"المتحوّر الهندي" يتسلّل إلى المنطقة وأوروبا

02 : 00

تُعاني المستشفيات المكتظّة من نفاد الأسرّة والأدوية والأوكسجين في الهند (أ ف ب)

تدهور الحالة الوبائية في الهند أدّى إلى فرملة الإنفراجة في أوروبا التي تتحضّر تدريجاً إلى رفع القيود المفروضة، بالتزامن مع سعي "بايونتيك" الألمانية للحصول على ترخيص من الاتحاد الأوروبي من أجل إعطاء لقاحات للذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، وعزم شركة "موديرنا" الأميركية لإنتاج 3 مليارات جرعة من اللقاحات العام 2022.

وتجنباً لتكرار المشهد الكارثي في الهند، حذرت منظمة الصحة العالمية أوروبا من تخفيف القيود، إذ إنّ "الوضع في الهند يُمكن أن يحدث في أي مكان آخر"، مرجّحةً أن يكون "المتحوّر الهندي" سبباً للأزمة الصحية القائمة في البلاد، وإنّما أيضاً بسبب سلوكيات على غرار عدم الامتثال للقيود الصحية.

وفي "القارة العجوز"، حيث تجاوز عدد الإصابات الخمسين مليوناً وبلغت الوفيات مليوناً و62 ألف حالة من أصل 3.15 ملايين في أرجاء العالم، يبدو أن الوباء يتباطأ ما دفع دولها إلى بدء تخفيف القيود بحذر. لكن وجود "المتحوّر الهندي" يُثير القلق والخوف في أوروبا، في وقت أعلنت فيه السلطات الصحية الألمانية عزل إصابات عدّة بها.

وفي إيطاليا، ثبتت إصابة نحو 10 في المئة من ركاب وطاقم طائرة وصلت إلى روما مساء الأربعاء آتية من الهند، لكن السلطات لم تتمكّن من تحديد ما إذا كانت الإصابات بـ"المتحوّر الهندي". كذلك في فرنسا، حيث يبدو أن هناك انخفاضاً خجولاً في عدد المصابين الجدد، أعلنت الهيئة الصحية في مقاطعة نوفيل أكيتين رصد إصابة بـ"المتحوّر الهندي" لدى مريض "عائد من الهند".

وفيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّه سيتمّ تأخير ساعة حظر التجوّل إلى التاسعة مساءً في 19 أيّار، ثمّ إلى الحادية عشرة مساءً في 9 حزيران، قبل رفعه تماماً في 30 حزيران، ستتمكّن المتاجر وشرفات الحانات والمطاعم والمواقع الثقافية، وبينها دور السينما والمتاحف، من إعادة فتح أبوابها اعتباراً من الأربعاء 19 أيّار، على أن تفتح الصالات الرياضية مجدّداً في 9 حزيران، وفق ماكرون.

وفي ألمانيا، جرى منح 1.1 مليون جرعة ضدّ "كوفيد 19"، في رقم قياسي وطنياً وأوروبّياً. وأعلن وزير الصحة ينس سبان تطعيم أكثر من 1 في المئة من سكان أكبر بلد أوروبي خلال 24 ساعة، وذلك للمرّة الأولى، فيما سجّلت روسيا زيادة حادة في عدد الإصابات، إذ ارتفعت بنسبة 75 في المئة في يوم واحد، مع تردّد سلطات موسكو في شأن إعادة فرض القيود مع استئناف الحركة في المدينة.

وفي نيويورك، أعلن رئيس البلدية بيل دي بلاسيو أنّه بعد شهور من الحذر الشديد في مواجهة الموجة الوبائية الثانية، تُخطّط المدينة "لإعادة فتح" كاملة في الأوّل من تموز.

وبالعودة إلى انتشار "المتحوّر الهندي"، وتحديداً في الشرق الأوسط، كشفت وزارة الصحة الإسرائيلية وجود 41 حالة إصابة بهذا المتحوّر من الفيروس التاجي، من بينهم 4 تلقوا التطعيم و5 طلاب من مدارس مختلفة، في وقت أعلنت فيه محافظة ذي قار العراقية اكتشاف عدد من الحالات المصابة بـ"المتحوّر الهندي" وعزلها، ما يُهدّد بانتشار السلالة في العراق وبالتالي المنطقة برمّتها.

وفي الهند، تفاقمت مؤشّرات تفشّي الوباء مع تسجيل السلطات حصيلة قياسية جديدة للوفيات بلغت 3645 خلال الساعات الـ24 الماضية. كما تشهد الإصابات مستويات غير مسبوقة مع ما يقرب من 380 ألف حالة جديدة. وقد أحصت الهند أكثر من 6 ملايين إصابة جديدة في شهر نيسان فقط.

وتُعاني المستشفيات المكتظّة من نفاد الأسرّة والأدوية والأوكسجين، فيما بدأ وصول المساعدات الدولية، مع استقبال نيودلهي أوّل طائرة عسكرية أميركية محمّلة بجزء من مساعدات الطوارئ البالغة أكثر من 100 مليون دولار، التي أعلنتها واشنطن.

وإذ قال المسؤول المحلّي في كالكوتا فرهاد حكيم لوكالة "فرانس برس"، إنّ "نتيجة كلّ شخص من بين اثنين أجريا فحص الإصابة السريع في المدينة وضواحيها، كانت إيجابية"، أضاف أن "الأسرّة تنفد في المستشفيات، والجثث تتراكم في المحارق!".

وفي سوريا، حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية من أن معدّات فحص "كورونا" ستنفد خلال أسبوع في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا، التي تشهد منذ أسابيع ارتفاعاً في عدد الإصابات.