طهران تُرحّب بتصريحات ولي العهد السعودي

إسرائيل تُهدّد: مقاتلاتنا تصل إلى إيران

02 : 00

رئيس الوزراء الكويتي مستقبلاً ظريف في الكويت أمس (أ ف ب)

في الوقت الذي تسير فيه "محادثات فيينا" على قدم وساق في اتجاه إعادة إحياء الإتفاق النووي الإيراني، وبينما كشف مسؤولون أميركيّون لوكالة "أسوشييتد برس" أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس خيار رفع "العقوبات الصارمة" التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تمنع الجمهورية الإسلامية من تحقيق مصالحها المتوقعة في الإتفاق النووي، بما في ذلك وصولها إلى النظام المالي الدولي والمعاملات بالدولار، من أجل إعادتها إلى الوفاء بالتزاماتها النووية، صعّد وزير الإستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين من نبرة التحذيرات التي تصدر عادةً عن بلاده في شأن "النووي الإيراني"، محذّراً من حرب مقبلة لا محالة، في حال تمّ التوصّل إلى "إتفاق سيّئ" بين إيران والدول الكبرى.

وكرّر كوهين موقف إسرائيل بأنّها لا تعتبر أنها مقيّدة بالجهود الديبلوماسية في هذا الإطار، وقال لوكالة "رويترز": "اتفاق سيّئ سيدفع المنطقة نحو الحرب بسرعة"، مضيفاً: "أي طرف يسعى إلى منافع قصيرة الأمد، يجب أن يكون واعياً بالمدى الطويل... لن تسمح إسرائيل لإيران بالحصول على أسلحة نوويّة".

وإذ اعتبر أن "ليس لإيران حصانة في أي مكان"، هدّد بلهجة صارمة بأنّ "طائراتنا يُمكنها أن تصل إلى أي موقع في الشرق الأوسط وبالطبع إلى إيران"، معتبراً أنّه على القوى العالمية منع إيران من "زعزعة الإستقرار في دول أخرى"، و"تمويل الجماعات المسلّحة"، إضافةً إلى "حرمانها من سُبل تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ باليستية".

وفيما رأى مراقبون أن كلام كوهين خطر للغاية في مضمونه وتوقيته، خصوصاً أنّه صدر في خضمّ "محادثات فيينا"، ما يُحرج الإدارة الأميركية التي تسعى إلى إعادة إحياء الإتفاق النووي الإيراني عبر عودتها إليه، لم يؤكد المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس انعقاد اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين، وذلك بعد أن نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرَيْن قولهما إنّ بلينكن إلتقى بالمسؤول الأمني الإسرائيلي والسفير الإسرائيلي جلعاد أردان في واشنطن. وبحسب الوكالة، فقد أعرب المسؤولان الإسرائيليان عن "قلقهما العميق" إزاء الأنشطة النووية الإيرانية.

وكان أردان قد أشار في وقت سابق إلى أن "محادثات فيينا" ستؤدّي إلى اتفاق جديد بين واشنطن وطهران خلال أسابيع. كما أوضح أن السلطات الإسرائيلية تختلف مع الإدارة الأميركية في شأن بعض العقوبات التي تودّ رفعها عن إيران، واصفاً الإتفاق النووي بـ"السيّئ" وإمكانية العودة إليه بـ"الخطأ"، في وقت أكد فيه مدير الإستخبارات العسكرية الأميركية سكوت باريار أن إيران هي التحدّي الأساسي لمصالح واشنطن في الشرق الأوسط، محذّراً من أن "إيران مستعدّة لاستخدام العنف ضدّ الولايات المتحدة عبر وكلائها".

من جانبها، اعتبرت مديرة الإستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هينز خلال إحاطة للكونغرس أن "العراق سيكون ساحة المعركة التي تستخدمها إيران لفرض سيطرتها"، متوقّعةً بأن تُخاطر طهران بما قد يؤدّي إلى "تصعيد التوترات وتهديد مصالح الولايات المتحدة والحلفاء العام المقبل".

وحول "محادثات فيينا"، أعلنت إيران القبول بنتائج تلك المحادثات، بشرط رفع كلّ العقوبات الأميركية بشكل يُمكنها التحقق منه، فيما أكد مبعوث روسيا إلى المحادثات ميخائيل أوليانوف أن اللقاء مع الوفد الأميركي كان مفيداً ومفصّلاً للغاية بالأمس، مشيراً إلى أن هناك "كلّ الدواعي للتفاؤل الحذر"، ولفت كذلك إلى أن الأمور تتطوّر بطريقة قد تُتيح قريباً حذف كلمة "الحذر" من هذه العبارة.

وفي الغضون، رحّبت إيران على لسان المتحدّث باسم خارجيّتها سعيد خطيب زاده بالتصريحات التي أدلى بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هذا الأسبوع، والتي أكد فيها أن بلاده تطمح لإقامة "علاقات مميّزة" مع طهران، معتبرةً أنّ مواقف كهذه يُمكن أن تؤدّي الى تدشين "فصل جديد من التفاعل والتعاون من أجل الوصول إلى السلام والإستقرار والنمو الإقليمي، من خلال تجاوز الخلافات"، في حين يعود المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ إلى السعودية وسلطنة عُمان في جولة جديدة لدفع المساعي الدولية الرامية إلى التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في اليمن، والعودة إلى طاولة الحوار.

وأتى بيان الخارجية الإيرانية بُعيد ساعات من اختتام الوزير محمد جواد ظريف جولة إقليمية شملت الدوحة وبغداد وأربيل ومسقط والكويت. وكتب ظريف عبر "تويتر" أنّ جولته ركّزت على العلاقات الإقليمية، تزامناً مع "محادثات فيينا"، مشيراً في تغريدة بالإنكليزية إلى وجود "مؤشرات على إشارات إيجابية في الأفق على المسارَيْن". وفي تغريدة منفصلة بالعربية، قال الوزير الإيراني: "بالتزامن مع مباحثات فیینا، قضیت 5 أیّام في 4 عواصم عربية جارة، أجریت فیها مباحثات مثمرة مع أهلنا وأشقائنا، متّجهین جمیعاً نحو بناء علاقات متینة ثنائیة وإقلیمیة فاعلة، یخصّ شأنها بالمنطقة لمستقبل مشرق وواعد".

وفي استمرار لتداعيات التسجيل المسرّب لظريف، الذي أثار جدلاً واسعاً على الساحة السياسية، قدّم مدير مركز الأبحاث الإستراتيجية ومستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، حسام الدين أشينا، استقالته، فيما منع القضاء 15 شخصاً من مغادرة البلاد. وفي أوّل تعليق لها على التسجيل، حذّرت الخارجية الروسية من أن بعض الأطراف تُحاول التلاعب بالعلاقات بين موسكو وطهران، مشدّدةً على أن روسيا تعتمد دائماً على الموقف الرسمي الذي طرحته طهران مراراً وتكراراً. ويضمّ "تسجيل ظريف" المسرّب تصريحات مثيرة للجدل حمّل فيها وزير الخارجية الإيراني، روسيا، المسؤولية عن محاولة تقويض الإتفاق النووي.