هيل من بعبدا: الحكومة الآن والترسيم بالتفاوض وحزب الله يكدّس الأسلحة

عون لن يوقّع المرسوم حتى لا تتوقف المفاوضات ويقترح خبراء دوليين

02 : 00

موضوعان اساسيان طرحا في لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ومساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هايل، وهما "تشكيل الحكومة الآن وفوراً وبلا ابطاء، والبدء بالاصلاحات الآن وفوراً وبلا ابطاء، ونحن جاهزون لتقديم المساعدة والدعم المرهونين بالمضي في عملية الاصلاح، وموضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اذ ان الولايات المتحدة مستعدة للعمل على العودة الى المفاوضات غير المباشرة وفق اتفاق الاطار اي التفاوض على البقعة ذات المساحة 860 كيلومتراً مربعاً، والتي سقفها النقطة 23 وليس الخط الجديد الذي يعتمد النقطة 29".

هذه خلاصة ما ابلغه هيل الى عون والأخير اكد انفتاح لبنان على مسار التفاوض "ولأن لبنان لا يزال في مسار تفاوض فهو يتريث في توقيع المرسوم لأن توقيعه يعني انهاء مسار التفاوض"، طارحاً "الاستعانة بخبراء دوليين للمساعدة في ترسيم الخط البحري الامر الذي تلقفه هيل لجهة امكانية الاستعانة بخبراء للمساعدة في عملية التفاوض".

ووفق مصدر متابع فان "عون علّق عملية توقيع المرسوم سواء انعقد مجلس الوزراء ام لم ينعقد، رابطاً عدم التوقيع على المرسوم الذي يعدل الحدود البحرية بعودة اسرائيل للمفاوضات، وبعدم القيام بعمليات استثمار في المنطقة المتنازع عليها الى حين تسوية النزاع وفق القوانين الدولية وقانون البحار، خصوصاً ان اسرائيل لا تريد الاحتكام لقانون البحار ولا للتحكيم الدولي ولا لمحكمة البحار".

وقال المصدر "ان جو اللقاء بين عون وهيل كان ودياً ومنفتحاً على مقاربة المواضيع بسلاسة، وان هيل كان متجاوباً مع الطروحات مما يوحي بارادة اميركية في التسهيل وليس التعقيد او التصعيد الذي يضر بمصالح اسرائيل ولبنان على السواء، وبالتالي من غير المستبعد ان تكون نتيجة زيارة هيل عودة قريبة للمفاوضات غير المباشرة في الناقورة وفق الأسس السابقة برعاية الامم المتحدة وبوساطة مسهلة من الولايات المتحدة الاميركية".

واستكمل هيل جولته على القيادات اللبنانية وزار رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب والبطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حيث جدد التأكيد على انه اتى إلى لبنان بناءً على طلب الوزير بلينكن لتأكيد التزام إدارة بايدن المستمر تجاه الشعب اللبناني و"رغبتنا المشتركة في الاستقرار والازدهار في لبنان". وقد التقى أيضا الرئيس أمين الجميل والوزير السابق سليمان فرنجية. وقال "على مدى الأيام الثلاثة الماضية، التقيت العديد من القادة اللبنانيين لمناقشة الأزمة السياسية التي طال أمدها وتدهورت الأوضاع الاقتصادية، الشعب اللبناني يعاني. إنه يعاني لأن القادة اللبنانيين فشلوا في الاضطلاع بمسؤولياتهم في وضع مصلحة البلد في المقام الأول ومعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة. فالناس فقدوا جنى عمرهم، ولم يعد بإمكانهم الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وهم يكافحون من أجل إطعام أسرهم".

