"شريحة" لرصد الإصابة قبل ظهور الأعراض

الجائحة بلغت "مرحلة حرجة"!

02 : 00

المطاعم بحلّة جديدة في زمن "كورونا" في شمال غرب انكلترا أمس (أ ف ب)

في الوقت الذي أحصت فيه أوروبا وفاة أكثر من مليون شخص بـ"كوفيد 19" منذ ظهر المرض للمرّة الأولى في الصين خلال كانون الأوّل 2019، لا يزال الفيروس التاجي يُهدّد دولاً عدّة حول العالم بموجة وبائية ثالثة أكثر فتكاً من الموجتَيْن السابقتَيْن، فيما نبّهت منظمة الصحة العالمية أمس من أن الوباء بلغ "مرحلة حرجة" مع تسجيل ارتفاع لعدد الإصابات باطراد، لافتةً في الوقت عينه إلى أنه يُمكن السيطرة عليه خلال "بضعة أشهر" في حال اتخاذ الإجراءات السليمة.

وإذ رأت رئيسة الفريق التقني المعني بمكافحة الوباء في المنظمة ماريا فان خيركوف خلال مؤتمر صحافي أنّه "ليس هذا الوضع الذي يجب أن نكون فيه بعد 16 شهراً من بدء الجائحة، في حين أنّنا نملك سبلاً فاعلة للسيطرة عليها"، كشفت أن عدد الإصابات ارتفع الأسبوع الماضي بمعدّل 9 في المئة على مستوى العالم، بينما ارتفعت الوفيات بنسبة 5 في المئة.

بدوره، قال المدير العام للمنظمة الدولية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "هذا هو الأسبوع السابع توالياً الذي يشهد زيادة في عدد الإصابات، والأسبوع الرابع توالياً الذي ترتفع فيه الوفيات"، مضيفاً: "لقد شهد العديد من البلدان في آسيا والشرق الأوسط زيادة حادة في عدد الإصابات. هذا على الرغم من إعطاء أكثر من 780 مليون جرعة من اللقاح في أنحاء العالم كافة".

وذكّر مجدّداً بأنّ اللقاحات أدوات "حيوية وقوية" لمكافحة الوباء، لكنّه دعا الدول والسكان إلى اتباع الإجراءات التي نجحت في درئه من التباعد الجسدي ووضع الكمامات وغسل اليدين والتهوئة وفحص الكشف عن الفيروس وتتبّع المخالطين إلى العزل والحجر الصحي.

وفي الأثناء، عاد سكان إنكلترا إلى باحات الحانات الخارجية وصالونات تصفيف الشعر بعد شتاء طويل أمضوه في ظلّ الإغلاق لاحتواء انتشار الفيروس الفتّاك، في حين سجّلت الهند عدداً قياسياً جديداً من الإصابات اليومية تجاوز 168 ألفاً، لتُصبح البلد الثاني الأكثر تضرّراً في العالم بعد الولايات المتحدة محلّ البرازيل. ومن المتوقع تخفيف القيود الصحية هذا الأسبوع في إيطاليا وإيرلندا وسلوفينيا واليونان.

وفي بلجيكا، يقترح الخبراء فرض تدابير تضمن الأمان مثل تطهير المباني وتهوئتها تحت إشراف السلطات العامة لإعادة فتح المطاعم والمسارح، بينما تجاوزت ألمانيا عتبة 3 ملايين إصابة. وتحدّثت المستشارة أنغيلا ميركل لصالح إعادة فرض الإغلاق على المستوى الوطني لفترة قصيرة.

أمّا روسيا، فقد أعلنت تعليق رحلاتها الجوّية مع تركيا لمدّة شهر ونصف الشهر، موضحةً أن هذا القرار على صلة بتدهور الوضع الوبائي في هذا البلد، فيما تُعتبر تركيا الوجهة السياحية الأولى للروس، إذ يزورها ملايين منهم كلّ عام.

وفي الغضون، ابتكر علماء في وزارة الدفاع الأميركية "شريحة" صغيرة الحجم يتمّ إدخالها تحت الجلد، يُمكنها رصد "كورونا" في الجسم قبل ظهور الأعراض، وفلتراً ثورياً يُمكنه إزالة الفيروس من الدم عند تركيبه على جهاز غسيل الكلى.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإنّ الفريق المنتمي إلى وكالة مشاريع البحوث المتطوّرة الدفاعية (داربا) التابعة للبنتاغون، يعمل منذ سنوات على منع الأوبئة والقضاء عليها. وقد كشف الأحد عن أحد اختراعاته الأخيرة التي هي عبارة عن "شريحة" ترصد العدوى في الجسم في مرحلة مبكرة جدّاً قبل ظهور الأعراض.

وأوضح طبيب الأمراض المعدية في الجيش مات هيبورن، الذي قاد الفريق المطوّر للشريحة، أن اختراعهم الجديد مصمّم لاختبار الدم باستمرار.