واشنطن تُفعّل معاهدة للتعاون العسكري ضدّ فنزويلا

09 : 44

بعد نشر الرئيس الفنزويلي المشكّك في شرعيّته نيكولاس مادورو جيش بلاده على طول الحدود مع كولومبيا وإطلاقه مناورات عسكريّة ضخمة هناك، فعّلت الولايات المتّحدة الأميركيّة معاهدة "ريو" الإقليميّة للتعاون العسكري، التي وافقت عليها عشر دول أخرى في القارة الأميركيّة والمعارضة الفنزويليّة، في ردّ واضح على التحرّكات الحربيّة للنظام الاشتراكي المعزول في كاراكاس.

وقدّمت المعارضة الفنزويليّة بزعامة خوان غوايدو، طلباً لتفعيل "معاهدة التعاون المتبادل بين الدول الأميركيّة"، المعروفة أيضاً بمعاهدة "ريو"، وفق بيان لوزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو وقام الرئيس دونالد ترامب بنشره على "تويتر" في ساعة مبكرة أمس. واعتبر بومبيو أن "التحرّكات الحربيّة الأخيرة للجيش الفنزويلي في الانتشار على طول الحدود مع كولومبيا، وكذلك تواجد مجموعات مسلّحة غير شرعيّة ومنظّمات إرهابيّة على الأراضي الفنزويليّة، تُظهر أن مادورو لا يُمثل فحسب تهديداً للشعب الفنزويلي، بل إن أفعاله تُهدّد أمن وسلام جيران فنزويلا".

وأوضح الوزير الأميركي أن "تفعيل المعاهدة هو إقرار بالتأثير المزعزع للاستقرار بشكل متزايد لنظام مادورو في المنطقة". وتابع أن "سياسة النظام الاشتراكي الفنزويلي الاقتصاديّة الكارثيّة لا تزال تتسبّب بأزمة لاجئين غير مسبوقة"، علماً بأنّ فنزويلا تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم. وبحسب الأمم المتّحدة، غادر 3.6 ملايين فنزويلي البلاد منذ 2016. ويُريد بومبيو أن تردّ الدول الأعضاء في معاهدة "ريو"، خلال لقاءات على مستوى رفيع، جماعياً، على الأزمة الطارئة التي تشهدها فنزويلا وتتخطّى حدودها، من خلال درس خيارات اقتصاديّة وسياسيّة، وحتّى عسكريّة، إذ بدأت فنزويلا الثلثاء بنشر 150 ألف جندي على حدودها مع كولومبيا، في إطار تدريبات أعلنها مادورو، الذي يتّهم جارته بـ"المناورة لشنّ نزاع"، بينما شدّد الرئيس الكولومبي إيفان دوك على أنّه لن يرضخ "للاستفزاز"، واستبعد فرضيّة التدخّل العسكري في البلد المجاور. ولفنزويلا حدود مع كولومبيا تمتدّ على طول 2200 كلم.

ومعاهدة "ريو" تمّ تبنّيها العام 1947 وتنصّ على تدابير تبدأ بقطع العلاقات الديبلوماسيّة وقد ترقى إلى استخدام القوّة المسلّحة. ودعت جلسة للمجلس الدائم لمنظّمة الدول الأميركيّة أمس، البلدان الـ19 الموقعة على معاهدة "ريو"، إلى عقد اجتماع خلال النصف الثاني من أيلول للبحث في "الآثار المزعزعة" للأزمة في فنزويلا، التي تطرح "تهديداً واضحاً للسلام والأمن" في هذه المنطقة من العالم، بحسب قرار صادر عن المجلس. وخلال الجلسة، صوّتت كلّ من الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وكولومبيا والولايات المتّحدة وغواتيمالا وهايتي وهندوراس وباراغواي والدومينيكان والسلفادور وفنزويلا (ممثلة بالمعارضة)، لتفعيل الهيئة الاستشاريّة في معاهدة "ريو". وامتنع عن التصويت كلّ من كوستاريكا وبنما والبيرو وترينيداد وتوباغو. وغابت عن الجلسة الباهاماس وكوبا، العضو غير الناشط التي لم تنسحب أبداً من المعاهدة. كما اعتبرت الأوروغواي أنّ الوضع الحالي في فنزويلا لا يُبرّر تفعيل المعاهدة. كذلك حاولت كوستاريكا عبثاً تبنّي قرار يستثني استخدام القوّة.

تزامناً، دعت مسؤولة العلاقات الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني كلاً من الحكومة والمعارضة في فنزويلا إلى الحوار لمحاولة الخروج من الأزمة السياسيّة التي تعصف بالبلاد. ورأت موغيريني أن "الاتفاق بين الحكومة والمعارضة يجب أن يكون حول مخرج ديموقراطي مع انتخابات رئاسيّة جديدة، تحت رقابة دوليّة، وحقّ الجميع في المشاركة في تحديد مستقبل البلاد الديموقراطي". وقطعت واشنطن علاقاتها الديبلوماسيّة مع حكومة مادورو المشكّك في شرعيّتها. وتعترف الولايات المتّحدة مع أكثر من 50 دولة بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً انتقالياً لفنزويلا.


MISS 3