العقوبات الأميركيّة تُكبّد طهران خسائر نفطيّة فادحة

بوتين لنتنياهو: علاقاتنا اكتسبت نوعيّة جديدة

01 : 26

بوتين ونتنياهو خلال لقائهما في سوتشي أمس

في ظلّ الترقّب لما ستؤول إليه الأمور على خط المساعي الفرنسيّة مع إيران واحتمال عقد لقاء بين الرئيسَيْن الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني، على هامش اجتماعات الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة في نيويورك هذا الشهر، برز أمس تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، من أنّه "لن نتهاون مع أيّ تهديد من إيران التي تستخدم الأراضي السوريّة للعدوان"، مشيراً إلى أن "جهود الجمهوريّة الإسلاميّة لضرب إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السوريّة وإرسال صواريخ دقيقة ضدّنا، شهد ارتفاعاً حاداً في الشهر الماضي".

وأكّد نتنياهو أن بلاده ستردّ على أيّ تهديد إيراني قادم من سوريا، متحدّثاً عن أن العلاقات المتينة بين تل أبيب وموسكو، وكذلك التنسيق المشترك بينهما حول الأنشطة العسكريّة في سوريا، كانت نتيجة لعلاقاته الشخصيّة مع بوتين. وشكر نتنياهو بوتين على اعتباره أن أمن إسرائيل مهمّ بالنسبة إليه. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أشار أمام الصحافيين إلى أن هذه الزيارة، وهي الثالثة لروسيا خلال العام الجاري، "بالغة الأهميّة".

وإذ أكّد بوتين أهمّية التعاون الأمني بين روسيا وإسرائيل، خصوصاً "في ظلّ استمرار الخطر الذي يُمثله الإرهاب الدولي"، قال مخاطباً نتنياهو: "أقول بصراحة إنّ علاقاتنا، سواء في مجال الأمن أو في المجال العسكري، اكتسبت نوعيّة جديدة بفضل جهودكم إلى حدّ كبير". وقَبِلَ بوتين الدعوة لزيارة إسرائيل مطلع العام المقبل، التي سلّمها إليه نتنياهو.

وفي خضمّ التقارير التي تُشير إلى تغيير محتمل في مقاربة الإدارة الأميركيّة للملف الإيراني، كشف وزير المال الإسرائيلي موشيه كحلون أن وكيل وزارة الخزانة الأميركيّة سيغال ماندلكير أكّد له أنّه لن يطرأ أيّ تغيير على سياسة العقوبات الأميركيّة ضدّ طهران، وذلك بعد اجتماع عمل بينهما في تل أبيب. في وقت كشف وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أن الولايات المتّحدة لا تزال مستمرّة في حملة "الضغوط القصوى" على إيران، وذلك بعد أيّام من مغادرة جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، البيت الأبيض. وأوضح منوتشين أيضاً أنّه لا توجد حتّى الآن خطط لعقد لقاء بين ترامب وروحاني هذا الشهر، لكنّه كرّر أن ترامب منفتح على لقاء الرئيس الإيراني من دون شروط مسبقة. كما أكّدت المتحدّثة باسم الخارجيّة الأميركيّة مورغان أوتارغوس أن حملة "الضغوط القصوى" على إيران مستمرّة، لافتةً إلى أن وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو حدّد 12 شرطاً لطهران لتطبيقها.

توازياً، أكّد موقع "دايلي بيست" وجود مؤشّرات على أن ترامب يدرس بجدّية مقترح فرنسا لمنح إيران خط ائتمان بمقدار 15 مليار دولار، لقاء عودتها للالتزام الكامل بالاتفاق النووي. لكن على الرغم من هذه المؤشّرات التي تلوح في الأفق، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيدعم في نهاية المطاف خطّة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، إذ أشار الموقع إلى أن الرئيس الأميركي معروف بأنّه يدرس ويُبدي تأييده بشكل موَقت لمبادرات محلّية أو خارجيّة، ليتخلّى عن هذا الموقف لاحقاً على وجه السرعة. وكان روحاني قال لماكرون خلال اتصال هاتفي مساء أمس الأوّل إنّ "لا معنى لمحادثات مع واشنطن ما لم ترفع عقوباتها عن الجمهوريّة الإسلاميّة".

والإصرار الإيراني على رفع العقوبات الأميركيّة قبل أيّ محادثات ثنائيّة، مردّه إلى الضغوطات الاقتصاديّة والماليّة الهائلة والمتزايدة التي تعصف بطهران جرّاء هذه العقوبات القاسية، إذ تراجعت صادرات النفط الإيرانيّة إلى مستوى غير مسبوق خلال الأشهر الأخيرة، فقد أفادت وكالة الطاقة الدوليّة بأنّ صادرات إيران من النفط تراجعت إلى أدنى مستوى لها في 30 عاماً. ووفق تقرير لوكالة "بلومبرغ"، انخفضت صادرات إيران النفطيّة بمعدّل 90 في المئة منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. وبذلك تكون واشنطن قد نجحت إلى حدّ كبير بسياسة "تصفير صادرات إيران من النفط". وبحسب ما نقل موقع "ناشيونال إنترست" عن الخبير في مركز "أميركان إنتربرايز" للأبحاث مايكل روبن، فقد "نشهد احتضار النظام الإيراني، فطهران أصبحت في عين العاصفة بشكل مثالي، وقد أضرّت العقوبات باقتصادها".

وفي استمرار للهجة الوعيد الإيرانيّة المعهودة، رأى قائد الأركان الإيراني اللواء محمد باقري أن "التحالف البحري في الخليج، الذي تدعو إليه واشنطن، سيولد مهزوماً، ولن يجلب سوى تفاقم انعدام الأمن إلى المنطقة". وشدّد على أن بلاده "مستعدّة للدفاع عن مصالحها بحزم في مياه الخليج"، مكرّراً الموقف الإيراني بأنّ "طهران لم ولن تكون البادئة في أيّ حرب، لكنّها ستُدافع بحزم عن أمنها وسيادتها في حال تعرّضها لأيّ عدوان أو أيّ تدخل أجنبي".


MISS 3