الإستخبارات الأميركية لا تستبعد تسرّب "كورونا" من مختبر صيني

02 : 00

هينز متحدّثةً أمام مجلس الشيوخ الأميركي وإلى جانبها بيرنز أمس (أ ف ب)

بعدما حاولت الصين عبر انتهاجها سياسة "ديبلوماسية اللقاحات" صرف النظر عن مسؤوليّتها في منع تفشّي الفيروس التاجي بالطريقة التي انتشر فيها في ووهان أواخر العام 2019 وتحوّله إلى جائحة عالميّة غيّرت وجه الأرض، هذا فضلاً عن عدم شفافيّة السلطات الشيوعية في بكين في تعاطيها مع المحقّقين الدوليين الذين زاروها بعد أكثر من عام على بداية الأزمة الوبائية، أفاد رؤساء الإستخبارات الأميركية أمس بأنّ أجهزتهم لم تستبعد بعد فرضية وقوع حادث في مختبر لتفسير ظهور "كوفيد 19" في ووهان الصينية.

وإذ قالت مديرة الإستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هينز أمام مجلس الشيوخ: "أوساط الإستخبارات لا تعرف من أين أتى الفيروس في الأساس ومتى وكيف؟"، أوضحت أن "فرضيّتَيْن" تُفسّران منشأ فيروس "كورونا"، الأولى تستند إلى تواصل الإنسان مع حيوانات مصابة، والثانية "حادث في مختبر". وأضافت: "نستمرّ في العمل على هذه المسألة ونجمع معلومات ونبذل قصارى جهدنا لتوفير أكبر قدر ممكن من التفسيرات الموثوقة"، في شأن مصدر الجائحة.

كما قال مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز: "نبذل قصارى جهدنا ونستخدم كلّ الموارد المتاحة لجلاء الضوء عمّا حصل"، مضيفاً: "لكن من الواضح لنا ولخبرائنا أن الصينيين لم يتوخّوا الصراحة والشفافية الكاملتَيْن في تعاونهم"، مع منظمة الصحة العالمية حول منشأ الفيروس القاتل.

وتتعاون أجهزة الإستخبارات مع وكالات حكومية أخرى وجامعات في محاولة لمعرفة مصدر الفيروس المحدّد، بحسب ما ذكر مدير جهاز الإستخبارات العسكرية الجنرال بول ناكاسون.

وفي غضون ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تشعر بـ"القلق" من احتمال تزايد حالات "كورونا" خلال شهر رمضان في شمال أفريقيا وشرق المتوسط. وكشف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية في شرق المتوسط أحمد المنظري خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو أن "عدد الحالات ازدادت بنسبة 22 في المئة والوفيات ارتفعت بنسبة 17 في المئة خلال الأسبوع الماضي مقارنةً مع الأسبوع السابق".

تزامناً، ستحظى حملة التطعيم في أوروبا بمساعدة مختبرات "فايزر/بايونتيك"، التي ستُقدّم جرعات أكثر من المتوقع في الربع الثاني من العام الحالي، وذلك وسط تعثر في حملات التلقيح جرّاء انتكاسات مرتبطة بلقاحَيْ "جونسون أند جونسون" و"أسترازينيكا"، في وقت أصبحت فيه الدنمارك أوّل دولة أوروبّية تتخلّى نهائياً عن لقاح "أسترازينيكا"، الذي يخضع استخدامه لقيود في غالبية دول الاتحاد الأوروبي بسبب احتمال الإصابة بتجلّط دموي.

وقرّب تحالف "فايزر/بايونتيك" الأميركي - الألماني موعد تسليم الاتحاد 50 مليون جرعة إلى الربع الثاني من العام الحالي، لتسلّمها بدءاً من الشهر الحالي بدلاً من الربع الأخير. ويُشكّل ذلك نبأً ساراً من أجل تعويض النقص الناجم عن تعليق لقاح "جونسون أند جونسون"، بانتظار تحقيق تُجريه السلطات الأميركية. وكان من المفترض أن توفر الشركة الأميركية هذه 55 مليون جرعة للاتحاد الأوروبي في الربع الثاني من العام الحالي .

وتدرس وكالة الأدوية الأوروبّية راهناً حالات التجلّط الدموي الناجمة عن هذا اللقاح الأحادي الجرعة ومن المتوقع أن تصدر رأيها الأسبوع المقبل في شأنه، في حين جدّدت فرنسا، التي ستُخصّص لقاح "جونسون أند جونسون" لمن هم فوق سن الـ55 على غرار "أسترازينيكا"، "ثقتها" باللقاح الأخير الذي يُنتجه المختبر الإنكليزي -السويدي. ومن أجل ترميم الثقة بـ"أسترازينيكا"، قرّرت الحكومة القبرصية استخدامه لتلقيح جميع الوزراء.

توازياً، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حصل على ثاني جرعة لقاح من دون أن يُحدّد نوعه، الجميع، إلى "أن يحذوا حذوه"، بينما أعلنت روسيا بدء إنتاج لقاح "سبوتنيك في" في صربيا، لتكون أوّل دولة أوروبّية تقوم بتصنيعه بعد روسيا وبيلاروسيا.

إلى ذلك، أعلنت إسرائيل عزمها فتح حدودها لاستقبال السياح في 23 أيار، بعد نجاح حملة التطعيم المحلّية المكثفة. وأوضحت وزارة السياحة في بيان أنّه اعتباراً من 23 أيار المقبل يُمكن للسياح المسافرين ضمن "مجموعات" زيارة الدولة العبرية. لكن القرار يشمل السيّاح الذين تلقوا التطعيم وبعد تقديمهم فحص "كورونا" نتيجته سلبية يكونون قد أجروه قبل السفر.