واشنطن تُحذّر من عواقب عدوان روسي على أوكرانيا

02 : 00

بعدما أدّى استئناف المعارك مع الإنفصاليين الموالين لموسكو وحشد روسيا لقوّاتها قرب الحدود الأوكرانية إلى تكثيف كييف اتصالاتها مع العواصم الغربية، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس من عواقب في حال وقوع عدوان روسي على أوكرانيا، معبّراً عن مخاوف واشنطن حيال التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا.

وقال بلينكن خلال مقابلة بثتها شبكة "إن بي سي": "هناك حشود روسية على الحدود أكثر من أي وقت منذ 2014، خلال الاجتياح الروسي الأوّل"، مردّداً موقفاً أصدره البيت الأبيض الأسبوع الماضي.

وفي هذا الصدد، أشار بلينكن إلى أن الرئيس الأميركي جو "بايدن كان في غاية الوضوح: في حال تحرّكت روسيا بشكل متهوّر أو عدواني، ستكون هناك تكاليف، ستكون هناك عواقب"، من دون أن يُحدّد طبيعة أي ردّ أميركي محتمل.

وأكد بلينكن، الذي ناقش المسألة الجمعة خلال اتصال هاتفي مع نظيرَيْه الفرنسي والألماني، أن الولايات المتحدة "وحلفاءها الأوروبّيين يتقاسمون المخاوف ذاتها"، بينما لم ينفِ الكرملين نشر تعزيزات عسكرية، لكنّه أكد أنه لا يُهدّد أي جهة، متّهماً في المقابل كييف بالقيام بـ"استفزازات" تهدف إلى "تصعيد الوضع على الجبهة". واستبعد المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اندلاع حرب مع أوكرانيا، وقال: "بالطبع لا أحد يسلك طريق الحرب، ولا أحد يقبل باحتمال نشوب مثل هذه الحرب"، مضيفاً: "لا أحد يقبل كذلك باحتمال قيام حرب أهلية في أوكرانيا".

وشدّد أيضاً على أن روسيا لن تبقى غير مبالية لمصير الناطقين بالروسية المقيمين في جنوب شرق أوكرانيا، مؤكداً أن "روسيا تبذل كلّ الجهود الممكنة للمساعدة على تسوية هذا النزاع. وسنُواصل القيام بذلك بلا توقف"، فيما تُحذّر أوكرانيا من أن الكرملين قد يبحث عن ذريعة لإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق.

وانتقدت كييف وعواصم غربية عدّة في الأيام الأخيرة موسكو لحشدها قوات على الحدود الأوكرانية وفي شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا، في وقت تدور فيه اشتباكات دامية شبه يومية مع الإنفصاليين.

واندلعت الحرب في منطقة دونباس في نيسان 2014 في أعقاب ثورة مؤيّدة للغرب في أوكرانيا، ردّت عليها روسيا باحتلال شبه جزيرة القرم وضمّها. وأوقع النزاع أكثر من 13 ألف قتيل وتسبّب بنزوح حوالى 1.5 مليون نسمة. وتراجعت حدّة المعارك بشكل كبير بعد توقيع اتفاقات السلام في مينسك العام 2015، لكن التسوية السياسية للنزاع لا تُحرز تقدّماً.