"إستياء جماعي" في بروكسل: لا صعوبة في الإتفاق على العقوبات

الهجوم "يتجدّد" على بكركي... تاريخ "الجنرال" يعيد نفسه!

01 : 59

طوابير السيارات عند مداخل محطات الوقود في بيروت أمس (فضل عيتاني)

في المشهد الوطني العريض، ما عدا "حزب الله" بوصفه الراعي الرسمي للعهد وتياره وسنده الرئاسي والسياسي، بات اللبنانيون، مسلمين ومسيحيين، متّحدين حول تشخيص علّة البلد والعطب البنيوي في إعادة الانتظام لدورة حياته المؤسساتية، لتتلاقى بالأمس "عظة الأحد" مع "رسالة رمضان" عند التصويب على التعطيل العوني الممنهج لاستنهاض لبنان وإنقاذ أبنائه. فكانت صرخة مدوية من مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان في وجه المعرقلين ليقلعوا عن "التعنت والتزوير وخرق الدستور"، مندداً بـ"الأيادي الخبيثة" التي تمتهن "الابتزاز السياسي والكيديات والحقد الدفين وبث السموم"، بالتزامن مع رفع البطريرك الماروني بشارة الراعي الصوت عالياً في مواجهة محاولات "اللف والدوران" العونية، تهرباً من تشكيل الحكومة والاستمرار في "التعطيل واختلاق أعراف ميثاقية واجتهادات دستورية وصلاحيات مجازية وشروط عبثيّة".

... إلى أن كانت تعرية الاستثمار العوني في موضوع التدقيق الجنائي، من خلال تشديد الراعي من دون مواربة على أنّ "جدية طرح التدقيق هي بشموليّته المتوازية لا بانتقائيته المقصودة، وأصلاً لا تدقيق جنائياً قبل تأليف حكومة"، فأحدث كلامه هذا وقع "المسلّة تحت باط" رئيسي الجمهورية و"التيار الوطني الحر"، ليسارعا إلى إطلاق العنان لهجوم عوني حافل بالشتائم والتخوين ضد بكركي والبطريرك الماروني، بشكل أعاد إلى الأذهان صورة هجوم العونيين على الصرح والبطريرك نصرالله بطرس صفير عام 89، في مشهدية "متجددة" لم تستغربها أوساط مسيحية، إنما وضعتها في سياق الترجمة العونية لمقولة "أنا الجنرال ميشال عون... وتاريخه الذي يعيد نفسه اليوم حروباً إلغائية وخراباً وانهياراً فوق رؤوس المسيحيين والمسلمين على حد سواء".

وفي تفاصيل الهجوم العوني على البطريرك الماروني، فهو ما أن انتهى من إلقاء عظته أمس، حتى أطلق العونيون ضده هاشتاغ "#راعي_الفساد" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكالوا له مروحة من التعليقات المهينة التي لم تخلُ من استخدام عبارات بذيئة تستهدفه بالشخصي وتتهمه بـ"الفساد والخيانة والتآمر وتلقي الرشاوى"... إلى أن وصل بهم الأمر حدّ التشكيك بمصادر تمويل البطريرك الماروني والمطالبة بأن يشمل التدقيق الجنائي "أموال بكركي"!

وإذ لفتت مشاركة مراسلين صحافيين في قناة "أو تي في" في الحملة الموجّهة ضد البطريرك الراعي، بادر مناصرو "حزب الله" إلى مؤازرة هذه الحملة فأشادوا بالهاشتاغ العوني وأعادوا استخدامه لنشر تدوينات تصف الراعي بـ"العميل"... ليتوّج مساءً رئيس الجمهورية ميشال عون شخصياً حملة التشهير بالراعي عبر تغريدة رد فيها مباشرةً على عظة البطريرك الماروني من دون أن يسميه، فدوّن على حسابه على "تويتر" عبارة: "الفاسدون يخشون التدقيق الجنائي، أما الأبرياء فيفرحون به"... وسرعان ما أعاد المغردون العونيون نشرها، مقرونة بسيل وافر من التحامل والتجريح ضد البطريرك الراعي.

أما في مستجدات الأجواء الفرنسية والأوروبية حيال الملف الحكومي اللبناني، فنقلت الزميلة رندة تقي الدين من باريس عن مسؤول فرنسي رفيع نفيه ما أشيع في بيروت حول إنجاز لائحة بأسماء مسؤولين لبنانيين ستُفرض عليهم عقوبات أوروبية، والتوقعات الإعلامية التي تحدثت عن اتجاه الرئاسة الفرنسية إلى نشر بيان يتضمن هذه الأسماء اليوم، وأوضح لـ"نداء الوطن" أنّ الموضوع في فرنسا لا يزال "قيد درس وتحديد الأسماء ونوعية الإجراءات والعقوبات المنوي فرضها"، جازماً في الوقت عينه بأنه "لا توجد صعوبة في التوصل الى اتفاق حوله في بروكسل، لأن هناك استياءً (أوروبياً) جماعياً من عدم تشكيل حكومة في لبنان".