محمد دهشة

لقاءات لبنانية - فلسطينية لتحصين الإستقرار في المخيمات والجوار

10 نيسان 2021

02 : 00

لقاء سعد في صيدا مع القوى الإسلامية في "عين الحلوة"

وسط مشهد لبناني مأزوم، تحبس فيه القوى السياسية أنفاسها في انتظار ما ستؤول اليه نتائج المساعي الحميدة العربية والدولية، في ظل مراوحة المبادرة الفرنسية وانسداد أفق التوافق على تشكيل الحكومة العتيدة، يمضي "التنظيم الشعبي الناصري" قدماً في تعزيز العلاقة التحالفية مع القوى السياسية الفلسطينية وبين المخيمات والجوار اللبناني، وتحديداً بين صيدا ومخيم عين الحلوة.

والحراك الذي يشرف عليه الامين العام للتنظيم النائب اسامة سعد شخصياً، يهدف الى تعزيز التعاون والتنسيق في هذه المرحلة اللبنانية الدقيقة في خضمّ الازمات الاقتصادية والمعيشية والمخاوف من انفجار اجتماعي وشيك يعيد خلط الاوراق والحسابات، وتحصين الاستقرار الامني في المخيمات الفلسطينية والجوار اللبناني، وعدم الانجرار الى أي توتير في ظلّ استفحال الخلافات حول تشكيل الحكومة، والخشية من فوضى في بعض المناطق ووصولها الى المخيمات الفلسطينية.

وتركّز الحراك في اتجاهين: الاول، تشكيل لجنة لملفّ العلاقات اللبنانية – الفلسطينية في "التنظيم" تضمّ ثلاثة من قيادييه، هم مدير مكتب سعد طلال ارقدان وناصيف عيسى "ابو جمال" ومحمد مطيع غبورة، بعدما كان القيادي الراحل في "التنظيم" محمد ضاهر "ابو مصطفى" يتولّى هذه المهمة، والثاني عقد سلسلة لقاءات مع كل القوى الفلسطينية، بدأت بفصائل "منظمة التحرير" بما فيها "فتح"، و"تحالف القوى" بما فيها "حماس" و"الجهاد" و"القوى الاسلامية"، على أن تتواصل لتشمل السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور واللجان الشعبية والمجتمع المدني بهدف تنسيق كل الخطوات.

ويؤكد ارقدان لـ"نداء الوطن" أنّ "هذا الحراك لا يحمل مبادرة محدّدة وهو ليس جديداً على "التنظيم" الذي احتضن القضية الفلسطينية ودافع عن شعبها وقدّم الكثير من التضحيات في سبيلها منذ عهد الشهيد معروف سعد مروراً بالشهيد مصطفى سعد وصولاً الى الامين اسامة سعد"، مضيفاً "في هذه المرحلة نركّز على ثلاثة عناوين رئيسية يجمعها هدف واحد لتعزيز التنسيق، واولها اعادة تفعيل التواصل مع القوى الفلسطينية كافة، وثانيها: تعزيز التعاون لتحصين الاستقرار الامني في المخيمات وخاصة عين الحلوة والجوار اللبناني في صيدا، وثالثها: العمل على تخفيف معاناة ابناء المخيمات الخدماتية والاجتماعية قدر المستطاع، على اعتبار أنّ مخيم عين الحلوة حي من أحياء المدينة".


...ومع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية



وذكر ارقدان "أنّ اجواء اللقاءات كانت ايجابية، والقوى السياسية متفهّمة جداً لدقة الأوضاع وتساهم بشكل كبير في اشاعة اجواء الاستقرار، بخاصة أنّ المعاناة تطال الجميع فلسطينيين ولبنانيين"، مؤكّداً "أنّ التعاون سيكون مستمراً، وحماية شعبنا اللبناني والفلسطيني مسؤولية مشتركة، وسنواصل اللقاءات بشكل دوري لتوطيد هذه الرؤية".

بينما تؤكد مصادر فلسطينية شاركت في اللقاءات لـ"نداء الوطن" أنّ حراك "التنظيم" لم يأتِ "بناء على معلومات من احتمال حصول اي أحداث امنية، وانما كخطوة استباقية لتحصين الساحة الفلسطينية - اللبنانية وقطع الطريق على اي فتنة، وهو حراك دأبت عليه القوى الصيداوية في كل الفترات السابقة ويبادر اليه التنظيم اليوم مع استشعاره بدقّة المرحلة التي باتت مهيّأة لانفجار اجتماعي، في ظلّ تفاقم الأزمتين المعيشية مع الارتفاع الجنوني للدولار والغلاء والفوضى في بعض التحرّكات الاحتجاجية لجهة قطع الطرقات، وما رافقها من توترات، والصحّية وارتفاع نسبة البطالة مع تفشي "كورونا".

وزار وفد القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة برئاسة الشيخ جمال خطاب والشيخ أبو طارق السعدي المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود في مركز الجماعة في صيدا، بحضور مسؤول الملفّ الفلسطيني الحاج أحمد الحبال، وجرى التأكيد على تحصين الساحتين من أي اختراق قد يعمل عليه البعض مستغلّاً الضائقة التي يعاني منها الناس، مؤكّدين تمسّكهم بحالة الإستقرار التي تشهدها صيدا والمخيّمات، في ظلّ التعاون المثمر والمستمر بين القوى الفلسطينية ومرجعيات المدينة والجهات الرسمية.


MISS 3