سفينتان حربيّتان أميركيّتان تتوجّهان إلى البحر الأسود

أوكرانيا تستبعد شنّ "هجوم عسكري" ضدّ الإنفصاليين

02 : 00

الوضع العسكري متوتّر جدّاً في شرق أوكرانيا (أ ف ب)

بينما عادت "طبول الحرب" لتُقرع في شرق البلاد من جديد، استبعدت أوكرانيا أمس شنّ أي هجوم عسكري ضدّ الإنفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، حيث تكثّفت الاشتباكات الدامية في الأسابيع الأخيرة على خلفية التوتر الجيوستراتيجي المتصاعد بين الغرب وروسيا.

وفي هذا الصدد، قال قائد القوات المسلحة الأوكرانية الجنرال روسلان خومتشاك في بيان إنّ "تحرير الأراضي المحتلة بالقوة سيؤدي لا محالة إلى عدد كبير من الخسائر في صفوف المدنيين والعسكريين، وهو أمر غير مقبول بالنسبة إلى أوكرانيا"، لافتاً إلى أن كييف تدعم حلاً "سياسياً وديبلوماسياً" لاستعادة الأراضي الخارجة عن سيطرتها منذ بدء هذا النزاع العام 2014. كما اعتبر أن هناك "حملة تشويه" تقودها روسيا تشمل "تقارير تُفيد بأنّ كييف تُحضّر هجوماً". وبحسب أوكرانيا، فإنّ الكرملين قد يبحث عن ذريعة لبدء عملية عسكرية واسعة النطاق.

ورأى الجنرال خومتشاك أيضاً أن "هذه الحملة تهدف إلى تشويه سمعة أوكرانيا على الساحة الدولية، ونشر الذعر في صفوف سكان الأراضي المحتلّة"، فيما انتقدت كييف والدول الغربية في الأيام الأخيرة موسكو لإرسالها قوّات إلى الحدود الأوكرانية والقرم، شبه الجزيرة التي ضمّتها من أوكرانيا، في وقت تفقد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس والجمعة خطوط الجبهة.

وفي "جرعة دعم" عسكرية أميركية، أعلنت الخارجية التركية أن الولايات المتحدة ستُرسل سفينتَيْن حربيّتَيْن إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور. وقال مصدر في الخارجية التركية: "أُبلغنا بالطرق الديبلوماسية قبل 15 يوماً طبقاً لمعاهدة "مونترو" أن سفينتَيْن حربيّتَيْن أميركيّتَيْن ستعبران في اتجاه البحر الأسود"، موضحاً أن السفينتَيْن ستعبران البوسفور في 14 و15 نيسان.

ومعاهدة "مونترو" العائدة إلى 1936 تضمن حرّية الإبحار في مضيق البوسفور، لكن الدول غير المطلّة على البحر الأسود يجب أن تبلغ قبل 15 يوماً من مرور سفنها التي لا تستطيع البقاء في الموقع لأكثر من 21 يوماً.

وفي سياق متّصل، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى الحفاظ على اتفاقية "مونترو" الدولية التي تعود بالفائدة على موسكو وتُنظّم حركة الملاحة البحرية عبر مضيقَيْ البحر الأسود، البوسفور والدردنيل.

وجاء في بيان للكرملين: "في ضوء الخطط التركية لشق قناة اسطنبول، شدّد الجانب الروسي على أهمّية الحفاظ على النظام القائم لمضيق البحر الأسود وفقاً لبنود اتفاقية "مونترو" لعام 1936 من أجل ضمان الإستقرار والأمن الإقليميَّيْن". وجاء ذلك بعد مكالمة هاتفية بين الرئيسَيْن. ومن شأن القناة الجديدة أن تُتيح عبور السفن بين البحر المتوسط والبحر الأسود من دون المرور بمضائق خاضعة لبنود اتفاقية "مونترو".

ويأتي الإعلان عن إرسال سفن حربية أميركية عشية زيارة زيلينسكي إلى تركيا للقاء أردوغان. وبعدما أعرب مسؤولون أوكرانيون وأميركيون عن القلق في الأيام الماضية لوصول آلاف الجنود والعتاد الروسي إلى الحدود الروسية - الأوكرانية، أكدت موسكو أن روسيا تنشر قوّاتها كما تشاء على أراضيها، داعيةً كييف والغربيين إلى عدم القلق. وذكر الكرملين أن بوتين أوضح للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال مكالمتهما الهاتفية الأخيرة، أن روسيا حرّة في تحريك وحداتها العسكرية في أراضيها حسب تقديرها.

ميدانياً، أعلن الجيش الأوكراني أن وفداً أميركياً برئاسة الملحق العسكري في كييف العقيد بريتاني ستيوارت، زار منطقة النزاع في دونباس واطّلع على الوضع العملياتي هناك. وأوضح مقرّ عمليات القوات المشتركة في أوكرانيا في بيان نشره عبر "فيسبوك" أن أعضاء الوفد زاروا وحدات الجيش الأوكراني، التي تُنفّذ مهام على خط التماس في دونباس، وتحدّثوا مع أفرادها. وقالت ستيوارت إنّ إدارة "الولايات المتحدة قلقة للغاية في شأن تطوّرات الوضع حول حدود أوكرانيا، وتدعم بكلّ الطرق الممكنة سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".

وعلى صعيد آخر، أعلنت هيئة الأمن الفدرالي الروسية في بيان إلقاء القبض على شخصَيْن من أنصار تنظيم "هيئة تحرير الشام"، كانا يُخطّطان لتنفيذ هجوم إرهابي في شبه جزيرة القرم. وأكدت الهيئة الروسية أن الموقوفَيْن (وهما مواطنان روسيان من مواليد عامَيْ 1992 و1999) كانا يُخطّطان لتنفيذ هجوم مسلّح باستخدام عبوات ناسفة على إحدى المؤسّسات التعليمية في عاصمة جمهورية القرم مدينة سيمفروبول، مشيرةً إلى أن المتطرّفَيْن، بعد تنفيذ الهجوم، كانا يُخطّطان للتوجه عبر أوكرانيا وتركيا إلى سوريا للإنضمام إلى صفوف الجهاديين.

كذلك، كشفت الهيئة الروسية أن أفراد الأمن عثروا في مقرّ إقامة الموقوفَيْن على مادة متفجّرة ومكوّنات لتصنيع عبوات ناسفة مفخّخة بالشظايا، بالإضافة إلى تعليمات ورسائل خطية وصوتية متبادلة بين المعتقلين وممثلين عن الإرهابيين.


MISS 3