150 ألف جندي روسي "يقرعون" أبواب أوكرانيا

02 : 00

دبابة أوكرانية تُشارك في مناورات في شرق البلاد الأحد (أ ف ب)

مع تصاعد التوتر بسبب الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، حيث أدّى تصاعد الاشتباكات مع الإنفصاليين المدعومين من موسكو إلى تأجيج المخاوف من عودة القتال على نطاق واسع، كشف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس أن روسيا حشدت أكثر من 150 ألف جندي على طول الحدود الأوكرانية وفي شبه جزيرة القرم التي ضمّتها.

وفي هذا الصدد، أوضح بوريل للصحافيين بعد محادثات ضمّت وزير الخارجية الأوكراني أنّه "أكبر انتشار عسكري روسي على الحدود الأوكرانية على الإطلاق"، رافضاً الإفصاح عن مصدر المعلومات. كما حذّر من أن "خطر حدوث مزيد من التصعيد واضح". وضغط وزير خارجية كييف دميترو كوليبا على الاتحاد الأوروبي لإعداد "مجموعة جديدة من العقوبات" ضدّ روسيا خلال محادثاته مع نظرائه الأوروبّيين الذين اجتمعوا في بروكسل أمس. لكن بوريل لفت إلى أنّه لا توجد حالياً عقوبات مقترحة أو قيد الدراسة ضدّ روسيا.

وفي الغضون، طردت أوكرانيا ديبلوماسياً روسياً اعتبرته "شخصاً غير مرغوب فيه"، في رد على إجراء مماثل اتخذته روسيا في حق قنصل أوكرانيا في سان بطرسبرغ بعد توقيفه لمدّة وجيزة من قبل جهاز الأمن الروسي بتهمة حصوله على معلومات سرّية.

وفي ملف شائك آخر، نقلت روسيا المعارض المسجون أليكسي نافالني، المضرب عن الطعام، إلى المستشفى، معتبرةً أن حالته "مُرضِية" وتمّ وصف علاج له بالفيتامينات، فيما أصبح وضعه الصحي مصدراً جديداً للتوتر بين موسكو والدول الغربية.

وذكرت إدارة السجون الروسية في بيان أن "لجنة أطباء قرّرت نقل أ. نافالني إلى وحدة استشفائية للمُدانين تقع على أراضي معتقل رقم 3 في منطقة فلاديمير"، حيث هو مُحتجز حالياً.

كذلك، كان الوضع الصحي لنافالني مدرجاً ضمن برنامج اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المكرّس للعلاقات مع روسيا، خصوصاً بعد نشر قوّاتها عند الحدود الأوكرانية وعملية طرد متبادلة لديبلوماسيين روس وتشيكيين.

وفي هذا الإطار، اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه يجب السماح للأطباء الذين يثق بهم نافالني بزيارته رغم نقله إلى أحد المستشفيات، في وقت ندّد حليف نافالني، ليونيد فولكوف، بـ"أكاذيب" إدارة السجن، وقال إنّه يعتقد أن نافالني سيُنقل إلى "معسكر اعتقال وتعذيب وليس إلى مستشفى".

من جهته، رفض الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف تحذيرات الدول الغربية التي تعهّدت بردّ حازم إذا توفي نافالني، معتبراً أن هذا الموضوع "يجب ألّا يحظى باهتمام" من جانبهم. ونافالني مضرب عن الطعام منذ 31 آذار احتجاجاً على ظروف اعتقاله السيّئة واتهم إدارة السجن بمنعه من الحصول على عناية طبّية وأدوية، في حين أنه يُعاني من انزلاق غضروفي مزدوج، بحسب محاميه.

ودعا أنصار نافالني الروس إلى الخروج إلى الشارع الأربعاء في "أكبر تظاهرة في التاريخ الروسي الحديث"، بينما حذّرت الداخلية الروسية من المشاركة في تظاهرات غير مرخّص لها.

توازياً، اعتبر الكرملين أن قرار جمهورية تشيكيا طرد 18 ديبلوماسياً روسياً متّهمين بالتجسّس هو "استفزاز". وقال بيسكوف: "نحن غير موافقين إطلاقاً على مثل هذه الخلاصات"، معتبراً أن ذلك "استفزاز وعمل غير ودّي".

وردّت روسيا الأحد بطرد 20 موظّفاً في السفارة التشيكيّة في موسكو، باتوا يُعتبرون أشخاصاً "غير مرغوب فيهم". وجاء إعلان الخارجية الروسية بعد استدعاء السفير التشيكي في موسكو.

إلى ذلك، سيُشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال عبر الفيديو الخميس في قمة المناخ الدولية التي اقترحها نظيره الأميركي جو بايدن، بحسب ما أعلن الكرملين الذي أوضح أن بوتين سيُقدّم "نهج روسيا في سياق إقامة تعاون دولي واسع للتغلّب على العواقب السلبية لتغيّر المناخ".

تزامناً، بحث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف إمكانية عقد "قمة رئاسية بين رئيسَيْ الولايات المتحدة وروسيا". كما بحثا عدداً من المواضيع المتعلّقة بالعلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية.