بلغاريا تُحقّق حول "بصمات روسيّة" في انفجار مخازن أسلحة

لافروف: علاقتنا مع واشنطن أسوأ من أيّام "الحرب الباردة"

02 : 00

لافروف كشف أن موسكو عرضت على واشنطن حلّاً للنزاع الديبلوماسي (أ ف ب)

في خضمّ التصعيد الجيوسياسي الحاصل بين موسكو والغرب، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن العلاقات مع الولايات المتحدة الآن أسوأ مِمَّا كانت عليه إبّان "الحرب الباردة" بسبب الإفتقار إلى "الاحترام المتبادل".

وإذ كشف لافروف لوكالة "نوفوستي" أن موسكو عرضت على واشنطن حلّاً للنزاع الديبلوماسي، لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رفضته، اعتبر أن البلدَيْن كان يُمكن ان يعودا إلى العلاقات الطبيعية لو أن ذلك يعتمد فقط على موسكو.

كما شدّد وزير خارجية روسيا على أن الإستقرار الدولي في العديد من المجالات مرتبط بالعلاقات بين واشنطن وموسكو، في وقت أعلنت فيه روسيا طرد 7 ديبلوماسيين من 4 دول من الاتحاد الأوروبي كانت قد طردت ديبلوماسيين روساً تضامناً مع الجمهورية التشيكية في قضية تجسّس.

وأوضحت الخارجية الروسية أنه يتعيّن أن يُغادر روسيا قريباً 3 ديبلوماسيين من سلوفاكيا واثنان من ليتوانيا وواحد من إستونيا وواحد من لاتفيا، ودولهم أعضاء في "حلف شمال الأطلسي"، مشيرةً إلى أن سفراء ليتوانيا ولاتفيا وسلوفاكيا، بالإضافة إلى وكيل السفارة الإستونية، أُبلغوا بهذا القرار خلال استدعائهم الأربعاء إلى مقرّ الخارجية الروسية.

واتهمت موسكو دول البلطيق باتباع "خط معاد صريح" لروسيا، وذلك بالتعبير في القضية الحالية عن "تضامن زائف" مع براغ. وطلبت من الديبلوماسيين مغادرة البلاد خلال 7 أيام.

كما اتهمت موسكو براتيسلافا بـ"التضامن الزائف مع حملة الإستفزازات (التي شنّتها) جمهورية التشيك ضدّ روسيا". وطلبت من الديبلوماسيين الثلاثة المعنيين مغادرة روسيا قبل 5 أيار.

وردّت الخارجية الليتوانية في بيان على طرد ديبلوماسييها، معربةً عن أملها بأن توقف موسكو "ديبلوماسيّتها العدوانية"، وأن تكف عن "إلقاء اللوم على الدول الأخرى في التصعيد" الحالي وتأخذ في عين الاعتبار الإشارات المرسلة من قبل الغرب.

والأسبوع الماضي اتهمت الحكومة التشيكية أجهزة الإستخبارات الروسية بالتسبّب بانفجار في مستودع العام 2014، ما أدّى إلى مقتل شخصَيْن. وطردت براغ 18 ديبلوماسياً روسياً قدّمتهم على أنهم جواسيس.

وردّت موسكو بأن طلبت من 20 ديبلوماسياً تشيكياً مغادرة أراضيها، في حين أعلنت سلوفاكيا ورومانيا ودول البلطيق طرد ديبلوماسيين روس تضامناً مع براغ.

وفي سياق متّصل، أعلن مكتب المدّعي العام البلغاري وجود صلة بين 6 مواطنين روس و4 انفجارات حصلت بين عامَيْ 2011 و2020 في مستودعات ذخيرة، بهدف إحباط عمليات تسليم إلى أوكرانيا وجورجيا.

وفي هذا الصدد، أوضحت المتحدّثة باسم النيابة سيكا ميليفا خلال مؤتمر صحافي في صوفيا أن "الأدلّة الموثوقة للغاية التي بحوزتنا تقود إلى نتيجة مفادها أن الهدف كان وقف عمليات التسليم" إلى هذَيْن البلدَيْن، لافتةً إلى أن الإنفجارات الأربعة لم تُسفر عن ضحايا أو مصابين وحصلت جميعها عن بُعد باستخدام أسلوب "متشابه".

كما أشارت إلى وجود صلة بـ"الجرائم الخطرة المرتكبة على أراضي دول أخرى"، في إشارة إلى الإنفجار القاتل في مستودع أسلحة تشيكي العام 2014 ومحاولة تسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال باستعمال سمّ "نوفيتشوك" في المملكة المتحدة العام 2018. وتابعت ميليفا: "نتعاون مع جمهورية تشيكيا لمحاولة تحديد وجود شبكة روسية". وأوضحت أن المستودعات كلّها تستخدمها شركة "إمكو" لتاجر الأسلحة البلغاري إيميليان غيبريف، الذي كان هو نفسه ضحية محاولة تسميم مع نجله وأحد مديري شركته في نيسان 2015. وكان غيبريف يملك المستودع المستهدف في تشيكيا. وأصدرت "إمكو" بياناً لم تتناول فيه مباشرة عناصر التحقيق، لكنّها اتهمت النيابة بالتحرّك في وقت متأخر بعد "إخفاء أنشطة الإستخبارات الروسية لسنوات".

وبحسب تصريحات مصادر عسكرية أوكرانية نقلها موقع "بيلنغكات" الإستقصائي، فإنّ هذه الشركة "لعبت دوراً حاسماً في تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية عندما كانت وحدة أراضي هذا البلد مهدّدة". وذكر الموقع أن "إمكو" كانت "المورّد الأجنبي الوحيد القادر على تزويد الجيش الأوكراني بالذخيرة"، المتوافقة مع أسلحة الحقبة السوفياتية.

وفي غضون ذلك، حدّد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل شروط عودة العلاقات بين الاتحاد وروسيا إلى طبيعتها. وقال بوريل خلال كلمة ألقاها في جلسة للبرلمان الأوروبي في بروكسل: "نودّ أن نُعبّر عن استعدادنا للعمل حول ملفات عامة، وهو جزء من سياستها إزاء روسيا. كما أنّنا مستعدّون لتحسين علاقاتنا مع السلطات الروسية، إذا أبدت انفتاحاً حقيقياً والتزمت بقيمنا ومبادئنا".

وأوضح بوريل أنه يجد ضرورياً بناء علاقات بين بروكسل وموسكو حول "المفاهيم المحورية الثلاثة" وهي "الردع والتصدّي والتعامل". وبحسب رئيس الديبلوماسية الأوروبّية، فإنّ موسكو هي التي "تُصعّد التوتر وتخوض حملات تضليلية". ودعا بروكسل إلى الإستعداد لـ"لحظات صعبة" بسبب حالة العلاقات الراهنة مع روسيا.


MISS 3