حدائق على خطّ مترو لندن

02 : 00

هل يمكن ان تتحول محطة مترو مزدحمة ملاذاً للنحل والزهور والقنافذ؟ هذا هو الرهان غير المألوف الذي أطلقه مشروع "كوميونيتي إينرجي غاردن" في لندن الذي يعمل منذ عشر سنوات لإعادة تخضير الغابة العمرانية في العاصمة البريطانية.

ينتشر 34 موقعاً من هذا النوع في لندن، بعيداً من أنظار العامة، بالقرب من منصات خط "أوفرغراوند" العلوي لقطارات الأنفاق الذي كان يرتاده 365 ألف مستخدم قبل جائحة كوفيد - 19. وأوضح مدير المشروع أغاممنون أوتيرو أن "مشغلي السكك الحديد يحررون في معظم الأحيان مساحات كاملة على طول المسارات ويتركونها خالية من أي شكل من أشكال الحياة"، معتبراً أنه يرى فيها مكاناً صالحاً لتعزيز التنوع الحيوي. وقال أوتيرو إن مشروع "إينرجي غاردن" يهدف "إلى تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود، وهي طريقة للتصدي لمشكلة التغير المناخي التي نشعر أمامها بالعجز".

أقام "إينرجي غاردن" أول موقع له في شمال غرب لندن، في محطة بروندسبوري بارك على خط المترو "أوفرغراوند". وفي هذا الموقع، أزال المتطوعون طبقات الركام ثم أعادوا زراعة الزهور النابضة بالحياة وأشجار الفاكهة والأعشاب العطرية والشاي ومجموعة متنوعة من الخضر، ومنها البطاطا واللفت والخرشوف المقدسي.

صُمِمَت هذه الحدائق التي يتولى الاعتناء بها أكثر من 300 متطوع بطريقة تتيح لها الاكتفاء الذاتي، إذ توفّر الألواح الشمسية الطاقة لتشغيل خراطيم ري الحدائق، أما فائض الطاقة الكهربائية فيباع لشركات النقل لتعويض بصمتها الكربونية.

بالإضافة إلى مصادر الإيرادات هذه، تعوّل "إينرجي غاردن" على مساهمات الشركات والأفراد. فالمشروع الذي يدار بطريقة تعاونية، يوفّر لكل عضو الحق في التدقيق على تشغيله من خلال التصويت. كذلك ينظم المشروع ورش عمل مدرسية وبرامج تدريبية للشباب لتوعيتهم بالممارسات المستدامة.

ورأى تيرينس تهرانيان وهو مستثمر يزور بانتظام حديقة "بروندسبوري بارك" أن الفكرة "تساهم في تحسين البيئة، لأن وجود المزيد من النباتات يقلّل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون، ويجمع الناس معاً".

وشدد أوتيرو على أهمية إقامة هذه الحدائق داخل شبكة النقل المترامية الأطراف في لندن التي وافقت هيئة إدارتها "ترانسبورت أوف لندن" رسمياً على الخطط الخاصة بكل موقع. وكانت الفكرة تتمثل في إحداث توازن مع الكميات الضخمة من غازات الدفيئة التي يتسبب بانبعاثها قطاع النقل المسؤول عن 27% من هذه الانبعاثات في بريطانيا سنوياً، علماً أن قسماً كبيراً من هذه الانبعاثات يعود إلى الحركة المرورية.


MISS 3