مايز عبيد

حركة غير متوقّعة للأسواق الطرابلسية في جمعة العيد

8 أيار 2021

02 : 00

الحركة أعادت مشهد زحمات العيد في المدينة إلى أيامها الخوالي

تشهد أسواق طرابلس وشوارعها حركة مهمّة في جمعة عيد الفطر، وعادة ما يعوّل التجار وأصحاب المحلات على هذه الجمعة، أي الأسبوع الأخير الذي يسبق الأعياد، من أجل تنشيط الحركة الإقتصادية وإعادة الزخم لحركة البيع والشراء والتسوّق داخل الأسواق على اختلافها.

ومن الجدير بالذكر أنّ الحركة التي تشهدها أسواق مدينة طرابلس ولا سيما أسواق بيع الألبسة؛ كانت لافتة ومتوقّع أن تشتدّ وتيرتها من اليوم وحتى الثلاثاء المقبل الذي قد يكون اليوم الأخير الذي يسبق العيد، ذلك أنّ أغلب الناس يفضّلون التسوق قبل العيد بيوم أو يومين.

بين المواطنين من اشتكى من ارتفاع أسعار السلع لا سيما الملبوسات والأحذية، ومنهم من اعتاد على الوضع بشكل عام لأن البلد أصبح في مكان آخر والأسعار لن تعود إلى الوراء بطبيعة الحال وبسحر ساحر، وراح الناس يتأقلمون مع الوضع ويحاولون السير على قدر الإستطاعة. لكنّ أسواق طرابلس وبالرغم من كل الغلاء الذي تشهده البلاد، لا تزال أمّ الفقير والغني، ويمكن للإثنين أن يجدا فيها ضالتهما. فالغني يقصد الأسواق والمحلات المشهورة، والفقير له أسواقه أيضاً، لا سيما الأسواق الشعبية الداخلية للمدينة، وهناك فارقٌ بالأسعار بين كلا النوعين بطبيعة الحال.

رئيس جمعية تجّار شارع عزمي طلال بارودي قال لـ"نداء الوطن": "لا شك هناك حركة مقبولة ونشطة في جمعة العيد، كما أن هذه الحركة لم تكن متوقّعة قياساً على الأوضاع التي يمرّ بها الناس".أضاف: "قد يكون الناس متعطّشين للتسوق والأسواق بعد إقفالات عدّة حصلت في البلاد، لكنّ حركة شهر رمضان هذه السنة أفضل من السنتين الماضيتين".

وأشار بارودي إلى أنّ التجّار "أجروا تخفيضات على الأسعار وتقليل الأرباح قدر الإمكان؛ فالغاية قبل الربح هي الإستمرارية، ونحن نريد أن نستمرّ حتى نخرج من هذه الأزمة الصعبة". وأمِلَ في أن "تتشكّل حكومة بأقصى سرعة وتتعهّد إصلاح الأوضاع، فينعكس ذلك على الحركة الإقتصادية. في كل الأحوال الشعب اللبناني شعب محبّ للحياة ويتمسّك بالأمل ويقاتل لأجل البقاء... ما نرجوه هو أنّ تمر هذه المرحلة بسرعة، وأن تتخلّص المدينة من الفوضى الموجودة فيها بكل مكان ومن كل أشكال التعدّيات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن تتشكّل حكومة إنقاذ ويثبّت الدولار لكي تعود الأمور إلى طبيعتها".

تجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ الحركة الواسعة للأسواق في طرابلس والتي لم تكن متوقّعة بالفعل، أعادت مشهد زحمات العيد في المدينة إلى أيامها الخوالي، وقصد المدينة أبناء الشمال من مختلف المناطق بهدف التسوق؛ وشملت هذه الحركة الأسواق الشعبية الداخلية وكذلك الأسواق والشوارع المشهورة في طرابلس.

مشهد العيد في المدينة وأسواقها يؤكد أنّ طرابلس مدينة حية لا تموت مهما حاول من حاول أن يفقدها دورها ويجعلها مدينة غير قابلة للحياة. فجلّ ما تحتاجه طرابلس قيادة سياسية حقيقية تأخذ بالإعتبار مصالح المدينة وأهلها فتطلق فيها عجلة المشاريع التنموية، وطرابلس بمقدّراتها قادرة على النهوض بنفسها وباقتصادها واقتصاد الوطن.


MISS 3