ملفات ساخنة على طاولة "مجموعة السبع"

02 : 00

خلال لقاء الوفدَيْن الأميركي والبريطاني في لندن أمس (أ ف ب)

إستهلّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في لندن أمس أوّل اجتماع حضوري لوزراء خارجية دول "مجموعة السبع" منذ بدء الأزمة الوبائية، بعرض رؤية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حول كوريا الشمالية التي رفضتها بيونغ يانغ، فيما تحضر ملفات جيوسياسية عدّة وعلى رأسها الصين وروسيا وإيران وأفغانستان.

وعبّر بلينكن خلال اجتماع وزراء خارجية دول المجموعة في لندن عن أمل الولايات المتحدة في أن تنتهز بيونغ يانغ الفرصة وتلتزم مساراً ديبلوماسياً في ملف نزع سلاحها النووي، وقال: "ننتظر ألّا تكتفي كوريا الشمالية بالقول، بل ما ستقوم به فعلياً في الأيّام والأشهر المقبلة".

ووسط إجراءات وقائية صارمة، إلتقى بلينكن بشكل منفصل في فندقه نظيرَيْه الياباني والكوري الجنوبي. وأوضحت الخارجية الأميركية في بيان أن بلينكن ونظيره الياباني توشيميتسو موتيجي "تشاركا قلقهما في شأن برنامج كوريا الشمالية النووي والصواريخ الباليستية" خلال اجتماعهما. واتفقا على العمل معاً وكذلك مع كوريا الجنوبية للتوصّل إلى "نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية".

وخلال مؤتمر صحافي مشترك، شدّد بلينكن ونظيره البريطاني دومينيك راب على العمل الوثيق ما بين واشنطن ولندن، وتلاقي وجهات النظر حول عدد من القضايا الهامة. وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة تصرّ على "إعادة كلّ أميركي محتجز في إيران إلى بلاده"، نافياً التقارير حول صفقة مع طهران في هذا الصدد.

من جانبه، أكد راب أن بريطانيا "تعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة"، حيث توجد وجهات نظر متطابقة في العديد من الملفات، مثل التعامل مع روسيا والصين، أو مواجهة الجائحة أو حتّى الإنسحاب من أفغانستان، معتبراً أنه من "مسؤولية إيران إطلاق سراح السجناء الذين اعتُقلوا اعتباطياً".

تزامناً، استدعت الهيئات الأوروبّية السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي إثر قرار موسكو فرض عقوبات على 8 مسؤولين أوروبّيين، بينهم رئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي ونائبة رئيسة المفوضية الأوروبّية فيرا جوروفا ومدّعي عام برلين يورغ راوباخ والنائب الفرنسي جاك مير، المقرّر الخاص حول قضية تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني لدى الجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا.

وبخصوص التوتّر الغربي مع الصين، اعتبر بلينكن خلال مقابلة تلفزيونية بثّت الأحد أنّ الصين باتت في السنوات الأخيرة تتصرّف بطريقة "أكثر قمعية في الداخل وأكثر عدائية في الخارج"، محذّراً من أنّ الصين هي "الدولة الوحيدة في العالم التي لديها القدرات العسكرية والإقتصادية والديبلوماسية لتقويض أو تحدّي النظام القائم على قواعد نتمسّك بها بشدّة ومصمّمون على الدفاع عنها".

توازياً، صعّدت مانيلا لهجتها حيال بكين في إطار مطالبتها إيّاها بسحب قواربها التي تنتشر بشكل غير مشروع في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وقال وزير الخارجية الفيليبيني تيودرو لوكسين على "تويتر": "صديقتي الصين، كيف يُمكنني أن أقول ذلك بتهذيب؟ دعوني أرَ... وجدتها... أخرجوا بحق الجحيم".

وفي الأثناء، أعلنت أستراليا أنّها تُعيد النظر في اتفاقية مثيرة للجدل مع شركة صينية لاستئجار ميناء داروين لمدّة 99 عاماً، ما يُمهّد لمرحلة جديدة من التوتر في العلاقات بين بكين وكانبيرا، في وقت أقرّت فيه رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن بوجود خلافات مع الصين حول حقوق الإنسان، في حين تتعرّض حكومتها لإنتقادات شديدة لعدم تبنّي موقف صارم بما فيه الكفاية حيال بكين.