بمناسبة مرور مئة يوم على تولّيه الرئاسة

بايدن يعرض خطّة "مشروع من أجل العائلات الأميركيّة"

02 : 00

بايدن ملقياً خطابه أمام الكونغرس الأربعاء (أ ف ب)

عشية المحطّة الرمزية المتمثلة بمرور 100 يوم على توليه الرئاسة، عرض الرئيس الديموقراطي جو بايدن أمام الكونغرس خطّته "مشروع من أجل العائلات الأميركية"، التي تبلغ قيمتها حوالى 2000 مليار دولار وينوي تمويلها من زيادة الضرائب، بحيث دعا الأثرياء إلى "دفع حصّتهم العادلة".

وإذ تحدّث بايدن عن "دولة في أزمة" عندما تولّى السلطة، اعتبر أنّه "بعد 100 يوم أستطيع أن أقول للبلاد إنّ أميركا تمضي قدماً من جديد". وللمرّة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، جلست سيّدتان خلف الرئيس الأميركي خلال خطابه السياسي الكبير أمام الكونغرس، هما نائبة الرئيس كامالا هاريس ورئيسة مجلس النوّاب نانسي بيلوسي.

وبصفته مدافعاً عن الطبقة الوسطى، أشاد بايدن بخطّة ضخمة للاستثمار لخلق "ملايين الوظائف" للأميركيين الذين يشعرون بأنهم مستبعدون، لافتاً إلى أن "نحو 90 في المئة من الوظائف في البنية التحتية (المدرجة في خطّته التي عرضها الشهر الماضي) لا تتطلّب شهادات جامعية".

والخطّة التي تُثير غضب الجمهوريين، تُخصّص استثمارات بقيمة 1000 مليار دولار، خصوصاً لقطاع التعليم، وتنصّ على تخفيضات ضريبية للطبقة الوسطى تبلغ 800 مليار دولار.

ولتمويلها، يقترح بايدن إلغاء التخفيضات الضريبية التي مُنِحَت للأكثر ثراءً في عهد دونالد ترامب، وزيادة الضرائب على دخل رأس المال للأكثر ثراءً. وقال: "حان الوقت لتبدأ الشركات الأميركية وواحد في المئة من الأميركيين الذين هم الأغنى، دفع حصّتهم العادلة".

وأطلق وعداً بألّا يشهد أي أميركي يقلّ دخله السنوي عن 400 ألف دولار أي زيادة في الضرائب. ويُشكّل هذا الخطاب بداية معركة قاسية في الكونغرس، فقد تجاوزت خطّته التي تبلغ قيمتها 1.9 تريليون دولار لدعم الاقتصاد العقبة، لكن مناقشات حول برامج الإستثمار الهائلة في البنية التحتية والتعليم ستكون عاصفة بالتأكيد.

وحول قضية ساخنة أخرى في المجتمع، دعا بايدن مجلس الشيوخ إلى تبنّي مشروع واسع لإصلاح الشرطة اعتباراً من أيار، في مناسبة ذكرى وفاة الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد.

ومن على المنبر، اعتبر الرئيس الديموقراطي أن خطّة التطعيم التي وضعت في الولايات المتحدة لمكافحة الوباء كانت "واحداً من أعظم النجاحات اللوجستية" في تاريخ البلاد. وفي الملفات الدولية، أكد بايدن موقفه الحازم حيال بكين وموسكو، لكنّه أوضح في الوقت عينه أنه مستعدّ للحوار.

وفي ردود الفعل، دان السيناتور الجمهوري تيد كروز "الرؤية الاشتراكية" للرئيس الديموقراطي، وقال ملخّصاً موقفه من الخطاب في 3 كلمات: "مملّ لكن راديكالي"، في حين انتقدت الصين رغبة الولايات المتحدة في "فرض نموذجها الديموقراطي على دول أخرى"، وندّدت بالأنشطة العسكرية الأميركية، لكنّها أكدت أنها "لا ترغب في مواجهة" مع واشنطن.

وعلى صعيد آخر، دهمت الشرطة الفدرالية الأميركية الأربعاء شقة رودي جولياني، المحامي الشخصي السابق لترامب في نيويورك، في إطار تحقيق حول أنشطته في أوكرانيا، في عملية دانها المقرّبون منه على الفور معتبرين أن دوافعها سياسية. ولم يُعلّق مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) والمدّعون العامون على عملية الدهم هذه، التي يندر أن تلجأ إليها الشرطة ضدّ محام كان أيضاً رئيساً لبلدية نيويورك ومدّعياً عاماً فدرالياً.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر لم تكشفها أن المدّعين الفدراليين في مانهاتن، وبعدما حصلوا على إذن بتفتيش شقته في حي "آبر إيست سايد"، قاموا بمصادرة "أجهزة إلكترونية"، خصوصاً هواتف، عددها غير محدّد، فيما قال أندرو جولياني، الذي كان يتحدّث أمام مدخل مبنى والده رودي جولياني، إنّ عملية الدهم "مثيرة للقلق والإشمئزاز"، متّهماً وزارة العدل بالعمل لأهداف سياسية.