إستهداف سفينة إيرانية في البحر الأحمر

"معادلة واشنطن" في فيينا: الإمتثال مقابل الإمتثال

02 : 00

معارضون إيرانيون يحملون شعارات مناوئة للنظام الإيراني قرب فندق "غراند" في فيينا أمس (أ ف ب)

بعدما شاركت الولايات المتحدة، وإن بشكل غير مباشر، في "محادثات فيينا" أمس، في محاولة لإنقاذ الإتفاق النووي الإيراني، اعتبرت الخارجية الأميركية أن المحادثات مع إيران قد تُشكل خطوة مفيدة، لكنّها ستكون "محادثات قاسية" في المرحلة المقبلة، مؤكدةً عدم الوصول بعد إلى مرحلة اتخاذ قرار رفع العقوبات عن طهران.

وفي هذا الصدد، شدّد المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس على ضرورة الإلتزام بمعادلة "الامتثال مقابل الامتثال" في الإتفاق النووي مع إيران، معتبراً أن على إيران وقف تهديداتها الباليسية، "لكنّنا نُركّز في فيينا على الملف النووي".

وإذ قال برايس للصحافيين: "نعتبر أن هذه الخطوة بنّاءة وبالتأكيد مرحّب بها"، أكد أن الولايات المتحدة "لم تُشارك مباشرة في المحادثات". وتابع: "إنّها خطوة يُمكن أن تكون مفيدة على صعيد التوصّل إلى ماهية الخطوات المستعدّة إيران لاتخاذها للعودة إلى التقيّد بالقيود الصارمة المنصوص عليها في اتفاق العام 2015، وبالتالي ما قد يتعيّن علينا فعله للعودة بدورنا إلى الإلتزام بالإتفاق".

وترفض الولايات المتحدة "الدعوات لخطوة أميركية أحادية ما لم تُبادر إيران بخطوات مماثلة"، بحسب برايس، بحيث تتطلّع واشنطن إلى "سماع مقترحات إيجابية من شركائنا الأوروبّيين في فيينا". كما أوضح أن واشنطن "لا تتوقع تقدّماً فورياً للمحادثات غير المباشرة مع إيران في فيينا"، مشيراً إلى أن هدف الولايات المتحدة هو "منع إيران بشكل قابل للتحقق من امتلاك سلاح نووي".

وبينما اعتبرت الخارجية الأميركية أن "النطاق الأوسع للجهود الأميركية للعودة إلى الإتفاق يتعلّق بمعالجة قضايا أخرى، من بينها برنامج إيران الصاروخي وسلوكها المزعزع للإستقرار في المنطقة"، أكدت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن إدارة الرئيس جو بايدن لا تتوقع أي تغيير في السياسة تجاه إيران خلال المفاوضات، وقالت: "كنّا واضحين في أنّنا لن نتّخذ أي إجراءات، ولا نتوقّع أي إجراءات في الوقت الحالي. سنسمح للمفاوضات بأن تستمرّ".

ويُجري الحلفاء الأوروبّيون للولايات المتحدة مع روسيا والصين محادثات مع إيران في فيينا في إطار جهود هي الأبرز إلى الآن لإنقاذ الإتفاق النووي. وتحصل النقاشات المغلقة في فندق "غراند" الفخم في العاصمة النمسوية على مرمى حجر من فندق كبير آخر يُقيم فيه الوفد الأميركي. ويتمّ إبلاغ الوفد الأميركي برئاسة روبرت مالي بشكل منتظم بالتقدّم المحرز من خلال الأوروبّيين، من دون أي اتصال مباشر بين الأميركيين والإيرانيين.

وبعد ساعات من إعلان المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن بلاده ليست متفائلة ولا متشائمة في شأن نتيجة المحادثات النووية، وصف كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقتشي محادثات فيينا بـ"البناءة"، وذلك عقب انتهاء الجولة الأولى من الاجتماع الثامن عشر للجنة المشتركة للإتفاق النووي مساء الثلثاء.

وفيما أوضحت الخارجية الفرنسية أن تلك المحادثات تهدف إلى تحديد ووضع آلية للعودة للإتفاق، كشف مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية ميخائيل أوليانوف، الذي أشار إلى أن الاجتماع كان مثمراً، أنه تمّ تكليف مجموعتَيْ خبراء من أجل تحديد تدابير ملموسة تتّخذها واشنطن وطهران لاستعادة التنفيذ الكامل للإتفاق النووي، معتبراً أنه من الصعب تحديد موعد لإعادة العمل بالإتفاق.

من جهته، رأى نائب الأمين العام لشؤون العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، الذي يترأس المفاوضات، أنّه "يجب علينا الاستفادة القصوى من هذا الفضاء الديبلوماسي لإعادة خطّة العمل الشاملة المشتركة إلى مسارها الصحيح"، فيما كانت واشنطن قد أرسلت إشارة إيجابية قبيل المحادثات، وعبّرت على لسان مبعوثها في شأن إيران روبرت مالي عن إمكان انفتاحها على رفع العقوبات والعودة إلى الإتفاق، وهي تعليقات وصفها ربيعي بأنّها "واعدة".

وفي استمرار انتهاك الجمهورية الإسلامية لإلتزاماتها النووية، أعلن المتحدّث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن طهران بدأت للمرّة الأولى اختبارات على أجهزة طرد مركزي متطوّرة من الجيل التاسع "آي آر 9".

وفي غضون ذلك، أكدت وكالة "تسنيم" تعرّض سفينة إيرانية لهجوم في مياه البحر الأحمر. ونقلت الوكالة عن مصادر لم تُحدّدها أن سفينة "إيران سافيز" تمّ استهدافها في مياه البحر الأحمر بألغام بحرية أُلصقت بهيكلها.

وأوضحت أن "سافيز" ناشطة في المنطقة منذ سنوات عدّة لدعم قوّات "الكوماندوز" الإيرانية في مهمّاتها لمرافقة سفن تجارية، في حين كانت تقارير قد تحدّثت عن تعرّض سفينة تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني لهجوم في البحر الأحمر قبالة سواحل إريتريا.

وفي المقابل، أوضحت المتحدّثة باسم البنتاغون جيسيكا ماكنولتي أن وزارة الدفاع الأميركية على علم بالتقارير الإعلامية حول "الهجوم" على السفينة "سافيز" في البحر الأحمر، مؤكدةً أن القوّات الأميركية لم تُشارك في الحادث.

توازياً، أنهى قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" العميد اسماعيل قاآني زيارته إلى العراق التي استمرّت ليومَيْن، حيث التقى خلالها بمسؤولين عراقيين وعدد من الشخصيات وقادة أحزاب وتيارات سياسية، بحسب ما أفادت قناة "العالم".


MISS 3