خامنئي يُحذّر من "تآكل المفاوضات" النووية

"رسالة مسيّرة" تستهدف مطار أربيل

02 : 00

نتنياهو خلال إلقائه خطاباً في القدس أمس (أ ف ب)

بينما تقف المنطقة فوق صفيح ساخن مع توالي "الإستهدافات البحرية" المتبادلة بين إسرائيل وإيران، فضلاً عن "ضربة نطنز" التي تردّد صداها في الداخل الإيراني والإقليم والعالم على وقع محاولة القوى الكبرى إعادة إحياء الإتفاق النووي الإيراني في محادثات فيينا التي تُستكمل اليوم، وبالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن سحب جميع أفراد القوّات الأميركية والدولية من أفغانستان قبل حلول ذكرى 11 أيلول من هذا العام، كشفت وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق مساء أمس أن مطار أربيل تعرّض لإعتداء نُفّذ بواسطة "طائرة مسيّرة"، ما يُعتبر تصعيداً غير مسبوق بنوع السلاح المستخدم في هجمات مماثلة تستهدف العسكريين الأميركيين المتمركزين داخل المطار، في آخر فصل من فصول التوتر بين الولايات المتحدة من جهة وإيران ووكلائها في العراق والمنطقة من جهة أخرى.

وفي هذا الإطار، اعتبر السياسي الكردي ووزير الخارجية العراقي الأسبق هوشيار زيباري في تغريدة أنّ من يقف خلف الهجوم "الإرهابي بصاروخ وطائرة مسيّرة"، هي "الميليشيا" نفسها التي نفّذت هجوم 15 شباط الصاروخي على المطار، والذي أدّى إلى مقتل عراقي ومتعاقد أجنبي مع التحالف الدولي. وتبنّت حينها مجموعة غامضة تُعرف بـ"أولياء الدم" الهجوم.

ورحّبت المجموعة نفسها، التي تُعدّ واجهة لفصائل مسلّحة تدور في فلك "الحرس الثوري" الإيراني في العراق، بشكل غير مباشر بالتطوّرات في أربيل أمس، عبر قنوات على تطبيق "تلغرام". وفي وقت سابق، ذكر جهاز مكافحة الإرهاب الكردي أنه جرى استهداف مطار أربيل بصاروخ واحد، فيما أوضح محافظ أربيل أوميد خوشناو أن السلطات بدأت "التحقيق بالحادث لمعرفة ملابساته"، مشيراً إلى أن الهجوم الصاروخي على مطار أربيل لم يُسفر عن أي خسائر أو أضرار. وأكد أيضاً استمرار الرحلات الجوّية بشكل طبيعي، رغم إغلاق القوّات الأمنية مداخل المطار كافة.

وعلى صعيد الملف النووي الإيراني، رأت فرنسا وألمانيا وبريطانيا أن إعلان طهران في شأن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة يُشكل "تطوّراً خطراً" محذّرةً من أي تصعيد "من جانب أي طرف كان" بعد الحادث في منشأة نطنز. واعتبر الناطقون باسم وزارات خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك أن "انتاج اليورانيوم العالي التخصيب يُشكّل خطوة مهمّة لصنع سلاح نووي"، ودعوا إيران إلى "عدم تعقيد العملية الديبلوماسية".

وفي المقابل، حذّر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي من أن "تطول" المفاوضات الجارية في فيينا من أجل إنقاذ الإتفاق النووي، فتُصبح بذلك "مضرّة" لإيران. وقال: "علينا التنبّه إلى عدم تآكل المفاوضات. يجب ألّا تتحوّل إلى وسيلة لبعض الأطراف لتجعلها تطول، الأمر الذي سيكون مضرّاً للبلاد"، مكرّراً بأنّه لا يُصدّق "وعود" الأوروبّيين ولا يأمن لنيّات الأميركيين، علماً أنّه أعطى الضوء الأخضر لخوض طهران هذه المباحثات.

بدوره، أوضح الرئيس الإيراني حسن روحاني أن قرار بلاده تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة هو "ردّ على الإرهاب النووي" الإسرائيلي، مؤكداً مجدّداً أن الطموحات النووية لطهران "سلمية وسلمية فقط". كما هدّد بأنّه "مقابل كلّ جريمة سنقطع أيديكم لتفهموا أنكم لا تستطيعون منعنا من الوصول إلى التكنولوجيا النووية"، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمته خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الحروب: "جميعنا نقف هنا متماسكين وإلى جانبنا جميع مواطني إسرائيل... يجب ألّا نكون ولا مرّة لامبالين للتهديدات بتدميرنا من قبل أعدائنا".

وكان لافتاً بالأمس بيان الخارجية السعودية الذي دعا إيران إلى "تفادي التصعيد وعدم تعريض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر"، و"الإنخراط بجدّية في المفاوضات الجارية حالياً". وأوضح البيان أن المملكة "تُتابع بقلق التطوّرات الراهنة لبرنامج إيران النووي والتي تمثل آخرها بالإعلان عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة، الأمر الذي لا يُمكن اعتباره مخصّصاً للاستخدامات السلمية".

وأكدت الرياض كذلك "أهمّية توصّل المجتمع الدولي إلى اتفاق بمحدّدات أقوى وأطول، بما يُعزّز إجراءات الرصد والمراقبة ويضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي أو تطوير القدرات اللازمة لذلك، ويأخذ بالإعتبار قلق دول المنطقة العميق من الخطوات التصعيدية التي تتّخذها إيران لزعزعة الأمن والإستقرار الإقليمي، ومن ضمنها برنامجها النووي".


MISS 3