"من الأساس تمنّينا ألا يقبل الحريري التكليف"

"القوات" تُهنّئ عودة بالفصح... وحاصباني: لإعادة تكوين السلطة

02 : 00

وفد "القوات" عند المطران عودة

لمناسبة عيد القيامة المجيدة لدى الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي، زار وفد من تكتل "الجمهورية القوية" برئاسة نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في مقر المطرانية، موفداً من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

وضمّ الوفد النائبين أنيس نصار ووهبة قاطيشا، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" الوزير السابق ريشار قيومجيان، أمين سر التكتل النائب السابق فادي كرم، رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد وممثل المكتب لدى الروم الأرثوذكس زياد شماس.

واعتبر حاصباني ان "ما نراه اليوم من ممارسات ينبئ بأيام داكنة تلوح في الأفق، حيث ينحدر لبنان الى أقصى درجات الظلمة"، وقال: "نواجه جميعنا كلبنانيين تحديات وجودية، الا إذا حصل تغيير جذري يبدأ بوقف تدهور الحالة الانسانية والاجتماعية ولا ينتهي عند إعادة تكوين سلطة تنتج أفعالاً بدل الأقوال". وأكد ان "الشعب اللبناني لم يعد يحتمل اخضاعاً للذل ولتدمير جنى عمره، فلم تعد البطولات الاعلامية المتكررة منذ سنوات وسنوات تنطوي على اللبنانيين، ولا يصدقها الا القليل ممن يريدون أن يصدقوا، والجميع بات يعلم أنها تهدف الى حرف الأنظار بالتركيز على أمور جانبية، على أهميتها، لا تعالج الا بعض القشور الخفيفة، ولم تعد الهجمات الإعلامية والجيوش الالكترونية تنجح في إقناع الرأي العام والناس أن من أخطأ بحقهم وفشل في تأمين عيشهم الكريم هو نفسه من سينقذهم".

وأكد ان "ما نحتاجه اليوم بالمرحلة الأولى هو حماية فورية للناس من الفقر والجوع وتأمين الدعم للأكثر حاجة مباشرة، وما أكثرهم اليوم، ومن دون الاستعانة بأموالهم المحجوزة في احتياطي المصارف"، مذكّراً بطرح "القوات" المتكامل لترشيد الدعم وتأمينه مباشرة للأكثر حاجة عبر البطاقة التمويلية، "وترجمت هذا الطرح باقتراح قانون معجل مكرر للبطاقة التمويلية ولحماية ما تبقى من مدخرات الناس في احتياطيات المصارف"، وشدّد على ان هذه الخطوة العملية الأولى المطلوبة من مجلس النواب بأقرب جلسة تشريعية.

ورأى حاصباني اننا "بحاجة على المدى المنظور الى تعديل جذري في مقاربة الحكم انطلاقاً من نوعية من هم في السلطة وطبيعة نواياهم وقدراتهم، وإعادة تكوين لهذه السلطة الى سلطة قادرة بالفعل أن تؤمن حاجات المجتمع وتلاقي تطلعات أبناء هذا الوطن، واننا بحاجة الى سلطة قادرة على ضبط حدودها ومنع التهريب واستعمال لبنان كمنصة للأنشطة غير الشرعية، على فرض سيادتها عبر جيشها وقواها الأمنية على كافة أراضيها، سلطة توقف الهدر والفساد والتسييس في القطاع العام وتفعّل هيئات رقابية مستقلة في الإدارة، وهيئات ناظمة للقطاع الخاص، وقضاء مستقل ومجتمع مدني مشارك، سلطة فعلاً منبثقة من الشعب لخدمة الشعب وليس بهدف الحفاظ على جماعتها في السلطة، سلطة تخرج لبنان من عزلته الدولية التي تسبب بها البعض خدمة لأجنداتهم وتؤمن حياده عن نزاعات الآخرين الخارجة عن القرارات العربية والدولية، سلطة تتعامل بصدقية مع المجتمع الدولي والمنظمات المالية العالمية لتأمين الدعم للبنان ضمن خطة إصلاحية متكاملة للقطاع العام والقطاع المصرفي وإدارة رشيدة لأصول الدولة". وأمل أن "تحصل الانتخابات في أقرب فرصة لأن لا بوادر في الأفق لتشكيل حكومة، وإن شكّلت، من الصعب أن تكون قادرة على التحرك في ظلّ المقاربة الحالية للأكثرية الحاكمة"، معتبراً أن "من يعرقل تشكيل حكومة لن يصعب عليه عرقلة أعمالها في ما بعد، وكلما تأخرنا كلما تأخرت حلول الأزمة وزادت معاناة الشعب".

وعن موقف "القوات" من امكانية تنحّي الرئيس سعد الحريري، قال حاصباني: "من الاساس تمنّينا ألا يقبل الرئيس الحريري هذا التكليف لاننا ادركنا منذ البداية ما سيحصل وان لا نية جدية بتشكيل حكومة انقاذية للبلد وان لا حل الا باعادة تكوين السلطة، وبالتالي اي حكومة ستشكل مصيرها الفشل في وقت قريب، لان السلطة التي تعرقل، ومن يتناحر على هذه الحكومة لن يتردد في تعطيلها وتعطيل عملها. لذا المنطلق الاساس لم يعد تشكيل الحكومة بل اعادة تكوين السلطة".


MISS 3