واضاف "كنت قد زرت لبنان في كانون الأول من العام 2019 ومرة أخرى في آب 2020. وسمعت حينها دعوة للتغيير، لا لبس فيها، من قبل لبنانيين من جميع الخلفيات. هذه المطالب هي عالمية: كالشفافية، والمساءلة، ووضع حدّ للفساد المستشري، وسوء الإدارة الذي تسبب في مثل هذه الصعوبات. لو تمت تلبية هذه المطالب، لكان لبنان اليوم على طريق تحقيق إمكاناته الهائلة. ومع ذلك، لم يُحرز حتى الآن سوى تقدّم ضئيل للغاية. الأوان لم يفت بعد. لطالما طالبنا قادة لبنان بإبداء مرونة كافية وتشكيل حكومة مستعدّة، وقادرة على العمل على عكس مسار الانهيار الجاري. لقد حان الوقت الآن لتشكيل حكومة وليس عرقلة قيامها، الآن هو وقت الإصلاح الشامل. فأميركا والمجتمع الدولي على استعداد للمساعدة. لكن لا يمكن المساعدة من دون الشريك اللبناني. وأولئك الذين يواصلون عرقلة تقدّم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقاتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرّضون أنفسهم للإجراءات العقابية. أما الذين يعملون على تسهيل التقدّم، فيمكنهم الاطمئنان لدعمنا القوي". واعتبر "أن تكديس "حزب الله" للأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى يقوّض مؤسسات الدولة الشرعية. إنه يسلب من اللبنانيين القدرة على بناء بلد مسالم ومزدهر. وإيران هي التي تغذّي وتموّل هذا التحدي للدولة وهذا التشويه للحياة السياسية اللبنانية. هذا يأخذني إلى موضوع تجديد المفاوضات الأميركية حول برنامج إيران النووي. إن العودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاق النووي مع إيران تصبّ في مصلحتنا وفي مصلحة الاستقرار الإقليمي، لكنها لن تكون سوى بداية عملنا. فيما نتطرّق إلى العناصر الأخرى لسلوك إيران المزعزع للاستقرار، لن تتخلى أميركا عن مصالحها وأصدقائها في لبنان".

واكد "أن أميركا تقف على أهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات. هذه المفاوضات لديها امكانية فتح الابواب امام فوائد اقتصادية كبيرة للبنان، وهذا أمر بالغ الأهمية على خلفية الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها البلاد. ويمكن، عند الاقتضاء، استقدام خبراء دوليين للمساعدة في اطلاعنا جميعاً". واكد الرئيس عون خلال لقائه هيل أهميّة الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل واستكمال الدور الأميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل، مشيراً الى أنّه يحق للبنان أن يطوّر موقفه وفقاً لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقًا للأصول الدستوريّة.

وطالب عون باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط والالتزام بعدم القيام بأعمال نفطيّة أو غازيّة وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية، واكد انه لن يفرط بالسيادة والحقوق والمصالح اللبنانية، مشدداً على ضرورة ان يكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين. كما صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بيان تلاه أنطوان قسطنطين المستشار الإعلامي والسياسي لرئيس الجمهورية اوضح فيه انه " خلال المحادثات مع الوفد الأميركي برئاسة مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية دايفيد هيل، شدّد رئيس الجمهورية على أهميّة الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود واستكمال الدور الأميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل. ومع التأكيد على أسس انطلاق المفاوضات، أكّد الرئيس على أنّه يحق للبنان أن يطوّر موقفه وفقًا لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقاً للأصول الدستوريّة".

واوضح ان عون طالب "باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط وفقاً للقانون الدولي. والالتزام بعدم القيام بأعمال نفطيّة أو غازيّة وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية.

وفي هذا السياق، يؤكّد عون أنّه "مؤتمن على السيادة والحقوق والمصالح ولن يفرّط بها. وتجنيب لبنان أي تداعيات سلبيّة قد تتأتى عن أي موقف غير متأنٍ. وبذل كل الجهود ليكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين وليس موضع انقسام بهدف تعزيز موقف لبنان في المفاوضات".

هيل تغدّى عند سلامة

محطة بارزة ولافتة في جولة مساعد وزير الخارجية الأميركية السفير دايفيد هيل في لبنان تمثلت في لقائه مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يتعرّض لحملة إعلامية شرسة في بعض الإعلام الداخلي والخارجي، وفي تناوله طعام الغداء إلى مائدته برفقة السفيرة الأميركية دوروثي شيا في منزله في كسروان.