رحيل مايكل كولينز... أوّل رائد فضاء وصل إلى القمر

02 : 00

توفي رائد الفضاء الأميركي مايكل كولينز العضو في طاقم "أبولو 11"، أول مهمة مأهولة إلى القمر عن 90 عاماً بسبب مضاعفات إصابته بالسرطان. وبقي قائد مركبة التحكم هذا في المدار فيما حقق زميلاه في المهمة نيل أرمسترونغ وباز ألدرين الإنجاز التاريخي كأول شخصين يسيران على القمر.

واستذكرت عائلة كولينز في بيان "حيويته وحسه الهادئ بالواجب والنظرة الحكيمة التي اكتسبها من خلال التفاته نحو الأرض من الفضاء ومراقبته المياه الراكدة من سفينته للصيد". ورغم تقدمه في السن، بقي مايكل كولينز في السنوات الأخيرة الأنشط بين الأعضاء السابقين في طاقم "أبولو"، كما كان الأكثر شاعرية في استحضار ذكريات الرحلة إلى القمر.

وهو قال في واشنطن سنة 2019: "عندما ذهبنا ورأيناه، ذُهلنا بشكله الدائري الضخم. كانت الشمس وراءه مضاءة بحلقة مذهّبة".

وعلقت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) على وفاة كولينز، قائلة في بيان: "اليوم تفقد الأمة بشخص مايكل كولينز رائداً حقيقياً ومدافعاً عن الاستكشاف". كذلك أشار الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان إلى أن "كولينز عاش حياة في خدمة بلدنا"، وأضاف: "هو لم يحظ ربما بالمجد عينه، لكنه كان شريكاً متساوياً، مما يذكّر أمتنا بأهمية التعاون في خدمة الخير العام".

وسنة 1963، انضم كولينز إلى وكالة ناسا بعد عامين من تحد أطلقه الرئيس جون ف. كينيدي لتحقيق إنجاز برؤية أميركي يسير على سطح القمر قبل نهاية العقد. وخلال ستينات القرن العشرين، جمع في رصيده ساعات طويلة من الرحلات الفضائية، خصوصاً في مهمة "جيميني 10" سنة 1966، واختير للمشاركة في أول مهمة مأهولة إلى القمر. وقد أكد كولينز أنه لا يشعر بأي غصة لكونه رائد الفضاء الوحيد الذي لم تطأ قدماه سطح القمر بين أفراد طاقم مهمة "أبولو 11".

وعلى غرار ألدرين وأرمسترونغ، ترك كولينز سريعاً وكالة ناسا بعد العودة الميمونة إلى الأرض، وكانت له مسيرة حافلة في الحياة العامة. وقد عُيّن مساعداً لوزير الخارجية للشؤون العامة في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، ثم أشرف على إنشاء متحف الطيران والفضاء الوطني في واشنطن وتولى رئاسته بين 1971 و1978. وأصبح بعدها مستشاراً وأصدر كتباً عن المغامرة الفضائية.