واشنطن تُوافق على سحب "قوّاتها المقاتلة" من العراق

طهران ترى "فصلاً جديداً" ونتنياهو يحذّر من تداعيات "النووي"

02 : 00

روحاني متحدّثاً خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة في طهران أمس (أ ف ب)

بينما تتفاوض الدول الكبرى مع إيران حول توفير ظروف مؤاتية لعودة الولايات المتحدة إلى الإتفاق النووي وإعادة إحيائه من جديد، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلّف بنيامين نتنياهو أمس على أن إسرائيل لن تكون ملزمة بتفاق نووي بين القوى الكبرى وإيران في حال كان هذا الإتفاق يُمكّن الجمهورية الإسلامية من تطوير أسلحة نووية.

وخلال كلمته عشية إحياء ذكرى المحرقة النازية في متحف "ياد فاشيم"، النصب التذكاري الرسمي للمحرقة، اعتبر نتنياهو أن "اتفاقاً مع إيران يُمهّد الطريق لها لصناعة أسلحة نووية، أسلحة تُهدّدنا بالإندثار، لن نُرغم عليه بأي شكل من الأشكال"، مضيفاً: "هناك شيء واحد نُرغم عليه، هو منع أولئك الذين يسعون إلى إبادتنا من المضي بخطّتهم".

وأوضح نتنياهو أنّه "في المحرقة، لم يكن لدينا قوّة للدفاع عن أنفسنا ولم يكن لدينا حق بالسيادة، لم يكن لدينا حقوق... اليوم لدينا دولة ولدينا قوّة ولدينا الحق الطبيعي والكامل كدولة الشعب اليهودي للدفاع عن أنفسنا من أعدائنا"، فيما أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عن تصميم تل أبيب على حماية مصالحها الأمنية، بعد أنباء عن وقوف بلاده وراء الهجوم الذي استهدف سفينة "سافيز" الإيرانية في البحر الأحمر.

وردّاً على سؤال للقناة 12 الإسرائيلية عن التقرير الذي أفادت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأن الدولة العبرية أبلغت واشنطن بتنفيذها الهجوم، أجاب غانتس خلال زيارة إلى بطارية لمنظومة "القبة الحديدية" أن إسرائيل ستُواصل التصرّف أينما سيتطلّب منها ذلك، وقال: "يتعيّن على دولة إسرائيل الإستمرار في الدفاع عن نفسها... لن نُخفّض مستوى التأهّب في أي لحظة، وسنُواصل التصرّف أينما سنُواجه مشكلة عملياتيّة أو حاجة عملياتيّة".

وفيما امتنع غانتس عن الإعتراف مباشرةً بوقوف إسرائيل وراء الهجوم على السفينة الإيرانية، أوضح أن المنظومة الدفاعية وحدها لا تكفي لحماية إسرائيل من التهديدات التي تُواجهها، مضيفاً: "علينا أيضاً تنفيذ عمليات هجومية، وسنُنفّذها بشكل صحيح". وتابع: "لدينا قدرات هجومية تعمل على مدار الساعة 365 يوماً سنوياً، وهي معدّة لاستعمالها في أي جبهة وعلى أي نطاق وفي أي عملية سيحتاج إليها الجيش الإسرائيلي".

وفي سياق متّصل، يزور وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأسبوع المقبل الدولة العبرية حيث سيلتقي خصوصاً نتنياهو ونظيره الإسرائيلي غانتس، بحسب ما أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي. وبذلك سيُصبح أوستن أوّل وزير في إدارة جو بايدن يزور إسرائيل منذ تسلّم الرئيس الديموقراطي مفاتيح البيت الأبيض في 20 كانون الثاني.

ووفق "أكسيوس"، فإنّ الوزير الأميركي سيبحث خلال زيارته إلى الدولة العبرية القضايا الإقليمية الشائكة، وفي مقدّمها التهديدات الأمنية التي تُواجهها إسرائيل من كلّ من إيران ولبنان وسوريا.

تزامناً، اعترفت إيران أن السفينة "سافيز" التابعة لها تضرّرت بشكل طفيف جرّاء انفجار استهدفها في البحر الأحمر الثلثاء، وسط تقارير صحافية عن ضلوع إسرائيل في العملية ضمن "ردّ" على استهدافات سابقة لسفن مرتبطة بإسرائيل، في حين دعت الأمم المتحدة إلى "أقصى درجات ضبط النفس" في الشرق الأوسط.

وبالعودة إلى الملف النووي، رحّب الرئيس الإيراني حسن روحاني ببداية "فصل جديد" غداة انطلاق مباحثات في فيينا الثلثاء بين طهران والقوى الكبرى سعياً إلى إحياء الإتفاق النووي.

وقال روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة: "إذا أظهر الطرف الآخر، الولايات المتحدة، دليلاً على جدّيته وصراحته أعتقد أنّه سيكون في إمكاننا التفاوض في وقت قليل، إذا كان ذلك ضرورياً، مع مجموعة 4+1. يُمكن للولايات المتحدة أن تفي (بالتزاماتها بموجب الإتفاق) من دون مفاوضات".

وفي الأثناء، كشف المتحدّث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن بلاده أنتجت 55 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بما يصل إلى 20 في المئة.

وعلى صعيد آخر، توافقت واشنطن وبغداد خلال "المحادثات الإستراتيجية" بينهما على سحب آخر القوّات الأميركية المقاتلة من العراق. وأكد البلدان في بيان مشترك أن "مهمّة الولايات المتحدة وقوّات التحالف تحوّلت إلى مهمّة تدريب ومشورة، ما يُتيح تالياً إعادة نشر أي قوّة مقاتلة لا تزال في العراق، على أن يُحدّد الجدول الزمني لذلك خلال محادثات مقبلة".

وأضاف البيان المشترك أن "انتقال القوّات الأميركية والدولية من العمليات القتالية إلى التدريب والتجهيز ومساعدة قوّات الأمن العراقية، يعكس نجاح شراكتهما الإستراتيجية ويكفل دعماً للجهود المتواصلة لقوّات الأمن العراقية للتأكد من عدم قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على تهديد استقرار العراق".

وتعهّد العراق من جانبه حماية القواعد العسكرية التي تضمّ قوّات بقيادة أميركية، وقد أوضحت واشنطن أن تلك القوّات ستبقى على الأراضي العراقية "فقط لدعم جهود العراق في معركته ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية". وكان وزيرا خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن والعراق فؤاد حسين قد افتتحا جلسة "الحوار الإستراتيجي العراقي - الأميركي" في جولته الثالثة عبر تقنية الاتصال المرئي.


MISS 3