جاد حداد

نصائح لاسترجاع الذكريات القديمة

10 نيسان 2021

02 : 00

يمكنك استخراج أحداث الماضي من ذاكرتك بناءً على تفاصيل مرتبطة بتجارب حصلت قبل عقود طويلة لأنها كامنة داخل عقلك...

قد تبقى الذكريات المرتبطة ببعض التجارب الماضية راسخة في عقل الناس طوال حياتهم أحياناً، مثل لحظة الزواج أو الإنجاب. في المقابل، يصعب تذكّر أحداث أخرى مع أنها لا تفارقنا. نحتاج في هذه الحالة إلى استرجاعها بكل بساطة.

ما هي الذكريات الدائمة؟

من بين الذكريات الكثيرة التي نجمعها يومياً، لا تُسجَّل في ملفات الدماغ إلا الذكريات المهمة والمؤثرة على المدى الطويل. يوضح الدكتور أندرو بادسون، طبيب أعصاب ورئيس قسم علم الأعصاب المعرفي والسلوكي في نظام الرعاية الصحية في بوسطن: "يشمل دماغنا نظاماً يربط بين الذكريات المهمة بطريقة معينة، ما يسمح لنا بتذكّرها مستقبلاً".

تُعتبر الذكريات مميزة لسببَين:

العاطفة: الزواج تجسيد لحدث عاطفي بامتياز. في هذا النوع من المواقف، تنشط مجموعة كاملة من المواد الكيماوية الدماغية أثناء تسجيل هذه الذكريات.

أهمية الحدث على المستوى الشخصي: قد تتذكر على الأرجح الفطور الذي تناولته هذا الصباح أو الملابس التي ارتديتها يوم أمس. لكنك لن تتذكر هذه المعلومات بعد مرور أيام أو شهر كامل لأنك لا تحمل ذكريات عنها باعتبارها تفاصيل غير مهمة.

الشيخوخة تؤثر على استرجاع الذكريات

في بعض الحالات، قد يصعب على الناس استرجاع الذكريات المميزة أو المهمة أيضاً. تؤثر عوامل مرتبطة بالسن على هذه العملية. تبدأ الذاكرة بالتراجع بعد عمر الثلاثين. تكشف أدلة وافية أن قدرتنا على استرجاع المعلومات تبلغ ذروتها بين عمر العشرين والثلاثين. وبحلول عمر الخمسين، يضعف أداء الفص الجبهي الذي يتولى البحث عن الذكريات، فلا يعود قادراً على العمل بالمستوى الذي كان عليه سابقاً.

تتلاشى الذكريات مع مرور الوقت. إذا لم تفكر بذكرى معينة منذ سنوات، لن تبقى حية أو قوية بقدر ما كانت عليه. يوضح بادسون: "حين تمتنع عن استرجاع ذكرى محددة، ستُبلِغ دماغك بأنها ليست ذكرى مهمة وقد تطغى عليها ذكريات أخرى".

نحتاج جميعاً إلى المساعدة لإعادة إحياء ذكرياتنا. في عمر الشباب يكون أي مؤشر داخلي، مثل التفكير بمسألة معينة، كافياً لاسترجاع الذكرى المنشودة. لكن مع التقدم في السن، يصبح الناس أكثر اتكالاً على المؤشرات الخارجية، مثل الأصوات أو الصور، لاسترجاع الذكريات.

تعقب ذكريات الماضي

لإعادة تنشيط ذكرى قديمة، يجب أن تفكر بالحواس التي كانت ناشطة عند تسجيل تلك الذكرى. حين تختبر تجربة مميزة أو مهمة، يسجّل جزء من الدماغ (القشرة الدماغية) جميع أنواع المعلومات (الصور، الأصوات، الروائح، الأذواق، اللمسات، الأفكار، المشاعر)، ثم يجمعها جزء آخر (الحُصين) على شكل ذكرى متكاملة ويضع وسماً عليها كي تتمكن الفصوص الجبهية من تذكّر نمط المعلومة لاحقاً.

من الأسهل أن تسترجع الذكرى التي تريدها بفضل مؤشرات في البيئة المحيطة بك (سماع أغنية مثلاً) أو مؤشر ذاتي (مثل التفكير بفترة التخرج من المدرسة الثانوية). كلما كانت تلك المؤشرات دقيقة في رسم مراحل الحياة التي تحاول تذكّرها، ستصبح أكثر ميلاً إلى مطابقة الأنماط واسترجاع الذكرى القديمة.

خطوات مفيدة


قد لا تتذكر المؤشرات التي تساعدك على استرجاع ذكرى قديمة بطريقة عفوية، لذا ستضطر لافتعالها عبر الخطوات التالية:

• تأمّل صوراً قديمة لمنزلك أو عائلتك أو أصدقائك.

• اقرأ قصيدة كتبتَها أو كنت تُحبّ قراءتها في شبابك.

• أمسك بقطعة ملابس قديمة تحتفظ بها منذ وقت طويل.

• اقرأ رسالة أو مذكرات شخصية أو مقالة صحافية قديمة.

• اسمع أغنية قديمة تُحبّها أو يحبهــــا أحد أفراد عائلتك.

• اطبخ وجبة طعام كان يحضّرهـــــــا والدك أو والدتك.

• ابدأ بِشَمّ غرض قد يعيد إحياء ذكرياتك (كتاب، وسادة، عطر، طعام...)

• اذهب لزيارة مكان من أيام شبابك.

• شاهد فيلماً أو برنامجاً تلفزيونياً قديماً.

اقتراحات أخرى

حافظ على هدوئك فيما تحاول استرجاع الذكريات القديمة: أغمض عينيك في لحظات معينة، وركّز على الصور والأصوات والروائح والأفكار والمشاعر المرتبطة بكل ذكرى.

حين تنجح في استرجاع الذكريات، دوّنها قبل أن تنساها مجدداً ورسّخها في عقلك عبر التفكير بها بشكلٍ متكرر إذا كانت ممتعة أو مفيدة. يمكنك أن تعود بالزمن إلى تجارب ماضية من حياتك فعلاً، وسرعان ما تتلاحق الذكريات التي تبحث عنها حين تتـــــقن هذه المقاربة.