تحقيق بوفاة ديبلوماسية سويسرية في طهران

واشنطن تفصل "الرهائن" عن "النووي"

02 : 00

البرج السكني حيث كانت تعيش الديبلوماسيّة السويسريّة في شمال طهران (أ ف ب)

في الوقت الذي كثرت فيه التكهّنات حول قضيّة تبادل السجناء بالتزامن مع "محادثات فيينا" النووية، شدّدت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي على أن سياسة واشنطن تجاه إيران لم تتغيّر، مؤكدةً رفض دفع فدية مقابل إطلاق سراح الرهائن، لكنّها أوضحت في الوقت عينه أن المحاولات لإطلاق سراح 4 أميركيين تحتجزهم طهران مستمرّة.

وفي هذا الصدد، قالت ساكي للصحافيين: "نعمل على إطلاق سراح السجناء في إيران بمسار مختلف عن محادثات الملف النووي"، مشيرةً إلى أن أي مفاوضات غير مباشرة مع طهران حول تبادل للسجناء هي منفصلة عن الجهود في شأن برنامج إيران النووي. كما ذكرت أنّه لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين الأربعة.

وفي غضون ذلك، كرّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الموقف الأميركي في شأن "محادثات فيينا"، إذ رأى أن الطريق ما زال طويلاً أمام التوصّل إلى اتفاق مع إيران في شأن برنامجها النووي، بحيث "علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كانت (طهران) راغبة وقادرة على اتخاذ القرارات الضرورية، من جانبها، حتّى تعود إلى مراعاة الإتفاق".

وعندما سُئِلَ بلينكن حول توقعاته في شأن تأثير الإنتخابات الرئاسية المقبلة في إيران على مسار "محادثات فيينا"، رفض الحديث عن احتمالات، وذلك خلال مقابلة أجراها مع صحيفة "فاينانشل تايمز". لكنّ وزير الخارجية الأميركية أضاف أن من يصنع القرار في إيران معروف، وهو المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يُحدّد مقاربة التفاوض، في إشارة إلى أن الإنتخابات لا تلعب دوراً كبيراً في إيران.

توازياً، كشفت تقارير جديدة صادرة عن استخبارات هولندا والسويد وألمانيا قيام إيران ببذل محاولات متعدّدة في العام 2020 للحصول على التكنولوجيا الخاصة ببرامج أسلحة الدمار الشامل، مؤكدةً أنها لم توقف مساعيها لتطوير أسلحة نووية.

وبحسب شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، فقد كتب جهاز الإستخبارات والأمن العام في هولندا في تقريره الصادر في نيسان أنه أجرى تحقيقاً حول محاولة شبكات إيرانية الحصول على المعلومات والمواد لتطوير أسلحة دمار شامل، مؤكداً أنه "تمّ إحباط العديد من هذه المحاولات بعد التدخّل الإستخباراتي".

ولفت التقرير الهولندي إلى "دول أخرى مثل سوريا وباكستان وكوريا الشمالية حاولت الحصول على مثل هذه السلع والتكنولوجيا الخاصة بأسلحة الدمار الشامل من أوروبا وهولندا العام الماضي"، فيما أفصح جهاز الإستخبارات السويدي في تقريره الصادر لعام 2020، أن الحكومة الإيرانية تسعى إلى الحصول على التكنولوجيا السويدية لصالح برنامج الأسلحة النووية الإيراني، فضلاً عن تقرير صدر عن الإستخبارات الألمانية الأسبوع الماضي يتحدّث عن أن النظام الإيراني لم يوقف مساعيه للحصول على أسلحة الدمار الشامل.

وفي حادث غامض أثار علامات استفهام عدّة، عُثِرَ على ديبلوماسية كبيرة في السفارة السويسرية بطهران ميّتة بعد سقوطها من مبنى شاهق كانت تعيش فيه في شمال المدينة. وأوضحت الخارجية السويسرية أن موظّفة في سفارتها في إيران توفيت متأثرة بحادث، من دون كشف اسم الضحية. وأضافت أن "إدارة الشؤون الخارجية ورئيسها المستشار الاتحادي إجنازيو كاسيس، مصدومان من الوفاة المأسوية ويُعبّران عن أعمق تعازيهما للأسرة".

وأشار المتحدّث باسم خدمات الطوارئ الإيرانية مجتبى خالدي إلى أنه تمّ العثور على جثة الديبلوماسية بعد سقوطها من برج (سكني) في منطقة الكمرانية في شمال العاصمة في وقت مبكر الثلثاء، فيما كان قد تمّ الإبلاغ عنها بأنها مفقودة، موضحاً أن الديبلوماسية سقطت من الطابق السابع عشر من المبنى الذي كانت تقطن فيه.

من جهتها، أعلنت الشرطة الإيرانية فتح تحقيق في ملابسات وفاة المرأة السويسرية البالغة من العمر 52 عاماً، بعد العثور على جثتها عند سفح مبنى في شمال طهران بعد "سقوطها". وتُمثل سويسرا المصالح الديبلوماسية الأميركية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ قطع العلاقات بين واشنطن وطهران بعد فترة وجيزة من الثورة الإسلامية العام 1979.


MISS 3