لودريان للطبقة الحاكمة: انتهت صلاحيتكم وستحاسَبون

02 : 00

لودريان في بعبدا

مجمل زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان الى لبنان واللقاءات التي عقدها يمكن اختصارها بجملة واحدة "انتم طبقة سياسية منتهية الصلاحية وتشكلون خطراً كبيراً جداً على حاضر ومستقبل الكيان". وبالتالي فان اجواء كل لقاءاته الرسمية كانت سلبية جداً وسادها حال من التوتر وشد الاعصاب.

لم تنفع محاولات من التقاهم لودريان في تبرير امعانهم في تدمير ما تبقى من مقومات دولة، اذ ان ما كشفه احد المشاركين في احد الاجتماعات الرسمية مع لودريان إذ قال لـ"نداء الوطن" ان الطبقة الحاكمة لا تتورع عن انتهاج "الاسلوب المعيب والمخزي الذي يعتمدونه دائماً، وهو اسلوب "التفسيد" على الآخر واتهامه بالتعطيل وبأخذ البلد الى المجهول، وهم انفسهم يعلمون انهم هم المجهول الكارثي الذي وصل البلد اليه من خلال استمرارهم في اغتصاب السلطة والتحكم الاخطبوطي بكل مفاصل الدولة ومؤسساتها التي نهبوها عن بكرة ابيها".

واوضح المصدر "ان لودريان كان مقلاً جداً في كلامه خلال اللقاءات الرسمية او مع المجتمع المدني اذ مع الاخير كان شديد التفاعل والاستماع، بينما مع الرسميين كان كمن يجلس اليهم مجبراً وغالباً ما عكس من خلال تعابير وجهه الاشمئزاز، فهو عملياً عمد الى تكرار ما سبق وقاله عشية وصوله الى بيروت في تغريدته التقريعية والتهديدية مع مزيد من الاضافات، وابرزها انه وضع جميع المعنيين في عملية تأليف الحكومة في ذات خانة المسؤولية عن الفشل والتعطيل، وان لقاءاته مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ولاحقاً في قصر الصنوبر مع الرئيس المكلف سعد الحريري كانت سلبية جداً، لجهة ان ما قامت به فرنسا من مبادرة انقاذية وقيام رئيسها ايمانويل ماكرون بزيارتين الى لبنان وكان على استعداد للقيام بالثالثة، كل ذلك بهدف مساعدتكم على الخروج من النفق المظلم الذي ادخلتم بلدكم فيه، وبدل ان تلاقوا هذا الجهد غير المسبوق من قبلنا بالتعاون من دون شروط عمدتم الى التعطيل والتمييع وصولاً الى التملص من التزاماتكم، لذلك؛ جميعكم وعدنا بتشكيل سريع للحكومة ووضع سقف زمني لاقرار الاصلاحات وفق الخطة التي وافقتم عليها ونحن دعمناكم وعمدنا الى تذليل كل عقبة خارجية قلتم انها قد تمنعكم من السير بما وعدتم به، ليتبين لنا ان المشكلة بكم، ولم تلتفتوا الى ان فرنسا التي وضعت ثقلها لاجل تأليف حكومة والسير بالاصلاحات والبدء بالمساعدة اهتزت صورتها من خلال افشالكم لكل مبادرة، تقولون انكم مع المبادرة الفرنسية، ماذا فعلتم لتنفيذها؟ وهي لاجل انقاذ لبنان وليس لانقاذ فرنسا".

واضاف المصدر ان "لودريان تعمّد استخدام اسلوب الغموض المقلق في حديثه عن الاجراءات التي ستتخذها فرنسا بحق المعرقلين، والاشارة الى ان مؤسسات حقوقية ناشطة ومنها مكتب المحاماة الذي فتح ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، سيفتح ملفات الطبقة السياسية وكلما انجز ملفاً سيعلنه للرأي العام وتتخذ على اساسه الاجراءات القانونية، اي ان انهاء صلاحية الطبقة السياسية والتي ستتجمع الارادات الدولية على ان تكون الانتخابات النيابية المقبلة هي بوابة العبور لانتقال السلطة، سيترافق مع اجراءات قانونية تفضح فساد الطبقة السياسية وازلامها وادواتها".

ولفت المصدر الى ان "مكتب المحاماة المقصود فرنسياً هو الذي كان سبباً في كشف فساد رؤساء جمهورية في الدول الافريقية مما ادى الى مقاضاتهم واسقاطهم".