فشل "محادثات جنيف" حول قبرص

02 : 00

أقرّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس بفشل المحادثات حول قبرص، داعياً إلى عدم الإستسلام، بينما اعتبر زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار أنه من غير المجدي إجراء مفاوضات من دون التعامل مع شمال الجزيرة "على قدم المساواة".

وقال غوتيريش خلال مؤتمر صحافي مقتضب بعد 3 أيّام من المحادثات في جنيف: "الحقيقة هي أننا في أعقاب جهودنا، لم نعثر بعد على قواسم مشتركة كافية تسمح باستئناف المفاوضات الرسمية في ما يتعلّق بتسوية مشكلة قبرص"، وأضاف الأمين العام الذي أشرف بنفسه على المحادثات غير الرسمية ويأمل في استئنافها خلال شهرَيْن أو ثلاثة: "أنا لا أستسلم".

كما ذكر أنه "إذا كان من المستحيل في الهندسة "تدوير الزوايا"، فهذا أمر شائع جدّاً في السياسة". ومع ذلك، يبدو في غاية الصعوبة حلّ المعادلة لأنّ مواقف الأطراف متباعدة للغاية.

وبينما يدعم القبارصة اليونانيون حلّ إعادة توحيد الجزيرة على شكل دولة اتحادية، فإنّ رئيس "جمهورية شمال قبرص التركية"، بتأييد من أنقرة، اقترح أن يتمّ الإعتراف بدولتَيْن مستقلّتَيْن ومتساويتَيْن في الجزيرة المتوسّطية، مؤكداً من جنيف أن القبارصة الأتراك لن "يتخلّوا" عن موقفهم.

من جهته، وفيما رحّب الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس أمام الصحافيين، بكون "الأهداف التي حدّدتها تركيا لم تتحقّق" خلال الإجتماع، أكد أن لا الأمم المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي، وقبرص عضو فيه، يُمكنهما قبول حلّ الدولتَيْن.

وشاركت "الدول الضامنة" لأمن الجزيرة منذ استقلالها العام 1960، وهي اليونان وبريطانيا وتركيا، ممثلة بوزراء خارجيّتها نيكوس ديندياس ودومينيك راب ومولود تشاوش أوغلو توالياً.

وقبرص مقسّمة منذ العام 1974، عندما احتلّت تركيا ثلثها الشمالي ردّاً على انقلاب دبّره المجلس العسكري المدعوم من أثينا، سعياً إلى ضمّ الجزيرة إلى اليونان. وأعلنت المنطقة التي تحتلّها تركيا في وقت لاحق استقلالها، الذي لم يُعترف به وما زالت تعتمد بشكل كبير على أنقرة. وباءت بالفشل كلّ المحاولات السابقة التي رعتها الأمم المتحدة على مدى عقود لإعادة توحيد الجزيرة.

MISS 3