كابول "تحترم" قرار واشنطن الإنسحاب من أفغانستان

02 : 00

بعد قرار واشنطن بسحب جميع القوّات الأميركية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول 2001 التي أدّت بالأساس إلى تدخل الولايات المتحدة، كشف الرئيس الأفغاني أشرف غني أنه بحث مع نظيره الأميركي جو بايدن أمس الإنسحاب الكامل للقوّات الأميركية من بلاده بحلول بداية أيلول، مؤكداً أنه "يحترم" هذا القرار. وكتب غني على "تويتر" بعد المحادثة الهاتفية أن قوات الأمن الأفغانية "قادرة تماماً على الدفاع عن شعبها وبلادها، الأمر الذي تقوم به منذ البداية"، مضيفاً: "سنعمل مع شركائنا الأميركيين على ضمان انتقال سلس"، فيما أعلن بايدن أن "الوقت قد حان لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة"، و"لإعادة القوات الأميركية إلى الوطن".

وأضاف: "أنا الرئيس الأميركي الرابع الذي يُدير الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان... لن أنقل هذه المسؤولية إلى (رئيس خامس). لا يُمكننا أن نستمرّ في دورة تمديد أو تعزيز وجودنا العسكري في أفغانستان أملاً في تأمين الظروف المثلى من أجل الإنسحاب". وتابع: "سنُواصل دعم الحكومة الأفغانية، لكنّنا لن نُبقي التزامنا العسكري في أفغانستان".

ويبدو أن بايدن لم يلتزم توصيات البنتاغون الذي عارض إعلان موعد للإنسحاب. وفيما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبل محادثات مع شركاء في الحلف في بروكسل: "حقّقنا معاً الأهداف التي وضعناها والآن حان الوقت لإعادة قوّاتنا إلى الوطن"، أكدت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارنباور بدورها أن قوّات "الأطلسي" ستنسحب "معاً" بشكل "منسّق" من أفغانستان. كما أكدت الحكومة البريطانية أنها ستُعدّل حضورها في البلد "بالإتفاق مع الحلفاء". لكن تأجيل استحقاق 1 أيار، الذي كانت واشنطن قد اتفقت عليه مع حركة "طالبان"، أكثر من 4 أشهر، أثار غضب الحركة الجهادية، إذ كرّر المتحدّث باسمها ذبيح الله مجاهد على "تويتر" التهديدات قائلاً إنّه "في حال انتهك الإتفاق ولم تُغادر القوات الأجنبية بلدنا في الموعد المقرّر، ستكون هناك بالتأكيد مشكلات ومن لا يحترم الإتفاق سيتحمّل المسؤولية".

ونبّه المتمرّدون الإسلاميّون الثلثاء من أنهم يرفضون المشاركة في مؤتمر حول السلام في أفغانستان تعتزم تركيا والأمم المتحدة وقطر تنظيمه بين 24 نيسان و4 أيّار في اسطنبول، وذلك "ما لم تنهِ جميع القوّات الأجنبية انسحابها".

من جهتها، قالت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان أمس: "هذا الأمر يُثير القلق من تصعيد محتمل مقبل للنزاع المسلّح في أفغانستان، والذي قد يؤدّي بدوره إلى تقويض الجهود لإطلاق مفاوضات بين الأطراف الأفغان"، معتبرةً أن تأخير الإنسحاب الأميركي يُشكّل "انتهاكاً أكيداً للإتفاق بين الأميركيين وطالبان".


MISS 3