي شعبه وتماسكه، ومنيع بمؤسّساته الوطنية الراسخة، وهو ما مكّن الأردن من مواجهة كلّ الأخطار والتحدّيات والإنتصار عليها".


واتهمت الحكومة ولي العهد السابق الأمير حمزة وأشخاصاً آخرين من الحلقة المحيطة به، بالتورّط في مخطّط "لزعزعة أمن الأردن واستقراره"، ووُضع في الإقامة الجبرية فيما جرى اعتقال أكثر من 16 شخصاً، بينهم رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد الذي شغل سابقاً منصب مبعوث العاهل الأردني إلى السعودية.


وفي وقت سابق الإثنين، قال الأمير حمزة بن الحسين، الذي طُلب منه البقاء في قصره في عمان، في تسجيل صوتي تناقله الأردنيون عبر "تويتر" وكان يتحدّث فيه عبر الهاتف بلهجة تنم عن تحدٍ: "أنا لن أتحرّك لأنّني لا أُريد أن أُصعِّد الآن، لكن أنا بالتأكيد لن ألتزم عندما يُقال لي ممنوع أن أخرج وممنوع أن أُغرّد وممنوع أن أتواصل مع الناس وفقط مسموح لك أن ترى" العائلة، إذ كان رئيس هيئة أركان الجيش اللواء يوسف الحنيطي قد توجّه السبت بناءً على توجيه العاهل الأردني إلى قصر الأمير حمزة طالباً منه "التوقّف عن تحرّكات ونشاطات تُوظّف لاستهداف أمن الأردن واستقراره".


وأشار الأمير حمزة أيضاً في التسجيل الصوتي إلى أنّه سجّل كلام الحنيطي ووزّعه على معارفه وأهله "على أساس إن حصل أي شيء"، مضيفاً: "أن يأتي رئيس أركان ويقول لي هذا الكلام، هذا غير مقبول بأي شكل من الأشكال. حالياً أنتظر الفرج لنرى ما سيحصل".

وفي الغضون، أكد رئيس هيئة الأركان الأردنية خلال متابعته تمرين "درع الوطن" الذي أجراه الجيش الأردني في شرق المملكة أن "القوّات المسلّحة والأجهزة الأمنية لديها من القدرة والكفاءة والاحترافية ما يُمكّنها من التعامل مع أي مستجدّات تطرأ على الساحتَيْن المحلّية والإقليمية بمختلف المستويات". كما شدّد على أنّها قادرة على "مواجهة كلّ أشكال التهديد على الواجهات الحدودية وبالقوّة، وأيّ مساع يُراد بها تقويض أمن الوطن وترويع مواطنيه، وزعزعة أمن المملكة واستقرارها".

والأمير حمزة هو الإبن الأكبر للملك الراحل حسين من زوجته الأميركيّة الملكة نور، وكانت علاقته جيّدة رسميّاً بأخيه الملك عبدالله وهو قريب من بعض شيوخ العشائر. وسمّى الملك عبد الله الأمير حمزة ولياً لعهده العام 1999 بناءً على رغبة والده الراحل عندما كان نجله الأمير حسين في الخامسة، لكنّه نحّاه عن المنصب العام 2004 ليُسمّي العام 2009 نجله حسين وليّاً للعهد. أمّا الأمير حسن (74 عاماً)، الذي شغل منصب ولي العهد لنحو 34 عاماً، فهو شقيق ملك الأردن الراحل حسين، وعمّ الملك عبدالله.

MISS 3