كارين شيرلونيكس

إريك إيمانويل شميت يكتب تاريخ البشرية

8 نيسان 2021

02 : 00

يخطط الكاتب إريك إيمانويل شميت لإصدار رواية من 5 آلاف صفحة حول تاريخ البشرية بدءاً من رجل الكهف. نُشِر المجلد الأول في شباط الماضي، وحمل عنوان Paradis perdus (الجنة المفقودة)، وتدور أحداثه قبل 8 آلاف سنة، وسبق وبيعت منه 50 ألف نسخة.



قررتَ التطرق إلى تاريخ البشرية انطلاقاً من العصر الحجري الحديث. ألا شيء يخيفك؟

إنها طريقة فعالة لتجاوز الكم الهائل من الأحكام المسبقة حول تلك الحقبة. منذ 8 آلاف سنة، كان الإنسان نظيفاً وكان نظامه الغذائي صحياً ولم يكن يصاب بتسوس الأسنان! أريد أن أردم الفجوة بين الإنسان المعاصر والإنسان القديم.


كيف راودتك فكرة كتابة رواية من ثمانية مجلدات؟

في عمر الخامسة والعشرين خطرت على بالي هذه الفكرة، فقلتُ لنفسي إنني سأملك الوسائل اللازمة في أحد الأيام لتنفيذ هذا المشروع. أنا لا أريد أن أعيد صياغة التاريخ، بل أطمح إلى زيادة تأثير الروايات. الشخصيات هنا ليست مرادفة للأنقاض، بل إنها تضخّ الروح والأحاسيس والضجة في أحداث الماضي. أريد أن يشعر الناس اليوم بما شعر به أسلافنا القدامى.




كيف يُكتَب الماضي؟


من خلال التعامل معه وكأنه قصة معاصرة! لقد جمعتُ الأبحاث على مر حياتي وتتراكم هذه المعارف مع مرور الوقت. يجب أن تصبح هذه المعلومات بمثابة منظر طبيعي بالنسبة إلي وإلى القراء أيضاً، وإلا سيضطر الكاتب لتفسير معلوماته في كل سطر فيصبح النص التاريخي رديئاً.


تتمحور قصتك حول "نعوم"، وهو "نوح" الذي نجا من الطوفان. هل هو بطل خارق؟


"نعوم" إنسان خالد وهو أشبه بِصِلَة وصل بين الماضي والحاضر. سيبقى حياً على مر المجلدات، بدءاً من عصر الفراعنة وصولاً إلى الثورة الصناعية. تسمح هذه الطريقة باستكشاف التاريخ في جميع المراحل. لقد نشـأت البشرية بناءً على سلسلة من التطورات، لكن هل يمكن اعتبار مسارها تقدماً حقيقياً؟ بفضل شخصية "نعوم"، سنستنتج أننا نربح الكثير مع بدء كل حقبة جديدة لكننا نتكبد الخسائر أيضاً.


هل يخسر "نعوم" قيمته من دون "نورا"؟


"نورا" هي حب حياته: إنها امرأة خالدة أيضاً وجوهرة حقيقية وشخصية مدهشة ومعقدة. في مجلّدParadis perdus، تكون المرأة مساوية للرجل حتى عصر الحياة الحضرية. حين وضع الإنسان نفسه في خدمة الأرض، ظهر مفهوم العمل. إنه فخ بالنسبة إلى النساء لأن اضطرار المرأة لملازمة المنزل يؤدي إلى زيادة الولادات وترسيخ مظاهر المجتمع الذكوري.


يتمحور المجلّد الأول حول زمن الطوفان، لكن هل تترافق كل حقبة مع نسخة خاصة بها من نهاية العالم؟


نعم، تتكرر هذه المعاناة على مر القرون. يُعتبر هذا القلق جزءاً من طبيعة الإنسان. الوعي الوجودي يجعلنا نخاف من المستقبل. منذ زمن الطوفان، كنا نُحمّل مسؤولية الأحداث للآلهة أو الطبيعة. لكننا نخاف اليوم من الإنسان بحد ذاته.


أين وصلتَ في الكتابة؟


أنا في مرحلة التكوين منذ ثلاث سنوات وأوشك على إنهاء المجلّد الثاني. لقد قررتُ أن أكتب ثمانية مجلدات، لكني لم أحصر نفسي بهذا السقف. بل أفكر بتقسيم المشروع وتنظيم المواد التي أملكها كي أحافظ على اهتمام القارئ حتى العام 2028.


يحمل هذا المشروع جميع العناصر اللازمة لإصدار سلسلة متكاملة. هل تفكّر بهذا الخيار؟


أنا لا أملك الوقت الكافي لإصدار سلسلة مماثلة! لكن عرضت عليّ جهات أخرى هذه الفكــرة وأنا مستعد للمشاركة.